الكذب وعدم الوفاء بالوعود من الصفات المنبوذة أخلاقياً التي يعاني منها مجتمعنا العربي والاسلامي، فحينما تستمر أو تتكرر هذه الأفعال غير المستحبة في الانسان دون ان يعالج نفسه من هذا المرض او تغيير اسلوبه ومنهجه الماكر مع الناس، قد يجعل الاخرين او من يتعامل معه يفقد الثقة في كافة وعوده، بل ربما يأخذ حديثه ومعاملاته مع الناس بالكثير من التشكيك في صدقه حتى لو كان صادقا في امر ما! فالانسان بطبيعته يمكن ان يتجاهل او يتغاضى عمن يكذب عليه مرة أو مرتين او حتى ثلاثاً خاصة اذا كان صديقا له او من اقربائه ومن الممكن ايضا ان يتقبل أعذاره غير المنطقية ويسامحه، لكي يعطيه فرصة اخرى لتصحيح اوضاعه حتى لا يقطع صلة رحمه به او يخسر صداقته، ونرى الكثير من الناس يتجنبوا من يكذب عليهم كثيرا ومن يكرر خلف وعوده ليكون قرارهم عدم التعامل معهم مرة أخرى، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، واياكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)، وفي حديث آخر عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (اية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن خان) ان محاسبة الانسان على اخطائه او سلوكه وتصرفاته مع الآخرين قد تختلف من شخص لآخر، فعلى سبيل المثال اذا حدث وتقابلنا مع شخص غير ملتزم دينياً وشاهدنا كذبه او عدم التزامه بالوفاء بوعده، قد لا يكون هناك مفاجأة من تعاملاته او ردود افعاله معنا او مع الآخرين، لأن مثل هذه التصرفات متوقعة منه ولا نلومه كثيرا خاصة اذا علمنا بجهله بالدين لاننا نعلم ان الدين المعاملة والانسان الطيب المؤمن عادة ما يبرهن عن أخلاقه الحسنة ويعلن عن صدقه اذا وعد بل ويعتذر بكل جرأة اذا منعته الظروف من الوفاء بوعده، اما اذا اخلف وعده شخصاً ما قد نرى او نعتقد انه من الملتزمين دينياً من خلال ما نشاهده في وجهه ان كانت لحيته الطويلة وعلامة الصلاة البارزة، بالتأكيد يقع عليه اللوم كثيرا ونغضب من تصرفاته بل نعاتبه ونؤنبه كثيرا ايضا لأن مثل هذا الانسان يجب ان يكون قدوة حسنة لنا وللآخرين في كافة افعاله وتحركاته، لذا لابد ان يكون المسلم صادقاً مع ربه ثم مع نفسه في كافة تصرفاته وافعاله خاصة في وعوده مع الناس، لأن تصرفاتنا وافعالنا نحن المسلمين محسوبة علينا امام العالم خاصة اذا كانت سلبية، فهناك من يتصيد اخطاءنا من غير ملتنا بل ينتظر حتى هفوات بعضنا حتى يهاجمنا ويهاجم اسلامنا.