تتنشر المخيمات الرمضانية في منطقة الباحة بكثرة خلال شهر رمضان المبارك، فلا تكاد تخلو قرية ومركز في المنطقة منها، ويتنافس الجميع على خدمتها ابتغاءً لمرضاة الله عزوجل من أجل كسب ثواب إفطار الصائمين في هذا الشهر الفضيل. ومن أبرز ما تقدمه المخيمات الموائد الرمضانية التي تحرص الجمعيات الخيرية والمحسنون من أهل الخير سنوياً على إعدادها لإفطار الصائمين في شهر رمضان المبارك أملاً في الأجر والثواب من رب العالمين، حيث يتم نصب عديد من الخيام في مختلف محافظات ومراكز وقرى المنطقة. ويجري تجهيز هذه الموائد لتستوعب أعدادا كبيرة من الصائمين، ويوفر لها مختلف وسائل التبريد والتكييف والنظافة، بينما تتميز وجبات الإفطار بعدة أصناف متنوعة من التمور والمياه والمعجنات والعصائر والشوربة والأرز والدجاج واللحم وغيرها من المأكولات التي تشتهر بها المنطقة في هذا الشهر الفضيل. وأثنى في هذا الصدد عدد من رواد الموائد الرمضانية الذين التقت بهم «واس» على نوعية الوجبات التي تقدّم في تلك المخيمات، مؤكدين أن تناول الطعام مع مجموعة من أصدقائهم وإخوانهم في الدين يخفف عنهم معاناة بعدهم عن عائلاتهم في الشهر الكريم، حيث يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم والسؤال عن أحوال الأصدقاء والإخوة والتعرف على أناس جدد ممن يرتادون تلك المخيمات. ويؤكد محمد سفر الغامدي «متطوع في أحد المخيمات التي تقيمها وترعاها الجهات الخيرية»، أن عمله في مخيم الإفطار يأتي بهدف كسب الأجر ومساعدة الضعفاء في هذا الشهر الكريم، مشيراً إلى ما يشهده المخيم الذي يعمل به من توافد كبير للصائمين بمختلف جنسياتهم يصل لأكثر من 350 صائما يومياً، فضلاً عن ما يقدم به من برامج دعوية لرواده من المسلمين وغير المسلمين الذين يعجبون بما يرونه من تكافل وتعاون في ذلك المخيم. أما فهد بن علي الغامدي «مؤذن أحد المساجد في الباحة»، فذكر أنه مع بدء حلول شهر رمضان من كل عام تسهم الجمعيات الخيرية بالمنطقة وبعض المحسنين في إقامة مخيمات حول المساجد من أجل تقديم وجبة الإفطار، فيما يتم التعاقد مع المطاعم لتوفير الوجبات اليومية، علاوة على الوجبات التي تأتي من المنازل.