واصل الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إصدار قراراتٍ بعزل قادةٍ عسكريين موالين للانقلاب، في وقتٍ ارتبطت توغُّلات ميدانية وعمليات سيطرة نفذها الحوثيون أمس في محافظتي شبوة وتعز ب «خلايا عسكرية نائمة محسوبة على الرئيس السابق علي عبدالله صالح»، وفقاً لمصادر. وتوغَّل الحوثيون صباح أمس داخل أجزاء من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة (جنوب)، في المقابل ردَّ تحالف «عاصفة الحزم» باستهداف تجمعاتهم في المدينة ومحيطها. وذكرت مصادر أن القصف الجوي تركَّز على معسكر مرة الواقع خارج المدينة، ما أسفر عن وقوع انفجارات وسط المعسكر التابع للواء 21 ميكا بقيادة اللواء الركن عوض محمد فريد. وكان فريد، المعروف بموالاته الرئيس السابق، اتُهِمَ مؤخراً برفض تسليح القبائل لمواجهة الحوثيين الذين هاجموا شبوة قبل أسابيع. وتحدثت المصادر عن دورٍ ل «خلايا نائمة بمعسكر مرة» في دخول المتمردين عتق. وأفاد موقع «المصدر أونلاين» اليمني الإخباري بأن «قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح دخلوا المدينة، وانتشر مسلحوهم فيها ونصبوا نقاط تفتيش في أرجائها» بعد ليلةٍ من الاشتباكات التي أوقعت 25 قتيلاً (20 حوثيا و5 من المقاومة). ونقل الموقع عن سكان قولهم إن المتمردين دخلوا المدينة عبر منطقة النصب وأنهم استخدموا مكبرات صوت لترديد هتافات خاصة بهم. ووفقاً للموقع ذاته؛ فإن اللواء الركن عوض محمد فريد، قائد محور عتق واللواء 21 ميكانيكي، كان في استقبال المتمردين. ولاحقاً؛ أفيد بقصف طيران التحالف مطار شبوة العسكري ل «منع الحوثيين وقوات صالح من استخدامه»، بحسب مصدر. وكان مقاتلو المقاومة الشعبية سيطروا على مقر قوات الأمن الخاصة ومقرات حكومية أخرى في المحافظة قبل أن ينسحبوا منها بسبب اشتداد المواجهات. و«لدى دخولهم عتق نصب الحوثيون والقوات الموالية لهم نقاط تفتيش في الأحياء وتمركزوا في بعض المؤسسات الحكومية» على ما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، في حين بدأت موجة من النزوح الجماعي لسكان المدينة بعد اقتحامها. واعتبر الناشط علي القميشي أن «ما حدث هو أن خلايا نائمة في معسكر مرة أعلنت ولاءها للحوثي». وقال لموقع «المشهد اليمني» الإخباري إن قبائل العوالق ولقموش بدأت الاحتشاد في مفرق الصعيد بشبوة للزحف إلى المدينة وتحريرها. في غضون ذلك؛ تواصلت أمس المعارك العنيفة في مدينة عدن (جنوب) بين قوات المتمردين والمقاومة الشعبية. وفيما لَقِيَ 6 من عناصر الحوثي مصرعهم في منطقة خور مكسر الواقعة وسط المدينة، استمرت مدفعية الجماعة المتمردة في قصف المنازل. وذكرت مصادر أن مسلحين من المقاومة قتلوا عنصرين من الحوثيين في حي الثقافة بخور مكسر رداً على محاولة المتمردين التوغُّل في الحي. وعاد متمردون إلى المكان ذاته في وقتٍ لاحق، ليتجدد القتال بين الطرفين ما رفع عدد قتلى الحوثيين إلى 6. بموازاة ذلك؛ تواصَل قصف قوات المتمردين منازلَ في منطقتي المعلا والقلوعة وسط المدينة. وتحدث سكان عن تمركز هذه القوات بالقرب من جبل حديد. وأسفر القصف عن سقوط عددٍ من الجرحى وتدمير بعض المنازل، بحسب موقع «عدن الغد» الإخباري. ومن بين المساكن التي تعرضت للقصف في القلوعة منزل الكاتب الصحفي نعمان الحكيم. وأوضح الحكيم لموقع «عدن الغد» أن قذيفة أصابت منزله ودمرت أجزاء واسعة منه. وطال القصف الحوثي منازل في منطقة كريتر (وسط المدينة) ما أدى إلى احتراق بعضها، بحسب شهود عيان. وشاهد سكان في كريتر عشرات الجثث ملقاة في الشوارع خلال معارك كر وفر بدأت فجر أمس، ورصدوا قناصة نشرها المتمردون فوق بعض المباني. ويستهدف المتمردون السيطرة على عدن لكنها تستعصي عليهم منذ أكثر من أسبوع. وفي لحج (جنوب)؛ أفاد مصدر في المقاومة الشعبية بأن طيران «عاصفة الحزم» نفذ في وقت متأخر من مساء أمس الأول إسقاطاً لكميات كبيرة من الإمدادات العسكرية في منطقة ردفان بالمحافظة. وذكر المصدر أن قائد المقاومة في المنطقة، العميد الركن ثابث جواس، تسلَّم الإمدادات. و«تحتوي الإمدادات على أسلحة متطورة وقاذفات صواريخ ومضادات للدروع وذخيرة ونواظير، وهي في إطار دعم التحالف للمقاومة الشعبية»، بحسب موقع «المصدر أونلاين». وقال الموقع إن هذه الدفعة هي الرابعة من نوعها، إذ سبق أن أنزلت طائرات التحالف اثنتين في عدن وثالثة في الضالع. وفي المحافظة ذاتها؛ شكَّل نحو 400 من العسكريين المنتمين إلى قبائل الصبيحة وحدة عسكرية لمقاومة المتمردين في المدن والبلدات التي سيطروا عليها جنوب البلاد. ونقل «المصدر أونلاين» عن شخصيات في قبائل الصبيحة قولها إن ضباطا قدامى ومتقاعدين يقودون الوحدة العسكرية الجديدة بالتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. وذكرت هذه الشخصيات أن زعماء قبائل الصبيحة التي ينحدر منها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي؛ وجهوا دعوة لكل أبناء القبائل للانخراط في المقاومة الشعبية. وسبق لقبائل الصبيحة أن توعدت بالانتقام لتوقيف الوزير الصبيحي على يد المتمردين في مارس الفائت. وفي تطورٍ لاحق أمس؛ شاهد سكان في صنعاء ألسنة دخان تتصاعد عصراً من عدة مواقع عسكرية للحوثيين في العاصمة بعد قصفها من قِبَل طيران التحالف. وأوضح شهود عيان أن الطائرات استهدفت مبنى وزارة الدفاع وأحد المعسكرات قرب جبل فج عطان شمال غرب العاصمة وتجمعاً عسكرياً للحوثيين في دار الرئاسة إضافةً إلى منطقة أرحب (شمال صنعاء). بدورهم؛ لجأ المتمردون إلى مضادات الطيران لاستهداف المقاتلات التي حلَّقت على ارتفاعات عالية. كما نفذت الطائرات الحربية غارتين على جبل تلمص المطل على مدينة صعدة معقل جماعة الحوثي. وفي تعز (جنوب غرب)؛ استولى الانقلابيون على مقر اللواء 35 مدرع في المحافظة مستغلين خروج جنوده للتظاهر في محيط مقر البنك المركزي اليمني. وكان الجنود تظاهروا أمس في محيط البنك بغية الضغط على مديره لصرف مستحقاتهم المالية. ووفقاً لمصدر محلي، فإن المتمردين سيطروا على مقر اللواء 35 مدرع بدعم من قائده السابق منصور معيجر البرطي. وكان الرئيس، عبدربه منصور هادي، أقال البرطي قبل يومين وعين بدلاً عنه عدنان الحمادي لقيادة اللواء. وأفاد موقع «المصدر أونلاين» بأن الحوثيين باتوا على مقربة من مدينة تعز (عاصمة المحافظة) واستولوا دون مقاومة على ما تبقى من أسلحة الدفاع الجوي وقيادة المعسكر. وتعرضت قيادة اللواء، ومقرها معسكر الخالد، لغارات جوية من مقاتلات «عاصفة الحزم». وفي الحديدة (غرب)، أفيد باحتجاز مسلحي الحوثي 50 ناقلة على الأقل محملة بمواد غذائية في نقطة باب الناقة بالمحافظة لأسبابٍ مجهولة. وقالت مصادر إعلامية إن الناقلات كانت متجهة إلى صنعاء وذمار ومأرب بعد أن خرجت بحمولتها من ميناءي الحديدة والصليف. وتعاني صنعاء شحاً في مادة دقيق الخبز منذ أسبوع. وعلى صعيد ترتيب الأوضاع داخل المؤسسة العسكرية؛ أصدر رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، أمس قرارين جمهوريين بتعيين قائدٍ للواء 22 في محافظة تعز وقائدٍ للواء 15 مشاة في محافظة أبين. ونص القرار الجمهوري الأول بتعيين العميد الركن صادق علي سرحان قائداً للواء 22 في تعز، فيما نص القرار الجمهوري الآخر بتعيين العقيد الركن عبدالله أحمد الصبيحي قائداً للواء 15 مشاة في أبين. في سياقٍ آخر، تحدثت مصادر محلية في محافظة حضرموت (شرق) عن توصُّل وجهاء في المحافظة إلى اتفاق يقضي بخروج تنظيم القاعدة الإرهابي من مدينة المكلا دون قتال. وكان مسلحو التنظيم دخلوا المكلا، عاصمة حضرموت، قبل نحو أسبوع واقتحموا سجنها الرئيس، لكن حلف قبائل حضرموت بعث بمقاتلين لاسترداد المدينة. ونسبت مواقع إخبارية يمنية إلى مصادر محلية قولها إن الاتفاقية تقضي بانسحاب عناصر القاعدة من المدينة. ونقلاً عن مصدر صحفي؛ أورد موقع «المشهد اليمني» أن الشخصيات البارزة في المكلا من علماء ومشايخ وقبائل وقعوا اتفاقية مساء أمس الأول نصت على انسحاب عناصر القاعدة من داخل المدينة إلى الجهة الغربية منها مقابل عدم خوض حلف قبائل حضرموت معركة في مواجهتهم. إلا أن مصادر أخرى أفادت بأن عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي لا تزال موجودة في المدينة وإن بعض الدوريات التابعة لهم تواصل السير في الشوارع رافعةً علم التنظيم.