جدَّدت الأممالمتحدة دعوتها جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة في مؤتمر جنيف لحل الأزمة فيما بينها «دون وضع شروطٍ مسبقة»، وقررت عقده على مدى 5 أيام بدلاً من يومين على أن يبدأ في ال 28 من مايو الجاري، في وقتٍ واصلت جماعة الحوثي التصعيد ميدانياً بالتزامن مع تنفيذ القوات المسلحة الموالية لها عرضاً عسكرياً في صنعاء اعتُبِرَ استعراضاً للقوة وردد جنودٌ مشاركون فيه هتافات معادية لدول الخليج العربي. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، أحمد فوزي، إن مبعوث المنظمة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يسعى حالياً إلى إشراك جميع أطراف الأزمة من اليمنيين في مؤتمر جنيف مع دعوة بعض الأطراف الإقليمية. وأوضح فوزي، في تصريحات صحفية أمس، أن الجلسة الافتتاحية ستكون علنية على أن تليها جلسات مغلقة للتفاوض بعيداً عن الإعلام، كاشفاً أن ولد الشيخ أحمد ومساعديه سيصلون إلى سويسرا بعد أيام للإعداد للجلسات. وشدَّدت الأممالمتحدة على «ضرورة المشاركة في جنيف دون شروط مسبقة»، وطلب المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، من كافة الأطراف الاستجابة إلى الدعوة. كما دعا الحسين، في بيانٍ له أمس، إلى «هدنة إنسانية جديدة في اليمن لتمثل خطوة في اتجاه وقف إطلاق النار بشكل دائم». ورأت الناطقة باسمه، سيسيل بويلي، أن على الأطراف المتنازعة على السلطة في صنعاء الوفاء بكافة التزاماتها التي ينص عليها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني خلال القتال الدائر والحرص على تجنُّب المدنيين. يأتي ذلك فيما صعَّدت جماعة الحوثي لهجتها، وتعهدت بالمُضي في إجراءاتها. وقالت ما تُسمَّى باللجنة الثورية العليا (أعلى سلطة في الانقلاب) إن «الصمود هو عنوان المرحلة» في إشارةٍ إلى إصرار المتمردين على عدم تنفيذ القرارات الأممية الملزِمة بانسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة إلى الدولة. وحاولت اللجنة، في خطابٍ أصدرته بمناسبة الذكرى ال 25 لإعلان الجمهورية الموحدة في البلاد، استمالة الجنوبيين المناهضين لها؛ إذ نوَّهت ب «دورهم البارز في تحقيق الوحدة عام 1990»، وحثتهم على مساندتها. وفي استعراضٍ للقوة على ما يبدو؛ نظمت قوات عسكرية متمردة على الشرعية عرضاً عسكرياً أمس في صنعاء في ذكرى الوحدة. وشارك آلاف الجنود الموالين للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في العرض الذي انتظم في شارع علي عبدالمغني في منطقة التحرير. وسَمِعَ سكان هتافات معادية لدول الخليج العربي أطلقتها الفرقة العسكرية الغنائية المصاحبة للعرض عبر مكبرات صوت. في المقابل؛ شدد الرئيس، عبدربه منصور هادي، على حتمية تصحيح مسار الوحدة من خلال بناء دولة اتحادية. واتهم أطرافاً بأنهم غدروا بمشروع الوحدة، وحمَّل الجميع مسؤولية تصحيح مسارها وبناء دولة تقوم على العدالة والمساواة والحكم الرشيد. وتعهد في خطابٍ له أمس بالمُضيّ و«معنا كل الخيِّرين من الأشقاء والأصدقاء في استعادة الدولة وتثبيت ثقافة ونهج الحوار بديلاً عن الاحتراب والاقتتال». وأبدى هو وحكومته «استعداداً للتضحية بكل ما نملك والعمل بكل ما أوتينا من قوة بتكاتفٍ من القوات المسلحة والأمن من أجل إرساء استقرار وسلامة الوطن»، ونبَّه إلى «حتمية تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض الأخير الذي اكتسب شرعية وطنية ودولية»، مشدِّداً «لن نسمح لكائن من كان أن يحاول زعزعة أمن واستقرار ووحدة البلاد، ومن يحاول أن يطال وينال من وحدتنا وأمننا سيكون له الشعب بالمرصاد». ميدانياً؛ أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بمقتل 16 مسلحاً متمرداً أمس في عدن (جنوب) خلال معارك مع المقاومة وجرَّاء غارات ل «إعادة الأمل»، فيما قُتِلَ 3 من المقاومين خلال المعارك. وأكدت مصادر عسكرية الحصيلة، بينما دعا القيادي في المقاومة العدنيَّة، هياف البكري، إلى تدخل إقليمي بري ل «إنقاذ السكان». واتهم البكري المتمردين بمواصلة ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين. وأفاد مصدر آخر في المقاومة العدنيَّة بتقدمها في ضواحي منطقة البساتين في المدينة تحت غطاء من الغارات الجوية، في حين قصف الحوثيون حي صلاح الدين الواقع غربها بصواريخ الكاتيوشا. ونسب موقع «عدن الغد» إلى سكان في «صلاح الدين» قولهم إن «3 قذائف كاتيوشا سقطت فوق منازل المواطنين وأحدثت بها أضراراً بالغة دون أن تسفر عن سقوط ضحايا». وتعرضت أحياء سكنية في مدينة الضالع (جنوب) إلى قصف مماثل أمس، بحسب سكان في أحياء العرشي والحجرات والزراعة. وذكر بعضهم لموقع «المصدر أونلاين» اليمني أن القصف وقع عصراً. وردت المقاومة بإطلاق قذائف على مقر قيادة اللواء 33 مدرع ومعسكر الأمن المركزي وموقعي المظلوم والخزان في المدينة (مركز محافظة تحمل نفس الاسم)، كما هاجم مسلحوها تجمعات للمليشيات في حي الجمرك. ووقع تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، وأسفر عن مقتل مسلح من المقاومة يُدعَى علي قاسم جباري. من جهته؛ دعا القيادي في «مقاومة الضالع»، شلال علي شايع، المنخرطين في معسكرات التدرُّب على قتال الحوثيين إلى «الفهم السريع للتدريبات للالتحاق بالجبهات الميدانية»، وحثَّهم على «التعامل بشدة مع العدو» و»التغلب على شُح الإمكانات». ووصف شايع، خلال زيارته أمس معسكرات التدريب في المحافظة، ما يتعرض له الجنوبيون حالياً ب «هجمة بربرية» تنفذها قوات حلف (الحوثي – صالح)، معتبراً أن «ميادين القتال في انتظار هذه الوجوه السمراء». وخاطب الطلاب قائلاً «أنتم اليوم تمرُّون بمرحلة الاستعداد وتتلقون فنون القتال في وقتٍ يتعرض شعبكم لحرب همجية، وسيأتي اليوم الذي تُنادون فيه بضباط حرب وقادة حظائر بعد التخرج .. فلا تعرف وجوهكم إلا الشهادة أو النصر ولا تكونوا إلا حليمين في تنفيذ التدريب كي تستطيعوا الالتحاق بقوات المقاومة الشعبية التي تواجه الإرهاب بكل أشكاله». وشدَّد «لن يمروا ولن يستطيعوا .. ونحن وأنتم لهم بالمرصاد في خنادق الشهادة، ومعنا إخواننا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية»، ملاحِظاً أن «العرق في ميادين التدريب يوفِّر الدم في مواقع القتال». وقدَّر موقع «عدن الغد» عدد الملتحقين بهذه المعسكرات ب 1000 فرد «يجري تدريبهم وإعدادهم استعداداً للالتحاق بالجبهات». في غضون ذلك؛ تقدَّمت قوات موالية للتمرد من مدينة عتق (مركز محافظة شبوة) إلى منطقة تصل إلى مفرق الصعيد في المحافظة، ما دفع لجان المقاومة إلى طلب تدخل طيران التحالف لوقف التقدُّم. وأبلغ مصدر محلي موقع «عدن الغد» أن الميليشيات تقدمت صوب مفرق الصعيد وباتت قريبة منه بعد مواجهات عنيفة مع مسلحين مناهضين لها. واعتبر القيادي في الحراك الجنوبي، صالح الجبواني، أن على الطيران التدخل بأسرع وقت ممكن لوقف هذا التقدم. وأوضح أن السيطرة على المفرق تمنح صاحبها تفوقاً ميدانياً في المحافظة وتتيح له إسقاط بقية مناطقها، مشيراً إلى استمرار القتال في محيط عتق (عاصمة شبوة). في المقابل؛ أعلنت المقاومة في محافظة أبين القريبة عن تصديها لمحاولة تسلل إلى داخل مدينة زنجبار. ونسب موقع «المشهد اليمني» المحاولة إلى مسلحين حوثيين وقوات من اللواء 15 الموالي لصالح. وأكد أن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل عنصرين من المقاومة وإصابة 8 من زملائهم «فيما سقط من الطرف الآخر العشرات بين قتيل وجريح». وفي وسط البلاد؛ سقط 8 قتلى على الأقل جراء قصف نفذته الميليشيات في مدينة ذمار. وبيَّنت مصادر أن القتلى ينتمون إلى أسرة القيادي في حزب الإصلاح (إسلامي)، محمد علي الفلاحي. وذكر مصدر أن الحوثيين استهدفوا منزل الفلاحي غرب المدينة بقذائف هاون أطلقوها من موقعٍ لهم في قرية ذي سحر القريبة، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيه. وينتمي الفلاحي إلى حزب الإصلاح المناهض للانقلاب، ويوصف بأنه أحد القياديين الفاعلين في ذمار. ووفقاً لموقع «المصدر أونلاين»؛ قُتِلَ القيادي وزوجته و6 من أبنائه (4 بنات وولدين). وفي مأرب؛ تعرض فريقٌ للهلال الأحمر إلى إطلاق نار كثيف أثناء محاولته انتشال جثث قتلى من منطقة صرواح. وصرَّح طاقم الهلال الأحمر بأنه حاول انتشال جثث قتلى في المنطقة (حوثيون ومسلحون قبليون مناهضون لهم) بعد أن منحه طرفا النزاع هدنة مؤقتة، إلا أنه فوجئ لاحقاً بإطلاق نار كثيف ومتعمد استهدفه من اتجاه مواقع المتمردين. وتشهد صرواح مواجهات عنيفة بين الجانبين منذ مطلع إبريل الماضي في محاولة من قِبَل قوات التمرد للتقدم باتجاه مدينة مأرب (مركز المحافظة)، لكن قوات المنطقة العسكرية الثالثة الموالية للشرعية تساهم مع القبائل في صدِّها. غرباً؛ تحدثت عدة مصادر عن سيطرة الميليشيات على جبل العروس في تعز بعد انسحاب المسلحين المقاومين جراء نفاد ذخيرتهم. وقال «المصدر أونلاين» إن الحوثيين وحلفاءهم سيطروا بالفعل على الجبل بعد أسبوعين من المواجهات العنيفة مع المقاومة الشعبية. ونسب إلى مصدر محلي قوله إن «رجال المقاومة نفدت ذخيرتهم ما دفعهم للانسحاب بسبب عدم وصول تعزيزات». وباستثناء «العروس»؛ أفيد ب «هدوءٍ سيطر على معظم مناطق القتال في المدينة؛ إذ لم تشهد مواجهات أمس»، بحسب «المصدر أونلاين». وبالتزامن؛ أفيد بتمكُّن المقاومة في محافظة إب القريبة من قطع تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى تعز. ونقل «المصدر أونلاين» عن مصادر في إب قولها إن «المقاومة الشعبية في مدينة القاعدة استهدفت صباح الجمعة تعزيزات للميليشيات مؤلفة من 3 آليات عسكرية كانت في طريقها للقتال في مواقع قريبة». وأسفرت العملية، وفق شهود عيان، عن مقتل 4 متمردين وإصابة 5 من زملائهم وإعطاب آلة عسكرية. وعلى صعيد مختلف؛ قُتِلَ 5 أشخاص يُعتقَد في انتمائهم إلى جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة؛ في غارةٍ لطائرة دون طيار على مفرق الصعيد في شبوة. وأوردت وسائل إعلام، بينها تليفزيون «العربية»، أن طائرة أمريكية دون طيار استهدفت سيارة أثناء مرورها في مفرق الصعيد ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص كانوا على متنها. وفي الرياض؛ التقى وفدٌ من ممثلي قبائل حضرموت (شرق) نائب الرئيس، خالد محفوظ بحاح، ورئيس الوزراء الأسبق لدولة الجنوب (قبل الوحدة)، حيدر العطاس. وتعهد أعضاء الوفد بالاستمرار في دعم الشرعية الدستورية وعملية «إعادة الأمل»، وطالبوا بالحفاظ على مكتسبات أبناء حضرموت.