العربية السعودية هو المنظِّم الوحيد لحركة الحياة المجتمعية وإدارتها بكل جوانبها الدينية والدنيوية، والضابط لكل القيم الأخلاقية والسلوكية والمقيّد للسلوكيات غير المنضبطة، وأحكامه نافذة على ساحة الوطن، يستمد أحكامه وأوامره ونواهيه من قال الله جل في علاه وقال رسوله -عليه الصلاة والسلام-. وقضاؤنا يتسم بالرحمة في أغلب أحكامه وفق ما تسمح به الشريعة الإسلامية الغرَّاء، لكن ونحن نعيش أخطر مرحلة من تاريخ الأمة الإسلامية وتاريخ شعب المملكة العربية السعودية، وتعاظم الفتن ونشوء فئات متطرفة من بني جلدتنا، تلقفتهم أيادي شذاذ الآفاق والمتآمرين على ديننا وأخلاقنا وقيمنا وأمننا واستقرارنا، وتعلموا فن القتل والتدمير والإرهاب وفق أجندة رُسمت في دول وأحزاب، تريد بنا وبديننا وبوطننا وأمننا واستقرارنا شراً مستطيراً ولا يخفون علينا، إلا أننّا نظل متسامحين رحيمين متعاطفين حتى في الأحكام القضائية، تظل الأحكام مخففة في حين أن الأمر تجاوز حدود الرحمة والتعاطف، لأن الخطر يهدد وحدتنا وحياتنا وديننا ومستقبلنا. إن الموقف ونحن نعيش هذه المرحلة المضطربة، يتطلب القوة والصرامة في تعاطينا مع هؤلاء الإرهابيين ومن شايعهم، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-. أما الآن فقد تجاوز الخطر حدود الرحمة والتعاطف والحوار، فأصبح خطر هؤلاء الإرهابيين يتهدد رجال أمننا ومساجدنا وعباداتنا، ولم يعد أمام قضائنا إلا الحسم والبتر وبالسرعة الممكنة وفق أحكام القرآن الكريم والسنَّة المطهرة. قال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب). وكم هو من الضرورة بمكان أن تكون السجون للتأديب والتهذيب والإصلاح، وليست للترفيه والتكييف والمجاملة والمحاباة حتى ما يسمى بالخلوة، وإن كان أمراً محموداً، ولكن ليس في كل القضايا التي تمس أمننا واستقرارنا وسلامة معتقدنا. وبالنظر لمن تم اعتقالهم وحوارهم ثم إطلاق سراحهم باعتبارهم أصبحوا أفراداً صالحين، أصبحوا أكثر خطراً وأثبتوا بالدليل القاطع أنهم من فجّر في الوديعة ومن فجّر مسجد قوة الطوارئ في عسير. أيها المعنيون بأمن الوطن واستقراره لا يفل الحديد إلا الحديد، ولهذا يتوجب التعامل مع هذا الإرهاب بما يستحق وبما يجب، سواء في السجون أو القضاء أو الجاهزية للتصدي لهذا الخطر الإرهابي. ومصدر خطورته أن أدوات تنفيذه من بني جلدتنا وبين ظهرانينا. حفظ الله علينا ديننا ووطننا وقيادتنا وأمننا من كل سوء.. والله المستعان.