سرد مليء بالشعر والوصفية المفرطة للحالة المحكية في الصفحات. رواية يمكن وصفها بإعادة لتدوير الذكريات المتقطّعة منها إلى السرد الزمني المتسلسل. «صفيح نوفيلا» العمل الأول للكاتبة الكويتية هنادي الشمري، الصادر عن دار مسعى – 2014. اعتمدت الكاتبة على المكان كمدخل رئيس في الفصول أو الأيام المسرودة؛ فالمحاور الأساسية لم تكن بين البطل سعدون والشخصيات القريبة منه، بل كانت ما بين الأمكنة المطروحة والحالات التي عاشها بطل الرواية. وهذا ما خدمته تداخلات اللغة الوصفية/ الشاعرية التي تبزغ من خلالها فلسفة الكاتبة ورؤاها للأحداث والحياة. فالحدث في مكانه الضيق في البيت أو المدرسة أو ذاكرة الأجداد، وفي مكانه المفتوح خارج المنزل والعائلة، يقوِّم مركزية المحكي وافتتاح الفكرة في جميع الذكريات المذكورة بتواريخها. هاجس الوطن، الهويات، العلاقات الاجتماعية، كلام الذوات، جميعها وأكثر، يلخّصها ذلك «البدون» الذي سئم واقعه حيناً، ويفصلّها حيناً آخر، من خلال ذاكرة غير منتظمة السرد. فثقل الطفولة المحمّلة بعلل الأحوال، لم تسعف سعدون على تخطي أزماته النفسية وقلقه الطويل. تجربة أولى لهنادي، لم تخلُ من قصائد الشاعرة التي تسكن بداخلها، ولم تخلُ من الإضاءة على العوالم التي تشكِّل الذات وتؤسس أفكاراً وهواجس لا تغيِّرها المسافات ما بين الأزمنة وما بين الأوطان. أسئلة الكائن المسجون في هذا العالم تختصرها الكاتبة في سؤال سعدون لنفسه، ولقارئه: «حياتي تسير لكنها في الأصل واقفة، كيف أفسِّر ذلك؟!».