ترددت عبارة «أبشر.. سوف نتصل عليك» آلاف المرات، على لسان مسؤولي 120 جهة حكومية وأهلية، تلقوا أمس طلبات الباحثين عن عمل، ضمن فعاليات معرض الوظائف 2015، الذي دشنه أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمس الأول، ويختتم فعالياته الأربعاء المقبل، بتنظيم من غرفة الشرقية، بالتعاون مع شركة «الظهران اكسبو». وتنافس تسعة آلاف شاب، زاروا المعرض على مدى اليومين الماضيين، في الحصول على الوظائف الشاغرة. وتفاوت حجم الآمال والتطلعات لدى المتقدمين، في الحصول على الوظائف المناسبة لمؤهلاتهم. وتمنى الجميع أن يسفر المعرض عن توظيف عدد وافر من الشباب السعودي. وتمنى الشاب محمد المنهالي، الذي تقدم ب13 طلب توظيف أمس، ألا يسمع هذه عبارة «أبشر.. سوف نتصل عليك»، وقال: «أنا حاصل على شهادة الثانوية، ولأول مرة أزور معرض الوظائف، وتقدمت فيه بطلبات توظيف إلى 13 شركة في القطاع الخاص، وفي كل مرة أسمع هذه العبارة التي لطالما استمعت إليها من مسؤولين كثر في شركات عدة، سبق أن تقدت إليها بطلبات توظيف، وصراحة سئمت سماع هذه الجملة، ليس لسبب سوى أنه لا أحد يعاود الاتصال بي، ما جعلتني أتأكد أن الجملة ما هي إلا رفض مؤدب لطالبي العمل من الشباب، خاصة إذا كانت مؤهلاتهم غير مطلوبة في القطاع الخاص». وتابع المنهالي «المقابلات التي أجريتها مع مسؤولي الشركات، لم تتطرق إلى خبراتي العملية، ومؤهلاتي، وهذا دليل على عدم اهتمامهم بالطلبات التي تقدمت بها، ما جعلني أشعر باليأس في أن أجد وظيفة». ويقول عبدالسلام الحجي الحاصل على درجة البكالوريوس: «تقدمت بطلبات توظيف إلى شركات عدة في المعرض، بعضها يناسب مؤهلي، والبعض لا يناسبها، حيث أطمح في أي وظيفة أكتسب منها خبرات عملية، وآمل أن أجد وظيفة في هذا المعرض، حيث شعرت بأن الزحام فيه علامة على مصداقية الشركات فيما تطرحه من وظائف شاغرة». ويؤكد الشاب محمد بن لبدة أنه لا يستطيع أن يحكم على المعرض، ويقول: «جئت باحثاً عن وظيفة هنا أو هناك، فأنا خريج كلية الهندسة جامعة الدمام في العام الماضي، ومازلت أجلس في البيت، في انتظار التوظيف». وأضاف «حضرت معارض توظيف في الشهور الماضية، ولم أشعر فيها بأنها تقدم وظائف حقيقية، وأدركت فيما بعد أن الهدف منها، التسويق لشركات القطاع الخاص الراغبة في استعرض عضلاتها، وإيهام المسؤولين بأنها تدعم مبدأ السعودة». وعلى العكس من سابقيه، يقول الشاب أحمد العمار (مهندس معماري): «نحن في حاجة لمثل هذه المعارض، لطرح مزيد من الفرص الوظيفية أمام الشباب السعودي، ولكن لا نريدها أن تكون مجرد دعاية للشركات، وتسجيل حضور ليس أكثر، ومن هنا، أدعو إلى متابعة فعاليات هذه المعارض، والكشف عن مصداقيتها، بإعلان الوظائف التي تطرحها كل شركة، والوظائف التي تم شغلها بالفعل»، مشيراً إلى أنه سبق أن تلقى وعوداً بالتوظيف في معارض سابقة، ولكن دون فائدة». ويصف الشاب مسفر القحطاني، الحاصل على الثانوية العامة بعض الشركات الموجودة في المعرض بها دون المستوى، ويقول: «كثير من الشركات الموجودة في المعرض ليس بالمستوى الذي نطمح له كشباب سعودي، لدينا شهادات وخبرات متنوعة، البعض منها متواضع جداً، والبعض متوسط، وتوقعت وجود شركات قوية تعمل على تطوير الشباب، ولكن لم أجد سوى القليل». فيما يرى الشاب علي العوض أن هناك بادرة أمل في أن يجد مبتغاه في المعرض، ويقول: «تقدمت بخمسة طلبات، وآمل أن أتلقى اتصالاً من إحدى الشركات». ويقول خالد الرشيدي، مسؤول الاستقبال في إحدى شركات القطاع الخاص في المعرض، إن جناح شركته استقبل نحو 300 طلب، تقدم بها شباب من زوار المعرض. ويضيف: «نحمل هذه الطلبات إلى قسم الموارد البشرية في الشركة لفحصها، ومن ثم الاتصال على مَنْ يقع عليه الاختيار».