أعلن مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية ارتفاع عدد اليمنيين، الذين أعادهم إلى بلدهم بعد أن كانوا عالقين في مطارات عدة دول إلى أكثر من 11 ألفاً، متعهداً بإعادة مَنْ تبقَّى من العالقين، في وقتٍ استمرت المواجهات المسلحة بين المقاومة اليمنية وقوات حلف (الحوثي- صالح). وأفاد مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز، في بيانٍ له أمس، بتمكُّنه مؤخَّراً من إعادة مجموعةٍ من اليمنيين العالقين إلى بلدهم ليرتفع عدد الذين أعادهم بالتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية في وزارة الدفاع السعودية إلى 11 ألفاً و435 شخصاً. وأكد البيان الحرص على إعادة مَنْ تبقَّى من العالقين «في إطار ما يُنفَّذ من أعمال إنسانية تجاه اليمنيين». في سياقٍ متصل؛ شدد المشرف العام على المركز، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، على أهمية التركيز على الأولويات التي يحتاج إليها المدنيون في الأماكن الأكثر تضرراً في اليمن بناءً على ما تحدده حكومتهم الشرعية. وبحث الربيعة، خلال استقباله أمس الممثل الإقليمي لنشاطات الأممالمتحدة في الرياض آشوك نيغام، آلية الإسراع في إيصال المساعدات إلى اليمنيين المتضررين من النزاع المسلح دون تمييز، بينما قدّم نيغام عرضاً لبرامج مقترحة لإيصال المعونات. واستعرض الربيعة والمسؤول الأممي البرامج، التي تنوي الأممالمتحدة توجيهها إلى اليمنيين بالشراكة مع مركز الملك سلمان. بدورها؛ تحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن وصول 1000 طن من المساعدات الغذائية والطبية الطارئة وثلاثة مولدات كبيرة إلى ميناء الحديدة (غرب اليمن). وحذرت اللجنة من بلوغ الوضع الغذائي في هذا البلد مستويات تقترب من المجاعة في كثيرٍ من المحافظات. وقدّرت، وفقاً لما نقلت عنها وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، عدد مَنْ سيستفيدون من المساعدات التي وصلت إلى الحديدة ب «عشرات الآلاف من المتضررين نتيجة النزاع المسلح». وتوقعت أن تمكِّن المولدات الكهربائية السلطات المكلفة بالمياه في محافظة عدن من توفير المياه النظيفة إلى المواطنين في الوقت، الذي تشهد فيه المحافظة تدهوراً في الصرف الصحي. ميدانياً؛ استمرت أمس المواجهات المسلحة العنيفة بين المقاومة والمتمردين في عدة محافظات. وقُتِل ثلاثة مدنيين وأصيب أكثر من 12 آخرين في مدينة عدن (جنوباً) في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بعد إطلاق الحوثيين وحلفائهم قذائف في اتجاه منطقة «مدينة الشعب». وسقطت القذائف على سكن جامعي تحوَّل إلى مخيَّم للنازحين وحي سكني في المنطقة. وأفاد مسعفون بمقتل ثلاثة أشخاص جراء القصف، فيما أصيب 12 آخرون بجراح وُصِفَت بعضها بالخطيرة. وفي وسط البلاد؛ أكدت المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء استعادتها مواقع كان الحوثيون قد سيطروا عليها في هجوم سابق، مشيرةً إلى إعطابها آليتين عسكريتين. وذكرت مصادر أن «مقاومة البيضاء» استأنفت الاشتباك مع الميليشيات ليل الأربعاء – الخميس وسيطرت على الإثر على محيط جبل جميدة الإستراتيجي في منطقة قيفة التابعة لمديرية رداع متحفظةً على معدات وأسلحة وأطقم عسكرية. وأبلغت المصادر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وعن تراجع الميليشيات إلى منطقتي العجمة والوثبة وقصفها القرى المجاورة بالأسلحة الثقيلة. وكانت جماعة الحوثي قد سيطرت على البيضاء مطلع العام الجاري. وعلى صعيدٍ مختلف؛ قُتِلَ أربعة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة بينهم قيادي محلي مساء أمس الأول في محافظة حضرموت (جنوب شرق) بعد غارةٍ نفذتها طائرة بدون طيار يُعتقَد أنها أمريكية. واستهدفت الغارة سيارة كانت تقلُّ عناصر من «القاعدة» في محيط معسكر الريان شرق مدينة المكلا (عاصمة حضرموت)، بحسب مسؤول محلي. وأفاد المسؤول، في تصريحٍ لوكالة الأنباء الفرنسية، بمقتل أربعة أشخاص كانوا على متن السيارة، مرجحاً أن «أحدهم قيادي متوسط في التنظيم». وتحدث أيضاً عن غارة أمريكية أخرى بواسطة طائرة بدون طيار استهدفت مساء أمس الأول سيارة للتنظيم في مدينة غيل باوزير في حضرموت، لكنه لم يعرف بعد حصيلة القتلى. وقُتِلَ على مدى السنوات الماضية في اليمن العشرات من المتطرفين في غارات لطائرات دون طيار. وكان تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» قد أقرَّ في وقتٍ سابق هذا الشهر بمقتل زعيمه ناصر الوحيشي في غارة من هذا النوع بالمكلا. سياسياً؛ دعا رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان، المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط على إيران للكف عن التدخل في الشأن العربي عموماً واليمني خصوصاً، مشدداً على وقوف البرلمان إلى جانب شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ودعمه عملية «إعادة الأمل». ونبَّه الجروان، في اتصال هاتفي أجراه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، إلى ضرورة وقف الحوثيين للأعمال القتالية، متوقعاً عدم نجاحهم في إرضاخ إرادة اليمنيين. في الوقت نفسه؛ أعرب رئيس البرلمان العربي عن أسفه لفشل مفاوضات جنيف الأخيرة بين اليمنيين، وأرجع تفاقم الأزمة اليمنية «إلى تعنت ميليشيات الحوثي المتمردة وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والتدخل الإقليمي السلبي» ممثَّلاً في إيران، محذراً من خطورة استمرار تأزم الأوضاع الأمنية والمعيشية للشعب اليمني تزامناً مع حلول شهر رمضان.