من مسجد الإمام الحسن العسكري في تاروت، انطلق آلاف المشيعين من مختلف بلدات القطيف والأحساء إلى مقبرة تاروت لتشييع جثمان الشهيد منصور آل فتيل الذي توفي أمس الأول متأثراً بجراحه نتيجة العمل الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالقديح الجمعة قبل الماضي. وشاركت وفود من دولة الكويت ومملكة البحرين المشيعين ل آل فتيل إلى مثواه الأخير، وبدأت مراسم التشييع في الثالثة والنصف من ظهر أمس السبت واستمر موكب التشييع حتى الخامسة والنصف، ليوارَى آل فتيل الثرى. وكان أهالي القديح قد حضروا في مراسم التشييع منذ ساعات مبكرة قبل أن ينطلق الموكب، بجميع كوادرهم المتطوعة ولجانهم العاملة من أجل أن يتم معاملة جثمان الشهيد آل فتيل مثل بقية شهداء القديح. من جانبه، يصف ابنه حسين ما رآه في التشييع يوم أمس بقوله »الحمد لله، في البداية ندعو الله أن يتقبل منا هذا القليل، ونحتسبه عند الله بين الشهداء، ولقد أثلجت القديح وجميع مناطق القطيف والوفود التي حضرت مراسم التشييع صدورنا من خلال مشاركتهم ووجودهم معنا، وهذا هو المطلوب بأن نتحد جميعنا في هذا الوطن وننبذ العنف والإرهاب والكراهية والتفرقة والطائفية المقيتة التي لا تليق بشعب هذا البلد». وأضاف «الوالد كان شخصية اجتماعية ويحضر مع الناس في المناسبات السعيدة وكذلك يواسيهم في مناسباتهم الأليمة وهذه الخاتمة هي التي يتمناها كل مسلم وأن يحظى بتشييع بهذا الحجم». من جهة أخرى، قال زوج ابنة منصور آل فتيل يونس الحجاج «عندما خرج عمي من غرفة العمليات أخبرت ابنه حسين بأنني أتمنى وأدعو الله أن يكون عمي بين الشهداء وأن يحظى بهذا الشرف العظيم وينال السعادة الأبدية، والحمد لله هذا ما تحقق له ولنا، واللسان يعجز عن شكر الله، كما أننا نعجز في الواقع عن شكر المشاركين في العزاء، ولا أستطيع إلا أن أقول الله يبيض وجوه أهل القديح خاصة وأهالي القطيف والأحساء وجميع المواطنين المشاركين معنا في التشييع عامة». ويضيف يونس «المعروف عن عمي أنه كان رجل مواقف ورجلاً يواسي الحزين ويهنِّئ السعيد ويحضر بابتسامته مع الناس أينما وُجِد، والحمد لله أن خاتمته كانت بهذا الحجم وبهذه الكيفية ويستحق هذا الفضل من الله عز وجل». تجدر الإشارة هنا إلى أن آلاف المشيعين الذين شاركوا في تشييع آل فتيل رفعوا هتافات منددة بالإرهاب وأعمال التخريب والتفرقة والطائفية والتحريض أثناء موكب التشييع.