عثر على فتاة سورية في الخامسة من عمرها غريقة السبت، واعتبر عدد كبير من المهاجرين الاخرين مفقودين، بعد غرق زورقهم الذي كان يحاول الوصول الى اليونان من تركيا. وقد وقعت هذه المأساة غداة العثور على جثة فتاة سورية في الرابعة من عمرها الجمعة على احد شواطئ منطقة تشيشمي في تركيا (غرب)، بعد غرق السفينة التي كانت تحاول الوصول الى اليونان. وتمكن خفر السواحل اليوناني من انقاذ 13 شخصا، وهم يبحثون الان عن ناجين، كما اوضحت وكالة الأنباء اليونانية. ووقع الحادث شمال لسبوس، احدى الجزر اليونانية التي تشهد تدفقا للاجئين الآتين من سوريا بسبب الحرب المندلعة فيها. ولقي عدد كبير من الاشخاص مصرعهم لدى محاولتهم اجتياز بحر ايجه انطلاقا من تركيا، بحثا عن مستقبل افضل في اوروبا. أسلاك شائكة يأتي هذا فيما اعلنت كرواتيا -التي تواجه تدفقا للاجئين على اراضيها يفوق طاقتها امس- انها ستواصل نقل اللاجئين الى الحدود مع المجر التي اعلنت انها انجزت اقامة سياج الاسلاك الشائكة على هذه الحدود؛ لوقف تدفق المهاجرين الذين يريدون التوجه الى اوروبا الغربية. وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش خلال زيارة لمركز للمهاجرين كان شبه خال صباح السبت: "لم يبرم اي اتفاق مع المجر حول مسألة المهاجرين". واضاف "اجبرناهم بشكل ما على قبول اللاجئين عبر ارسالهم (الى الحدود) وسنواصل فعل ذلك". وكانت كرواتيا ذكرت ليل الجمعة السبت انها نقلت آلاف المهاجرين بسيارات او حافلات او قطارات الى المجر التي تتهم زغرب بأنها تشجع هؤلاء على عبور الحدود "بطريقة غير مشروعة". وقد اعلن ناطق باسم وزارة الدفاع المجرية انتهاء بناء سياج من الاسلاك الشائكة على طول الحدود مع كرواتيا لمنع المهاجرين من الدخول. وقال اتيلا كوفاتس ان "السياج انتهى ليل الجمعة السبت". وقررت بودابست وضع هذه الاسلاك الشائكة التي تمتد 41 كلم على البر اذ ان بقية الحدود الممتدة على طول 330 كلم بين البلدين يشكلها نهر درافا الذي يصعب عبوره. وكان المستشار في الحكومة المجرية غيورغي باكوندي اعلن ان 4400 مهاجر دخلوا المجر نهار الجمعة وحده. واتهمت بودابست السلطات الكرواتية بتشجيع المهاجرين على عبور الحدود "بطريقة غير مشروعة". لكن زغرب اعلنت مساء الجمعة انها اتفقت مع بودابست على ان تسمح السلطات المجرية بدخول المهاجرين "الاكثر ضعفا". ونفى رئيس الوزراء الكرواتي وقبله المجري الجمعة وجود اتفاق. ويبدو ان نقل هؤلاء المهاجرين اثار توترا بين البلدين خصوصا عندما وصل قطار يقل 800 مهاجر بمواكبة اربعين شرطيا كرواتيا مسلحا الى داخل الاراضي المجرية. ووصف باكوندي وجود هؤلاء الرجال المسلحين على اراضي المجر بانه "حادث حدودي لا مثيل له". وذكرت صحف كرواتية ان هؤلاء الشرطيين اوقفوا لفترة قصيرة وجردوا من اسلحتهم لكن سلطات زغرب نفت ذلك. وقال رئيس الوزراء الكرواتي السبت ان "المشكلة الخطيرة" موجودة في تركيا واليونان اللتين ينطلق منهما المهاجرون الى اوروبا الغربية عبر البلقان. عشرة آلاف من جهتها، تحاول السلطات السلوفينية بصعوبة ضبط تدفق مجموعات المهاجرين الذين يصلون بالمئات قادمين من كرواتيا، وخصوصا عند مركز هاريكا الحدودي الذي يبعد نحو 20 كلم عن العاصمة الكرواتية. وتجمع عشرات المهاجرين صباح السبت على الجسر الذي يشكل الحدود مطالبين الشرطة السلوفينية بالسماح لهم بالدخول. وصرحت سفيرة سلوفينيا في المانيا ان بلادها مستعدة لاستقبال "عدد يمكن أن يصل الى عشرة آلاف" من المهاجرين اذا تقدموا بطلبات لجوء اليها. وقالت السفيرة مارتا كوس ماركو "عندما يتقدم اللاجئون بطلب للجوء الينا نستقبلهم ونحميهم. لدينا قدرات لتحقيق ذلك ويمكننا استقبال حتى عشرة آلاف منهم". واضافت إنه في حال قدم عدد اكبر من الطلبات، فان سلوفينيا ستضطر لطلب مساعدة اوروبا. وسجلت السلطات السلوفينية الجمعة دخول اكثر من الف مهاجر الى البلاد بينما لا يزال 700 آخرون ينتظرون في مركز اوبريزيه على بعد 20 كلم شرق العاصمة زغرب. مستوى قياسي وفي ألمانيا، كشفت أحدث الإحصاءات الرسمية عن إمكانية وصول أعداد طالبي اللجوء إلى مستوى قياسي جديد خلال سبتمبر الجاري. وجاء في رد وزارة الداخلية الالمانية على استجواب كتابي ورد من حزب اليسار المعارض في البرلمان، إن عدد طالبي اللجوء الذين وفدوا إلى ألمانيا في الفترة بين مطلع الشهر الجاري حتى الثالث عشر منه وصل إلى نحو 57 ألفا و900 شخص، مع توقعات بوصول إجمالي طالبي اللجوء في الشهر الجاري إلى نحو 133 ألفا و500 شخص. في الوقت نفسه أوضحت الداخلية أن عدد اللاجئين الجدد سجل تراجعا خلال الأيام الماضية بعد إعادة السلطات الألمانية لإجراءات الرقابة على الحدود. كان العدد الشهري لطالبي اللجوء لألمانيا تجاوز للمرة الأولى حاجز المائة ألف شخص في أغسطس الماضي، وتتوقع الداخلية الألمانية وصول إجمالي أعداد طالبي اللجوء خلال العام الحالي إلى أكثر من 800 ألف شخص، فيما توقع زيجمار جابريل وزير الاقتصاد ونائب المستشارة انجيلا ميركل أن يصل هذا العدد إلى مليون شخص. وكانت ألمانيا سمحت في الشهر الماضي لعشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من المجر بدخول أراضيها دون تسجيل، وذلك قبل أن تعاود السلطات الألمانية فرض الرقابة على الحدود. ووفقا لرد الداخلية، فإن حوالي 50% من اللاجئين القادمين خلال الشهر الجاري سوريون، وما يقارب 9% فقط من دول غرب البلقان والذين كانوا يمثلون أغلبية اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا في فبراير الماضي. كارثة إنسانية من جانبه، وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موقف اللاجئين في أوروبا بأنه "كارثة إنسانية". وفي تصريحات للقناة الرابعة البريطانية، اعترف كيري أن استقبال بلاده لعشرة آلاف لاجئ سوري ليس كافيا "ونحن ننظر في خيارات أخرى، فهذا أمر ملح". وأوضح الوزير الأمريكي أن حل المشكلة لا يكون بالسماح للاجئين بدخول البلاد مشيرا إلى أن من الضروري اقتلاع جذور المشكلة. وتابع كيري: إن إسهامات الدول لحل أزمة اللاجئين متفاوتة. يذكر أن كيري في لندن في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن يتوجه اليوم الأحد إلى العاصمة الألمانية برلين. عمليات إنقاذ من جهة اخرى، اعلنت منظمة اطباء بلا حدود انها انقذت منذ الساعات الاولى لصباح السبت اكثر من 750 مهاجرا كانوا على متن ثلاثة زوارق قبالة السواحل الليبية، وانها تقوم حاليا بإنقاذ مزيد من المهاجرين في الموقع ذاته. وقال المتحدث باسم المنظمة زين السعدي: "جرى انقاذ اكثر من 750 شخصا منذ الساعة الخامسة" كانوا على متن ثلاثة زوارق قبالة ليبيا، مضيفا إن "هناك عملية انقاذ تجري الان لزورق رابع". واضاف السعدي: إنه "سيجري نقل هؤلاء الاشخاص الى مراكزنا في ايطاليا او اليونان". وظهر في تسجيل مصور ارسلته منظمة اطباء بلا حدود الى فرانس برس مئات الاشخاص وهم على متن سفينة المنظمة، بعضهم يحتضن الاخر، وبعضهم الاخر يصفق. وقال سامي السبيحي وهو متحدث اخر باسم المنظمة، من على متن السفينة التي يعمل عليها 26 شخصا بينهم اطباء: إن المهاجرين الذين جرى انقاذهم "من جنسيات متعددة"، موضحا ان "الجميع بخير وبصحة جيدة، وننتظر الان لنرى القارب الرابع كيف ستكون حالته". وعبر اكثر من 430 ألف مهاجر ولاجئ البحر المتوسط منذ يناير ولقي نحو 2748 حتفهم، او فقدوا، بحسب اخر ارقام المنظمة الدولية للهجرة التي نشرت في 11 سبتمبر الجاري. وقد وصل نحو 310 آلاف منهم الى اليونان، و121 ألفا الى ايطاليا بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وتشهد ليبيا التي تبعد نحو 300 كلم عن ايطاليا فوضى امنية ونزاعا مسلحا فاقما الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها التي تفتقد الرقابة الفعالة في ظل الامكانات المحدودة لقوات خفر السواحل الليبية وانشغال السلطات بالنزاع الدائر في البلاد. واعلن خفر السواحل الليبي الجمعة انهم انتشلوا جثث سبعة مهاجرين بينهم طفل قبالة طرابلس الجمعة، وانه تم انقاذ 102 مهاجر اخرين ونقلوا الى اليابسة على متن ناقلة نفط ليبية كانت متجهة من طبرق (شرق) الى الزاوية (غرب). والخميس اوقفت السلطات الليبية 124 شخصا بينهم ثماني نساء في منطقة قرب طرابلس بينما كانوا يستعدون للتوجه نحو مركب والابحار نحو السواحل الاوروبية، بحسب ما افاد مسؤول في جهاز خفر السواحل الليبي.