بعد يومٍ من سحب سفيرها لدى طهران؛ رفعت المنامة موضوع التدخلات الإيرانية في شؤونها إلى الأممالمتحدة. وقدَّم وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، شكوى رسمية ضد طهران إلى الأمين العام الأممي، بان كي مون، أمس الجمعة على هامش اجتماعات الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. واتهمت الشكوى، التي أوردت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) مضمونها، إيران ب «التدخل في الشؤون الداخلية» لمملكة البحرين، مشددةً على رفض هذه التدخلات والانتهاكات السافرة. وأكد الشيخ خالد آل خليفة أن «إيران هي التي اختارت وتمادت في طريق التصعيد في محاولةٍ منها لبسط سيطرتها على دول الجوار من خلال استمرار التدخل في الشؤون الداخلية واستغلال الفئات المتطرفة». واتهمها ب «إيواء الهاربين من العدالة، وفتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، ما أدى إلى تعرض المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، للاستهداف والقتل والغدر والأعمال الإجرامية». ووفقاً له؛ فإن هذه الأعمال الإجرامية أسفرت حتى الآن عن استشهاد 16 رجل أمن بحرينياً وإصابة 3 آلاف من المواطنين. وكانت المنامة قرَّرت أمس الأول سحب سفيرها لدى طهران واعتبار سفير الأخيرة لديها شخصاً غير مرغوبٍ فيه، متهمةً النظام الإيراني ب «استمرار التدخل في شؤون مملكة البحرين دون رادع قانوني أو حد أخلاقي» وب «محاولة فرض السطوة على منطقة الشرق الأوسط من خلال أدوات ووسائل مذمومة». ووفقاً لوزارة الخارجية البحرينية؛ لا تتوقف هذه الوسائل عند حدود التصريحات المسيئة من كبار المسؤولين الإيرانيين، بل تمتد إلى دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف عبر الحملات الإعلامية المضلِّلة ودعم الجماعات الإرهابية من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات وتدريب عناصرها وإيواء المجرمين الفارين من وجه العدالة. ووصفت الوزارة، في بيانٍ لها أمس الأول، هذه الانتهاكات ب «السافرة» و«المتكررة»، ولاحظت أنها تخالف كافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل. واتهم البيان طهران باللجوء إلى محاولات آثمة وممارسات لأجل خلق فتنة طائفية، مشيراً إلى قرارٍ بسحب السفير البحريني لدى طهران، راشد سعد الدوسري، مع اعتبار القائم بالأعمال الإيراني لدى المنامة، محمد رضا بابائي، شخصاً غير مرغوب فيه و «عليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة».في السياق نفسه؛ استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، إصرار التنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفها على مواصلة نياتها الشريرة ومخططاتها الإجرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين بالتنسيق مع تنظيمات إرهابية خارجية. وذكر أمين عام المجلس، الدكتور عبداللطيف الزياني، أن كمية المتفجرات والأسلحة والذخائر التي كشفتها المنامة الأربعاء الماضي كانت ستتسبب حال استخدامها في إزهاق الأرواح البريئة وتدمير الممتلكات. وشدد الزياني، في بيانٍ له أمس الأول من نيويورك، حيث كان يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مساندة دول مجلس التعاون للمنامة في كل ما تتخذه من إجراءات أمنية تجاه التنظيمات الإرهابية والمحرضين لها.