اكتظت مقبرة الخدود الجنوبية الجديدة في الأحساء، بآلاف المشيعين من محافظة الأحساء وخارجها، الذين حرصوا على حضور مراسم تشييع شهيد الوطن علي بن حبيب الحبيب، الذي استشهد فجر الجمعة الماضي في عملية إرهابية غادرة. وردد الحضور بصوت واحد عبارات منددة بالارهاب والإرهابيين، قالوا فيها: «كلا كلا للإرهاب»، و»كلنا فداء للوطن»، و»تباً تباً للإرهاب»، و»لن نستسلم للإرهاب». وعند تمام الرابعة عصراً، حمل المشيعون جثمان الشهيد من مقبرة الخدود السابقة، إلى المقبرة الجنوبية الجديدة، في مسيرة مهيبة، بلغت مسافتها كيلومترين، لتبدأ الهتافات الرافضة للإرهاب، وسط إجهاش بالبكاء من قبل عدد كبير من ذوي الشهيد وبقية الحضور. بعد الوصول للموقع، وبالقرب من القبر، ألقى يوسف الحسن كلمة مقتضبة على الأهالي، قال فيها: «نجتمع اليوم في هذا اليوم المجيد من أجل تشييع الشهيد البطل، الذي ضحى من أجل وطنه، ومن أجل الأمن، ومن أجل المجتمع، ليسقط في ساحة المجد مضرجاً بدمه برصاص الغدر والخيانة». بعد ذلك، أدى المشيعون صلاة الميت على الشهيد، بإمامة الشيخ توفيق بن ناصر بوعلي، لتبدأ عملية دفن الشهيد في قبره. وبعد انتهاء مراسم الدفن، توجه الجميع إلى مجلس العبدالنبي لتلقي التعازي، وتم فتح مجلس آخر لتعازي النساء، وتوافدت أعداد كبيرة على المجلسين، في مقدمتهم مدير شرطة محافظة الأحساء فهد المطيري، ومدير شرطة محافظة بقيق العقيد عثمان العثمان، ومدير الدفاع المدني في الأحساء العميد وليد الشهاب، وعدد كبير من الضباط، والعلماء والمشايخ، والمسؤولين. ويستمر مجلس العزاء يومين. وكان الحضور بدأوا في التوافد على المقبرة في وقت مبكر، رغم حرارة الجو، وسط تنظيم مميز من قبل لجنة تنظيم العزاء في الحي، التي شارك فيها أكثر من 400 متطوع من أهالي مدينة الهفوف والبلدات المجاورة لها. ووفرت اللجنة كميات كبيرة من المياه الباردة للمشيعين، وقام متطوعون برش الماء البارد من مكان عال، على الحضور الكبير. وأعرب مدير شرطة الأحساء العميد فهد المطيري عن بالغ حزنه لاستشهاد الحبيب. وقال: «الشهيد هو ابن الوطن وشهيده، ندعو له بالرحمة والمغفرة، ونسأل الله العلي القدير أن تكون الجنة مثواه، ونسأله أن يلهم أهله الصبر والسلوان». وأكد مدير شرطة بقيق العقيد عثمان اليوسف أن «الشهيد راح ضحية غدر الإرهابيين، وكلنا فداء للوطن، والفقيد الشهيد من خيرة أبنائنا وأفرادنا في الشرطة، وهو كان مستعدا في أي وقت للتضحية من أجل الوطن، وخلال مسيرة التشييع الكل رفع صوته بهتافات تندد بالارهاب، وهذه دلالة على اللحمة الوطنية، التي تدل على أننا جميعاً فداء للوطن، وأننا جميعا نرفض الإرهاب بكل أشكاله، ونسأل الله أن يرحم الفقيد الشهيد، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان».