قلب يحترق وعين تدمع وآهات تتردد وشكوى نرفعها لرب السماء فلا نملك إلا الدعاء.. هديل يا من أثبتت لنساء المسلمين في العالم أجمع أن عزة ورفعة وسعادة الفتاة المسلمة تكمن في حشمتها وعفتها وحيائها والتمسك بحجابها والثبات عليه ورغم كل الاضطهادات تمسكت هديل بالحجاب الشرعي الكامل وهي تحت تهديد السلاح لتموت شهيدة لذلك الحجاب لله درك من فتاة مؤمنة ثابتة راسخة رسوخ الجبال شامخة أبية لم تضعف أو تذل أمام جبروت الصهيوني اللعين هديل ما حجة من تهاونت في حجابها طائعة مختارة رغم أنها متنعمة بنعيم الأمن والأمان ما حجتها عند مولاها الذي فرض عليها الحجاب الشرعي فتثاقلت ذلك الفرض من ربها فمزقت وزركشت وضيقت وزينت وتعطرت وتكشفت بنقاب واسع فاتن أو لثمة فاضحة… هاهو خبث وحقد اليهود يستمر ضد المسلمين ويظهر جليا يوما بعد يوم، آمنون مطمئنون فلن يثأر منهم أحد ولن ينادي المنادون بحقوق المرأة وتحريرها فمناداتهم مختلفة تماما بل هي عكس ما تمسكت به هديل، نعم آمنون جبناء فلن يثور العالم من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان فإن ضحيتهم مسلمة.. شامخة بعفافها وحشمتها لم تستجب لطلباتهم القذرة، ذكر أمير سعيد في مقاله درس بني قينقاع الجليل مع اغتيال هديل أن أفيخاي «أذرعي».. الناطق باسم جيش اليهود الغاصب في فلسطين، جاءنا بهذه الرواية التي عجز أجداده «الأذرعيون» عن تلفيقها، قال في تغريدة بحسابه على تويتر بالعربية: «عاجل: قبل قليل نفذت مخربة فلسطينية محاولة لطعن جنود في موقع عسكري في الخليل. ردًّا على ذلك أطلقت النيران باتجاه المخربة وأصابتها».. كذب؛ فهي لم تفعل، والصور التي التقطها «شباب ضد الاستيطان» تكذبه، وهي كذلك ليست مخربة.. إلا أن يكون تخريب مشروعه الإجرامي.. فلئن كان يقصد هذا فقد صدق، فنعم؛ فالفتاة الطاهرة النقية عمدت بالفعل إلى تخريب مشروعهم مع سبق الإصرار؛ فقد أتمت حفظ كتاب الله، ثم ثبتت مراجعته من قريب، ثم انطلقت تعلم زهرات الإسلام الصغيرات حفظه، ترعاهن وتشجعهن وتكافئهن.. تقول رفيقتها لقدس الإخبارية: «كانت أروع من عرفنا في المسجد والأكثر صبرًا كذلك، حيث كانت أطولنا بالًا في التسميع لحفظ الفتيات الصغيرات وتحاول جاهدة تفسير الآيات وشرحها وجلب الهدايا والقصص والألعاب كي تزيد رغبتهن في حفظ كتاب الله وما زالت كلماتها تتردد في أذني «صومي الإثنين والخميس والله إنه شعور رائع جدًا، حقاً إنه رائع»، كما أنها كانت تنصح بقيام الليل واللباس والواسع. نعم يا أمير هذا هو حقد اليهود ونذالتهم وهذه هي هديل المؤمنة الصامدة شهيدة الحجاب ابنة الثمانية عشر ربيعا طوعا لأمر ربها وعصيانا لهم، ولكن أتساءل ما سر ذلك الصمود رغم الاضطهاد والتهديد بالسلاح إنه قوة الإيمان، فيا أختي المؤمنة لتكن حادثة هديل صحوة لك ورجوعا لربك ولتكن هديل قدوة لك في الصمود والشموخ في زمن عج بالمغريات والفتن. ولا نملك أن نثأر لهديل إلا سلاح الدعاء، والصمود أمام كل من ينادي بتحرر المرأة المسلمة من ثوابت عقيدتها وانسلاخها من قيم عفتها وحيائها.