تتفاقم أزمة الهجرة مع عبور أكثر من نصف مليون مهاجر ولاجئ المتوسط باتجاه أوروبا هذا العام، في ملف ينوي رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان المطالبة بالتشدد فيه أمام الأممالمتحدة. ونشرت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين الثلاثاء أرقاماً أفادت بأن حوالي 515 ألف مهاجر ولاجئ عبروا المتوسط وصل منهم 383 ألفاً إلى اليونان و129 ألفاً إلى إيطاليا. وأوضحت أن %54 من هؤلاء اللاجئين سوريون و%13 أفغان. وقالت المفوضية إن نحو 2980 لاجئاً ومهاجراً لقوا مصرعهم أو فقدوا هذه السنة خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا بطرق بحرية خطيرة في المتوسط. ويواصل معظم الناجين من عبور المتوسط طريقهم في اتجاه أوروبا الغربية عابرين البلقان والمجر. وتتعرض المجر باستمرار للانتقادات لإقامتها حواجز بالأسلاك الشائكة على حدودها المنتمية إلى منطقة شينغن (الحدود المشتركة في الاتحاد الأوروبي) بعد عبور حوالي 300 ألف مهاجر أراضيها منذ مطلع العام، ويريد أوربان طرح وجهة نظره الأربعاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وناشد بان الإثنين الدول الأوروبية «بذل مزيد» من أجل مئات آلاف المهاجرين واللاجئين، الذين يتوافدون إلى أوروبا. وفي منتصف سبتمبر أدان استخدام الشرطة المجرية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المهاجرين في صدامات على الحدود الصربية المجرية. وأكدت حكومة المجر أنها تريد مطالبة الأممالمتحدة بفرض «حصص عالمية» لتوزيع اللاجئين. وشدد وزير الخارجية المجري بيتر زيارتو بحزم مؤخراً على أن «أوروبا لا ينبغي أن تكون الوحيدة التي تلعب دوراً في إدارة ضغط الهجرة» وعلى ضرورة ضلوع «كبار اللاعبين السياسيين في العالم الذين شاركوا في قرارات أدت إلى مناطق غير مستقرة قرب قارتنا». من جهتها، أقرت الحكومة الألمانية عدداً من الإجراءات الرامية إلى إبطاء تدفق اللاجئين عبر تشديد بعض شروط حق اللجوء واستثناء مواطني دول البلقان، ما أثار انتقادات منظمات حقوقية. وتسعى برلين على الأخص إلى تسهيل بناء مساكن للمهاجرين وتعلمهم اللغة الألمانية وتسريع آليات درس طلبات اللجوء وبالتالي تسريع ترحيل المرفوضين إلى بلادهم. وتنص الإجراءات المقررة على تصنيف ثلاثة بلدان إضافية في غرب البلقان هي ألبانيا وكوسوفو ومونتينيغرو بأنها «بلدان آمنة»، للتمكن من تسهيل إعادة مواطنيها إلى ديارهم، ما يفسح مجال دراسة طلبات تتمتع بحظوظ أفضل لنيل اللجوء. وفي المتوسط، أعلن خفر السواحل الإيطالي في بيان أن ما مجموعه 1151 شخصاً أنقذوا في البحر يوم الإثنين خلال 11 عملية متفرقة ومنسقة قبالة سواحل ليبيا. وتم خلال إحدى العمليات، خصوصاً إنقاذ 441 مهاجراً على متن قوارب مطاطية من قبل سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي. وقامت سفينة أخرى كانت تقل أصلاً 85 مهاجراً تم إنقاذهم قبل يوم، بانتشال 105 مهاجرين من على متن سفينة تابعة لسلاح البحرية الإيطالي أولاً. وبعد ذلك نقل 308 أشخاص من سفينة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود إلى السفينة الإيطالية نفسها بعد انتشالهم من ثلاثة زوارق مطاطية. وفي فرنسا أعلنت السلطات الفرنسية العثور صباح أمس على مهاجر من أصل عراقي في العشرين من العمر ميتاً في شاحنة بالقرب من مرفأ كاليه شمال فرنسا.