كثَّفت المقاومة اليمنية أمس محاولاتها للسيطرة على الأحياء الشمالية لعدن بعد يومٍ من اكتمال سيطرتها على أحيائها الوسطى والغربية؛ فيما وصلت سفينة محمَّلة بالأغذية إلى ميناء المدينة تحت إشراف الأممالمتحدة. وفي وقتٍ تواصلت المواجهات في مدن يمنية أخرى بينها مأرب وتعز ولحج؛ لجأت جماعة الحوثي إلى تسيير سيارات مزودة بمكبرات صوت في عددٍ من شوارع صنعاء لتجنيد مقاتلين من الشبّان. وعاين سكان في عدن (جنوب) مقاتلين من المقاومة وهم يحاولون أمس التقدم في أحياء شمال المدينة مدعومين بضربات جوية ينفذها تحالف «إعادة الأمل». وتبادل المقاومون والحوثيون على الإثر إطلاق نيران المدفعية بالتزامن مع القصف الجوي لمواقع التمرد، بينما تحدث قيادي عسكري موالٍ للشرعية عن «بدء عملية لاستكمال بسط سيطرتنا على الأحياء الشمالية والتصدي للوجود الحوثي فيها». وتسعى حكومة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إلى تأمين المدينة تماماً وجعلها قاعدة انطلاق عسكري لإنهاء سيطرة قوات حلف (الحوثي- صالح) على مدن أخرى بينها العاصمة. ووصلت إلى ميناء عدن سفينة أغذية تكفي 180 ألف شخص لمدة شهر. وكانت السفينة انتظرت في عرض البحر 4 أسابيع قبل أن تتمكن من الوصول إلى الميناء بعد سيطرة الموالين للشرعية عليه. وتقول الأممالمتحدة إن 13 مليون يمني (نصف السكان تقريباً) يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. ووصف المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، بيتر سميردون، حمولة المساعدات التي وصلت إلى العدنيين أمس بالأولى من نوعها منذ شهر مارس الماضي، متوقعاً وصول سفن أخرى إلى الميناء نفسه وعلى متنها مزيد من الأطعمة والوقود. ودعا سميردون الموالين للشرعية والمتمردين إلى عدم اعتراض توزيع المساعدات الغذائية والسماح باستئناف التجارة عبر الموانئ لأنها الوسيلة الوحيدة لتغطية احتياجات المدنيين من الطعام. وأقرَّ بعدم قدرة الأممالمتحدة على سد العجز الغذائي الذي يُحدِثه تأثُّر قطاع التجارة في اليمن، لافتاً إلى أهمية استئناف استيراد الأغذية. وفي تطورٍ ميداني آخر؛ اندلعت مواجهات عنيفة على الطريق الواصلة بين منطقة عقان ومدينة تعز؛ وأسفرت عن مقتل 10 مسلحين حوثيين بينهم 4 قضوا في تفجير آلية عسكرية كانت تقلُّهم. وأعلن مصدر ميداني موالٍ للشرعية تقدُّم المقاومين على طريق (عقان- تعز) والاقتراب من موقع عسكري في محافظة لحج، مبلِغاً موقع «المصدر أونلاين» اليمني بغنم عتادٍ عسكري تركته الميليشيات المتمردة. وتتبع عقان محافظة لحج (جنوب). وفي تعز (جنوبي غرب)؛ أفادت مصادر بسيطرة القوات الموالية لهادي على منطقة استراتيجية في المحافظة كان الحوثيون يسيطرون عليها بدعم من قوات صالح. وأكدت أحد هذه المصادر سيطرة مسلحين موالين لهادي يقودهم العقيد محمد عبدالله إبراهيم المحمودي على منطقة الكشار المطلَّة على مركز المحافظة. وذكر أن قوات حلف (الحوثي- صالح) كانت تستخدم المنطقة المحرَّرة كقاعدة لإطلاق صواريخ على الأحياء السكنية، متوقعاً أن يساعد تحريرها على استهداف مواقع للتمرد في قلعة القاهرة الأثرية القريبة. في غضون ذلك؛ أفيد في محافظة مأرب (شرق) بمقتل 9 مسلحين متمردين وإصابة آخرين من زملائهم جرَّاء مواجهات عنيفة مع المقاومة المدعومة بعسكريين رافضين للانقلاب. وتمكنت «مقاومة مأرب» على الإثر من السيطرة على 3 مواقع في جبهة المخدرة (شمال غرب المحافظة). ونسب موقع «المصدر أونلاين» إلى مصدر ميداني قوله إن الموالين للشرعية شنّوا هجوماً عنيفاً على مواقع جماعة الحوثي في جبهة المخدرة ما أسفر عن مقتل 9 من مسلحيها وإصابة آخرين. في المقابل؛ قُتِلَ فرد من المقاومة وأصيب 3 آخرون أثناء القتال، بحسب المصدر ذاته. وفي صنعاء؛ شاهد سكان أمس سيارات مزودة بمكبرات صوت وهي تجوب شوارع لدعوة مدنيين إلى المشاركة في القتال في عدن وتعز. واعتبر «المصدر أونلاين» هذه الخطوة رد فعلٍ من جماعة الحوثي على تراجعها الميداني الأخير في مناطق الجنوب. ووفقاً لسكان؛ دعت السيارات المزودة بمكبرات صوت إلى «التعبئة» و«النفير»، وحثَّت المدنيين وخصوصاً الشبان على الانضمام إلى صفوف الميليشيات.