اتهمت المقاومة في مدينة عدن (جنوب اليمن) قوات حلف (الحوثي- صالح) بتنفيذ قصفٍ على أحياء سكنية في غرب المدينة أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 58 آخرين، في وقتٍ أعلنت المقاومة في محافظة البيضاء إحرازها تقدماً ميدانياً، بينما تسلَّم عسكريون موالون للشرعية جبهات قتالٍ في محافظة أبين. وفي حين فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبدالملك الحوثي وأحمد علي عبدالله صالح (نجل الرئيس السابق)، رأت الأممالمتحدة أن الصراع اليمني لم يصل بعد إلى مرحلة اللاعودة داعيةً إلى تجنب الانقسام بين شمالٍ وجنوب. وذكرت مصادر في عدن وشهود عيان أن قوات متمردة نفَّذت أمس قصفاً عشوائياً استهدف أحياءً سكنية في غرب المدينة وأوقع ثلاثة قتلى و58 مصاباً بين المدنيين إضافةً إلى أربعة قتلى من المسلحين المقاومين. وأدى القصف، وفقاً للمصادر إلى إخلاء عشرات المدنيين لمنازلهم. وأكد موقع «سكاي نيوز عربية» حصيلة القتلى والجرحى، لافتاً إلى سقوط قذائف على مشروع سكني خاص باستقبال النازحين. في الوقت نفسه؛ أقرَّت مصادر موالية للمقاومة بسيطرة المتمردين أمس على الضواحي الغربية لمنطقة بئر أحمد (شمال غرب عدن) وسط أعمال قصف مدفعي واسعة النطاق طالت مساكن المدنيين. وأبلغ مصدرٌ موقع «عدن الغد» الإخباري بسيطرة الحوثيين وحلفائهم على هذه الضواحي بعد قتالٍ مع عناصر المقاومة ومسلحين موالين لشيخ قبلي يُدعى مهدي العقربي. ونسب الموقع إلى المقاومة توجيهها نداءً عاجلاً لمسلحيها لاستعادة السيطرة على المنطقة، فيما أشار موقع «المصدر أونلاين» اليمني إلى مقتل ثلاثة من المقاومين فيها «خلال محاولة لصد التوغل الذي نُفِّذَ بواسطة حوالي ست أطقم عسكرية ومدرعات تحمل أسلحة رشاشة». ولاحقاً؛ تحركت تعزيزات عسكرية صوب المنطقة لمساعدة المقاومين على استردادها، وعاين شهود عيان وصول عشرات المقاتلين إليها ومباشرتهم اشتباكاً مع مسلحين متمردين. غرباً؛ قُتِلَ ثمانية مسلحين متمردين في هجوم للمقاومة الشعبية بمدينة تعز على تجمعٍ عسكري في حي المرور. وترافق ذلك مع سقوط عشرة مدنيين قتلى وسقوط عشرات الجرحى في حي الروضة القريب جرَّاء قصفه بالمدفعية من قِبَل الحوثيين. وشرح مصدر محلي أن القصف على حي الروضة كان عشوائياً، واستُخدِمَت فيه مختلف الأسلحة الثقيلة ورافقته اشتباكات مع المقاومة في مواقع قريبة، مؤكداً سقوط عشرة قتلى من المدنيين على الأقل وجرح العشرات. ويسكن «الروضة» قائد المقاومة في محافظة تعز، الشيخ حمود المخلافي. وفي وسط البلاد؛ اندلعت أمس اشتباكات عنيفة في مدينة إب بين قوات حلف (الحوثي- صالح) ومسلحين مناهضين للانقلاب. ودارت الاشتباكات في منطقة الجندية وشارع الدائري، وأورد موقع «المصدر أونلاين» أن المتمردين استخدموا خلالها دبابات ومدافع. ورجَّح الموقع ميل الوضع في المدينة، التي تعد مركز محافظة تحمل الاسم نفسه؛ إلى الانفجار بعد هدوءٍ نسبي على مدى أسابيع؛ علماً بأنها استقبلت أعداداً من النازحين من صنعاء وتعز. وكانت اللجنة الأمنية في إب قد قررت أمس الأول استحداث خمس نقاط أمنية جديدة وتعزيز ثلاث أخرى قائمة بالفعل بدعوى منع الاقتتال فيها بين المتمردين والمناهضين لهم. واعتبرت مصادر هذه الخطوة محاولة من قِبَل اللجنة المتمردة على الشرعية لتمكين جماعة الحوثي من إحكام سيطرتها على المحافظة. وفي الوسط أيضاً؛ أعلنت المقاومة الشعبية في البيضاء سيطرتها فجر أمس على مواقع التمرد في منطقتي الظهرة والشقيق بقيفة التابعتين للمحافظة، وأكدت إحراقها عربة عسكرية. وبالتزامن؛ اندلع قتال عنيف بين المتمردين والمقاومين في مدينة رداع التابعة للبيضاء، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وشمالاً؛ قُتِل صباح أمس عددٌ من المتمردين وأُحرقِتَ عربة عسكرية تابعة لهم خلال اشتباكات مع المقاومة في محافظة الجوف. وأفاد مصدر بنصب المقاومة في المحافظة كميناً في منطقة العقبة التابعة لمديرية خب الشعف؛ استهدف حوثيين بعد تقدمهم في اتجاه منطقة جبل البياض. وأشار إلى السماح لهم بدخول المنطقة ثم تطويقهم من ثلاث جهات والهجوم عليهم. ولاحقاً؛ وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبل البياض لدعم المحاصَرين في محيطه. وعلى الإثر؛ اندلع قتال عنيف مع المقاومة. وتتمركز «مقاومة الجوف» في منطقة العقبة التابعة للواء 115 مشاة الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي. وفي تطورٍ ميداني آخر؛ سلَّمت قيادة المجلس العسكري للمقاومة في محافظة أبين (جنوباً) مواقعها في منطقة عكد وعتادها ومسلحيها إلى العميد الركن الموالي للشرعية، الحمزة علي سالم الجعدني. وكلَّف الجعدني لجنة عسكرية باستلام خطوط القتال الأمامية والإشراف على المسلحين المتمركزين فيها. ويقود اللجنة العقيد الركن الخضر حسين الوليدي وتوقعت مصادر أن تُحدِث هذه الخطوة نقلة نوعية في جبهات القتال بعد أن سُلِّمَت المواقع العسكرية فيها إلى قادة ميدانيين متخصصين. سياسياً؛ عارض حزب الشعب الديمقراطي اليمني «حشد» حوار السلام بين اليمنيين المقرر عقده في جنيف في ال 14 من يونيو الجاري برعاية أممية. وأكد الأمين العام ل «حشد»، صلاح الصيادي، رفض الحزب أي مشاورات تجمع معسكر الشرعية بمعسكر الانقلاب. وحمّل الصيادي، في منشور كتبه أمس على موقع «فيسبوك»، كل مَنْ يشارك في الحوار من طرف الشرعية المسؤولية عن دماء الشهداء. وتوقَّع أن تفرض المقاومة كلمتها على الأرض بعيداً عن حسابات من وصفهم ب «عشاق السلطة الجدد». وفي حين توافِق الرئاسة اليمنية والحكومة على الذهاب إلى سويسرا للتشاور حول تنفيذ القرارات الأممية الصادرة بشأن اليمن؛ ترفض كتل عسكرية موالية لهادي المشاركة في المشاورات وتدعو إلى مقاطعتها. ويقول المبعوث الأممي إلى صنعاء؛ الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن المحادثات المرتقبة قد تفضي إلى إنهاء الحرب وتنقذ اليمن من انقسام دائم. وأبدى ولد الشيخ أحمد، في تصريحات صحفية أمس، تفاؤله ببقاء هذا البلد موحداً، ورأى أن الصراع لم يصل بعد إلى نقطة اللاعودة، حاثَّاً المتصارعين على العودة إلى مائدة التفاوض والمساعدة على تجنب الطائفية والانقسام بين الشمال والجنوب. من جهة أخرى؛ فرض الاتحاد الأوروبي أمس عقوبات على زعيم المتمردين الحوثيين، عبدالملك الحوثي، وأحمد علي عبدالله صالح. وتشمل العقوبات حظر التسليح والسفر وتجميد أصول المعاقبَين «لما قاما به من تقويض لسلامة واستقرار اليمن»، بحسب بيان نشره الاتحاد الأوروبي على موقعه الرسمي. واتهم البيان عبدالملك الحوثي وأحمد علي عبدالله صالح بتسهيل توسُّع جماعة الحوثي عسكرياً، مشيراً إلى استناد قراره إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الملزِم بإنزال هذه العقوبات، «التي تشمل حظر تقديم المساعدات الفنية والمالية المرتبطة بالأنشطة العسكرية». وأدان الاتحاد ما سمّاها الأعمال الأحادية، التي يقوم بها الحوثيون والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح لزعزعة استقرار بلادهم، داعياً إياهم إلى الوقف الفوري للعنف. وشدد على أن «التوصل إلى اتفاق سياسي موسع من خلال مفاوضات شاملة هو وحده، الذي يمكن أن يوفر حلاً مستداماً لاستعادة السلام والحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي اليمن».