تأكَّدت مشاركة جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار اليمني – اليمني الذي يبدأ اليوم الإثنين في مدينة جنيف السويسرية، فيما سيطر مسلحوها على عاصمة محافظة الجوف (شمال اليمن) دون مقاومةٍ تُذكَر. وغادر وفدٌ من الجماعة وحليفها حزب المؤتمر الشعبي العام مطار صنعاء الدولي مساء أمس على متن طائرةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة أقلعت إلى سويسرا، بحسب مسؤول ملاحي ومصادر سياسية. وضم الوفد 5 أعضاءٍ هم حوثيان وقياديان في «المؤتمر» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أما العضو الخامس فهو زعيم حزب «الحق» المناهض للشرعية حسن زيد. وأشار مصدرٌ إلى توجُّه سياسيَّين آخرَين مواليَين للحوثي إلى جنيف عن طريق سلطنة عُمان. ويُفترَض أن يُمثَّل معسكرا الشرعية والانقلاب في مؤتمر جنيف ب 7 ممثلين عن كل معسكر. وكان مقرراً بدء المؤتمر أمس الأحد، قبل أن تعلن الأممالمتحدة الراعية له تأجيله يوماً واحداً نظراً لتأخر وصول بعض المشاركين. في المقابل؛ وصل ممثلو معسكر الشرعية إلى سويسرا أمس الأول، وأصدروا أمس بياناً رفضوا فيه اعتماد صيغة حوار متعدد الأطراف، متمسكين ب «صيغة حوار بين السلطة الشرعية والانقلابيين». وعدَّ البيان أي مواقف مُعلَنة تخالف ذلك غير مقبولة، مشيراً إلى تحلِّي الموقِّعين عليه بروحٍ إيجابية منفتحة لكن مع التزامهم بالصيغة المتفق عليها مسبقاً و»هي الحوار بين الحكومة والمنقلبين عليها». وكان المبعوث الأممي الخاص بالأزمة، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أفصح عن اعتماد حوارٍ متعدد الأطراف على غرار الحوارات اليمنية – اليمنية التي سبقت الانقلاب على الرئيس عبدربه منصور هادي في يناير الماضي. إلا أنه عاد أمس ليصدر بياناً آخراً يرحب فيه بتشكيل الحكومة الموجودة مؤقتاً في الرياض وفداً موحداً يمثِّل الأطراف الموالية للرئيس هادي. وبعد جدلٍ دام نحو يومين؛ تعهدت الأممالمتحدة ببدء مؤتمر جنيف صباح اليوم بمشاركة أمينها العام بان كي مون، وحددت الهدف منه و»هو التوصل إلى حل سياسي». وأبلغ المتحدث الأممي، أحمد فوزي، الصحفيين ب «حصول تغييرات عديدة في ال 48 ساعة الأخيرة»، في إقرارٍ بالخلاف حول صيغة المشاركة في المؤتمر الذي يستمر 3 أيام. وكشف فوزي، في تصريحات صحفية أمس، عن عقد إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاورات مكثفة مع اليمنيين «ليلا نهاراً وعلى مدار الساعة»، وتطلَّع إلى توصل الأطراف إلى اتفاق هدنة إنسانية، مبدياً تخوفه من استمرار ما سمّاه «كارثة إنسانية كبيرة» حال عدم إبرام اتفاق. ميدانياً، استولى التمرد الحوثي أمس على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف (شمال اليمن)، كما أفاد شهود. وأجمع سكان ومصادر على دخول المقاتلين المتمردين الحزم دون أي مواجهة من المقاومين المناهضين لهم. لكن المقاتل في المقاومة، مبارك العبادي، تحدث عن «مقاومة قليلة»، وأقر بتمكن المهاجمين من السيطرة على المدينة والمجمع الحكومي المحلي فيها. في الوقت نفسه؛ لفتت مصادر إلى استفادة المهاجِمين من الخلافات بين القبائل المسلحة التي كانت تدافع عن المدينة. وكانت المقاومة أعلنت قبل أسابيع تحقيقها تقدماً ميدانياً في الجوف واقترابها من محافظة صعدة (معقل جماعة الحوثي).