يا لسذاجة المستألمين.. يعانقون أسلحتهم ليبنوا قصورهم في الجنة ويتجاهلون أن رذاذ بارودهم يهدم تاريخ ومجد أمة. سيبكون الجنة.. وستبكي النار أوزارهم. هناك كثير من ضحايا الاستعمار الفكري يتخذ من الدين طريقاً لتنفيذ مخططاته وطموحاته فتولد من الاستعمار والمستعمرين استحماراً ومستحمرين لا يستوعبون الدين والحياة. سبات الروح والعقل متلازمة عندما تتشبع من كل شيء حولك. الشعور بالخذلان يشبه حد السيف.. فانتبه أن تخذل أحداً. عندما غاب الضحك.. وجفت منابع البساطة. عشنا في جفاف وأمية الفرح، لم يعد للضحك سطوة تحرر مشاعر الألم بداخلنا أو تنقي نفوسنا من تدفقات التعب والحزن. نحن نعاني من خرس الضحك. وتطرف الهموم والأوجاع.. وإرهاب التشاؤم واضطرابات الإحباط واليأس فأصبحنا أمة غضب وقلق واكتئاب.. وانفردنا بمكونات الخوف والإهمال. نحن أمة نحتاج إلى الضحك لنروي جفاف وأمية الفرح التي لوثت أعماقنا.. نحتاج الضحك. والضحك يحتاجنا. ما أصعب لحظات الألم.. تغرق في وحل الصمت.. وتموت بين دموع الوجع والقهر. وجهي هو نافذتي للكون.. ونافذة الآخرين لي.. وجهي هو كرامتي.. وعزتي.. وهويتي. هو علامة فوارق واختلاف بيني وبين الناس. رفعه الله وجعل كل الحواس الخمس التي أستطيع أن أتواصل بها مع العالم فيه، إن حصر دين المرأة وحشمتها وعفتها وطهرها في سنتيمترات للغطاء هو حصر للدين وتضييق لكل مفاهيم الشريعة والحياة. غطاء الوجه عادة وليس عبادة.