اتهمت المقاومة الشعبية في اليمن الحوثيين وحلفاءهم بارتكاب مذبحة جديدة في عدن، ونسبت إليهم قصف حي دار سعد الواقع في شمال المدينة بالمدفعية الثقيلة ما أسفر عن مقتل 43 مدنياً على الأقل وجرح 112 آخرين، في وقتٍ تحدثت مصادر عن سيطرة الموالين للشرعية على مثلث العند في محافظة لحج ليقتربوا كثيراً من قاعدة جوية استراتيجية. وفي حين تقدَّم المقاوِمون نحو مقر القصر الرئاسي في عدن (جنوب) وأعلنوا السيطرة على مبانٍ للإذاعة والتليفزيون والأمن السياسي فيها؛ وجَّهت قوات حلف (عبدالملك الحوثي- علي عبدالله صالح) مدافعها أمس صوب حي دار سعد الواقع في شمال المدينة لتنفذ صباح أمس قصفاً وصفته مصادر بالعنيف مُقدِّرةً عدد القتلى بنحو 43 فيما تراوحت أعداد الجرحى بين 112 و170. وعدَّ القيادي في المقاومة، نايف البكري، قصف الحي «عملاً انتحارياً»، بينما وصفه وزير الداخلية في الحكومة الشرعية، اللواء عبده الحذيفي ب «مجزرة تنم عن إفلاس وعجز وفقدان للقدرة على التأثير». وعزا مدير «صحة عدن»، الخضر لسور، ارتفاع أعداد الضحايا إلى استخدام صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون. يأتي ذلك بعد أيام من إعلان تحرير كامل المدينة باستثناء عددٍ ضئيل من الأحياء كحي التواهي. لكن مصادر أفادت بتقدُّم المقاومة ليل السبت- الأحد في الحي وسيطرتهم على مبنى الإذاعة والتليفزيون ومقر الأمن السياسي الواقعين فيه مع اقترابهم من قصر الرئيس ومقر قيادة الفرقة الرابعة للجيش في إطار خطة لفرض حصار على المواقع المستعصية عليهم. واستفاد المقاتلون من شن تحالف «إعادة الأمل» 15 غارة على مواقع للمتمردين في التواهي مساء أمس الأول. وتزامنت التطورات الميدانية الأخيرة مع وصول وفد حكومي إلى المدينة ما أحيا أملاً لدى السكان بتطبيع الأوضاع. وعادت على الإثر مئات العائلات إلى منازلها التي كانت هجرتها بسبب الاقتتال على مدى 4 أشهر، في حين تجوَّل وزير الداخلية في عددٍ من الأحياء المحرَّرة كالبريقة والمعلا ووخور مكسر وكريتر ومدينة 22 مايو واصفاً شبابها ب «الأبطال». غير أن العائدين يعانون من نقص الخدمات، وقال عائدٌ إلى حي كريتر ويُدعى معتز الميسوري «لا توجد مستشفيات ولا كهرباء ولا ماء، ولولا بئرين في الحي لمات الناس من العطش». وعلى الرغم من إعلان تحرير كريتر؛ دار قتالٌ في الحي بعد اكتشاف استمرار تحصُّن متمردين فيه. وفي تطور ميداني آخر؛ أفادت عدة مصادر بسيطرة قوات المقاومة على مثلث العند التابع لمحافظة لحج في إطار خطة للسيطرة على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية. وتعد القاعدة من أهم المواقع العسكرية في اليمن نظراً لاتساع مساحتها وتوفّر مهابط للطائرات الحربية فيها، ما قد يتيح للحكومة الشرعية الاستفادة منها في المواجهات مع قوى الانقلاب. وسيطر المقاوِمون على مثلث العند بعد معارك عنيفة أسفرت صباح أمس عن مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين ومقتل 3 في الطرف المقابل، بحسب مصادر ميدانية وإعلامية. وغنِم المهاجمون 3 دبابات كانت بحوزة المتمردين ومدفع هاون. في غضون ذلك؛ تواصل القتال العنيف في أنحاء متفرقة من مدينة تعز (غرب) ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 30. وقصف الحوثيون المتمركزون في المدينة فجر أمس موقعاً في منطقة الضباب مخصصاً لتخزين الاحتياطي الاستراتيجي من النفط والغاز، ما أدى إلى اندلاع حرائق وصفها سكان ب «الهائلة». وشاهد السكان على الإثر ألسنة اللهب وهي ترتفع لتضيء السماء، وسمِعَت أصوات انفجارات من مسافات بعيدة. وربطت مصادر محلية بين الانفجارات وقصف منشآت سد الجبلين النفطية في منطقة الضباب (غرب تعز)، مشيرةً إلى تخزين كميات كبيرة من مادتي البترول والغاز المنزلي في الموقع. وتتبع المنشآت التي تم استهدافها شركة النفط الحكومية. في الوقت نفسه؛ حذر ناشطون من كارثة إنسانية حال وصول النيران إلى السجن المركزي القريب أو الأحياء المحيطة. إلا أن موقع «المصدر أونلاين» اليمني أفاد بتراجع ألسنة اللهب إلى حدٍ ما. بدوره؛ حمَّل المجلس العسكري في المدينة مسلحي الحوثي والرئيس المخلوع صالح مسؤولية القصف المتعمد لمنطقة الضباب مع علمهم بوجود الاحتياطي الاستراتيجي من النفط والغاز المخصص لمحافظتي تعز وإب فيها، واصفاً الواقعة ب «محاولةً لإخضاع السكان بعد الانتصارات التي حققها الجيش الشرعي والمقاومة الشعبية». واعتبر المجلس الموالي المؤلف من عسكريين ومدنيين، في بيانٍ له اطّلعت «الشرق» على نسخةٍ منه، استهداف المنشآت النفطية عملاً إجرامياً وجباناً و»لن يمر من دون عقاب»، متعهداً ب «القيام بكل ما من شأنه الضرب بيد من حديد لوقف هذه الأعمال العبثية الخارجة على كل القيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية». وفي وسط البلاد؛ أبلغ مصدر محلي في مدينة إب عن إطلاق مسلحين حوثيين بالخطأ وابلاً من الرصاص باتجاه آلية عسكرية تابعة لجماعتهم ما أدى إلى سقوط 4 قتلى وجرحى لم يُحدَّد عددهم. وعزا المصدر الخطأ إلى ما سمَّاه الارتباك الذي أصاب الميليشيات بعد تقهقرهم خلال الأيام الأخيرة أمام القوات الموالية للشرعية وبعد تعدُّد العمليات الفردية التي تستهدف نقاطهم في إب. وبيَّن أن أفراد نقطة أمنية يسيطر عليها الحوثيون في منطقة الدليل في المدينة فتحوا أمس نيرانهم باتجاه آلية عسكرية كانت قادمة من صنعاء في طريقها إلى تعز وعلى متنها عددٌ من زملائهم. ووفقاً لموقع «المصدر أونلاين»؛ رفض سائق الآلية التوقُّف للتفتيش فبادرت النقطة بفتح النيران التي خلَّفت 4 قتلى وعدداً من الجرحى. وفي جبهة قتالٍ أخرى؛ أعلنت المقاومة الشعبية في مأرب (شرق) سيطرتها أمس على مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الفاو الواقعة غرب المحافظة. وتحدث مصدر ميداني عن تنفيذ «مقاومة مأرب» هجوماً مباغتاً على مواقع للميليشيات في منطقة الفاو وسيطرتها على 3 منها بعد فرار الحوثيين. وأكد المصدر بدء تمشيط المنطقة ومطاردة ما تبقى من فلول المتمردين فيها مع تعزيز الوجود العسكري في النقاط التي تم الاستيلاء عليها.