العمل الموسوعي في الغالب جهد مؤسسي لا يقوى عليه الأفراد سواء من الناحية المادية أو العلمية ولذلك كانت الموسوعات الكبيرة تقوم بها وتمولها جهات حكومية أو شبه حكومية فالمعجم الكبير والوسيط والوجيز قام به مجمع اللغة العربية في القاهرة ولم يؤلف في العصر الحديث مثله والموسوعة العالمية صدرت بدعم من مؤسسة الأمير سلطان الخيرية بإشراف الدكتور أحمد الشويخات وهناك هيئات ومؤسسات عالمية عريقة تصدر موسوعات مرجعية على مدى عشرات السنين مثل دائرة المعارف البريطانية ومعجم أكسفورد الإنجليزي ولاروس الفرنسي ووبستر الأمريكي ودائرة المعارف الإسلامية والموسوعة العربية الميسرة التي أشرف عليها محمد شفيق غربال بدعم مالي من مؤسسة فورد الأمريكية ومع ذلك فإن هناك أفرادا قاموا بعمل موسوعات مازالت على الرغم من مرور العقود الكثيرة مرجعاً لا يمكن الاستغناء عنه ومن ذلك قصة الحضارة لويل ديورانت والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد على ومحلياً يأتي العمل الأكبر والأشهر والمعول عليه في بابه المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية الذي كانت تصدره دار اليمامة بإشراف العلامة حمد الجاسر وتأليف كبار الأدباء والجغرافيين والمؤرخين مثل حمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد ناصر العبودي وعلي السلوك الزهراني وعاتق البلادي وسعد الجنيدل ومحمد أحمد العقيلي وعمر غرامة العمروي وأسعد عبده وحديثا ما قام به محمد عباس سحلي في مركز موسوعة جدة الذي نهض بكتابة تاريخ جدة من جميع النواحي التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ نشأتها عام 24ه في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى العهد السعودي وأشرف على العمل الدكتور أحمد زيلعي بمشاركة أكثر من 130 باحثا وأكاديميا واستغرق العمل فيه سبع سنوات، وفي المقابل هناك أعمال تجميعية أو تجارية يطلق عليها اسم موسوعة تجاوزاً تصدر عن بعض المؤسسات الحكومية والأفراد تمثل عبئاً معرفياً لا جدوى منه ولا طائل تحته مليء بالبهرجة قليل الحظ من المعرفة وما أحوجنا اليوم إلى أن تولي مؤسساتنا هذا النوع من التأليف جهدها على أن يمثل ذلك إضافة للمكتبة العربية وليس مجرد فقاعة إعلامية.