من المؤسف ما نلاحظه من تمادي بعض البشر -هداهم الله- في الكذب في الحديث والقول، فتجد ذلك قد انتشر بينهم فأصبح جزءاً من كلامهم وحديثهم ويعد علامة من علامات المنافق، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان) رواه البخاري، وبعضهم -هداهم الله- يتمادون فيه ولا يغيرون من أنفسهم، وكونه ليس من أخلاق المسلم وأصبح كذبهم ظَاهِراً للمجتمع والقريب والبعيد، بل والأدهى والأمرّ أن كلامهم يندرج تحت مظلة الكذب وليس له أي صلة بالحقيقة والواقع ويصعب أن يصدقه العقل، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً). فإن الكذب من صفات المنافقين لأن النفاق يقوم على الاختلاف بين الظاهر والباطن، فعلى المسلم أن يحذر من الوقوع في الكذب والتمادي فيه، فقد يمهد له طريق الفجور ومن ثم إلى طريق النار والخسارة الكبرى أن يُكتب عند رب العباد كاذباً، فماذا استفاد؟!! والغريب أن بعضهم يكذب من أجل إرضاء الآخرين، وبعضهم يكذب ليُبين للغير أنه شخص يمتلك كثيراً من الأمور الدنيوية، فذلك مرض نفسي ونقص في الذات من الشخص، فلماذا كل تلك الأفعال الغريبة التي تزيد في سيئاته؟! فيجب على هؤلاء إعادة النظر في كلامهم وأن يبتعدوا كل البعد عن الكذب وألا يتمادوا فيه، وأن يكون الصدق عنوان حديثهم ليكسبوا رضا رب العباد، وأن يكتبهم سبحانه وتعالى من الصادقين بإذن الله..