دعا إعلاميون إلى تدشين حملة وطنية توعوية تتولى وقاية المجتمع من خطر الفكر الإرهابي وتركِّز على الأسرة والمسجد والمدرسة ووسيلة الإعلام، مشددين على أهمية تحصين المواطنين فكرياً عبر خطواتٍ استباقية تواجه دعايات المتطرفين. وأكد الإعلامي إسماعيل العمري الحاجة إلى برامج توعية توضح خطر الفئة الضالة، لافتاً إلى حتمية مواجهة الفكر المتشدد بالفكر المعتدل.واقترح العمري تدشين حملة توعية موسَّعة ذات بُعد إعلامي تصل إلى المدارس والمساجد وجميع أفراد الأسرة وتُنفَّذ على مستوى الدولة للتصدي للدعايات المتطرفة. وشدد على أهمية تعريف المواطنين بحقيقة تنظيم "داعش" الإرهابي، ووصفَه ب "ألعوبة في يد آخرين"، ملاحظاً انتفاض خلاياه النائمة بالتزامن مع تعرض حلفاء إيران في اليمن للخطر في مواجهة تقدُّم مضطرد لقوات المقاومة الشعبية في هذا البلد. وتساءل في الوقت نفسه عن سبب عدم استهداف التنظيم مصالح إيران وحزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد. في سياقٍ مماثل؛ دعا الإعلامي أنور العسيري إلى إطلاق حملات إعلامية محترفة تتولى تفكيك الفكر الضال وتعريته أمام المتلقِّين. واعتبر أن المملكة تخوض حرباً مفتوحة في مواجهة عدو يتعرض لانكسارات تاريخية في سوريا واليمن، مثنياً على إبداء المجتمع السعودي قدراً لافتاً من التلاحم مع قيادته بعد التفجير الذي طال الخميس الماضي مسجداً لقوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير. ووصف العسيري استهداف المسجد ب "مؤشر على هزيمة التطرّف الذي عجز عن مواجهة رجال الأمن فاستهدف المساجد الآمنة وروع المصلين فيها دون اكتراث لحرمة الدماء المعصومة أو لحرمة بيوت الله"، متهماً جهات استخباراتية خارجية بتحريك "الدواعش" من صغار السن في محاولةٍ لضرب الوحدة الوطنية السعودية و"هو ما لم يتحقق بل شكلت هذه العمليات مفتاح وحدة وصلابة نادرة جسَّدها أبناء الوطن". وكانت وزارة الداخلية حددت أمس هوية مرتكب تفجير مسجد الطوارئ، وكشفت عن عدم تجاوزه ال 21 عاماً. وحثَّ الصحفي في جريدة "الرياض"، نايف الحمري، الأُسَر على إبلاغ الجهات الأمنية عن أي فردٍ فيها تشتبه في إتيانه أعمالاً مريبة أو إعداده لعمليات إرهابية. ورأى الحمري أن على رجال الدين حث الأسر على مراقبة تصرفات أبنائها لتجنيبهم الانزلاق إلى بؤر التطرف.