ردت المنامة على محاولات تدخل طهران في شؤونها، بطرد القائم بالأعمال الإيراني من البلاد وسحب سفيرها لدى طهران، في خطوة تأتي بعد أقل من 24 ساعة من إعلانها ضبط موقع يحوي 1.5 طن من المتفجرات والأسلحة، والقبض على مُشتبه بهم على علاقة بأشخاص إرهابيين في إيران والعراق. وعزت المنامة، في بيان صحافي أصدرته مساء أمس، خطوة سحب سفيرها وطرد القائم بالأعمال الإيراني، إلى «استمرار التدخل الإيراني في شؤون مملكة البحرين من دون رادع قانوني أو حد أخلاقي، ومحاولاتها الآثمة وممارساتها لأجل خلق فتنة طائفية، وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها من خلال أدوات ووسائل مذمومة لا تتوقف عند حدود التصريحات المسيئة من كبار مسؤوليها، بل تتعداه إلى دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف عبر الحملات الإعلامية المضللة، ودعم الجماعات الإرهابية من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتدريب عناصرها، وإيواء المجرمين الفارين من وجه العدالة». وأضافت في البيان، الذي بثته وكالة الأنباء البحرينية: «إزاء الانتهاكات الإيرانية المتكررة والسافرة للأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وتعديها المرفوض على استقلال وسيادة مملكة البحرين، قررت المملكة سحب سفير البحرين لدى إيران راشد سعد الدوسري، واعتبار القائم بأعمال سفارة إيران لدى البحرين محمد رضا بابائي شخصاً غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة». وكانت وزارة الخارجية البحرينية استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية قبل أيام وسلمته مذكرة احتجاج رسمية إثر التصريحات التي صدرت أخيراً عن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، التي اعتبرتها «تدخلاً مرفوضاً في الشأن الداخلي وخرقاً لمبادئ الأممالمتحدة، كما أنها تؤثر سلباً في أمن واستقرار المنطقة وطبيعة العلاقات بين دولها». ودعا وكيل وزارة الخارجية البحرينية السفير عبدالله عبداللطيف الجانب الإيراني إلى ضرورة «التقيد التام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة واحترام سيادتها واستقلالها، فضلاً على التوقف الفوري عن إطلاق مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، وغيرها من أشكال التدخل في الشأن البحريني، والالتفات بصورة أكبر إلى الشعب الإيراني الصديق، والعمل على تحسين أوضاعه بدلاً من افتعال مشكلات غير مبررة مع دول الجوار». بدوره، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بيقظة وكفاءة الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية بمملكة البحرين، وما حققته من إنجاز أمني مميز بكشف شبكة إرهابية خزنت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة في منزل بقرية النويدرات. وأعرب الأمين العام أمس (الخميس) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - عن استنكاره إصرار التنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفها على مواصلة نواياهم الشريرة ومخططاتهم الإجرامية لزعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين وترويع الآمنين من أبنائها والمقيمين على أرضها، بالتعاون والتنسيق مع تنظيمات إرهابية خارجية. وقال: إن كمية المتفجرات والأسلحة والذخائر المخزنة كانت ستتسبب - لو أنها استخدمت لا قدر الله - في إزهاق الأرواح البريئة وتدمير الممتلكات. وأكد الأمين العام وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها مملكة البحرين في كل ما تتخذه من إجراءات أمنية تجاه التنظيمات الإرهابية والمحرضين لها، للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها.