قال مصدر من داخل بلدة «سلوك» التابعة لريف محافظة الرقة السورية «إن آلافاً من العرب نزحوا عن منازلهم شمال شرق سوريا هرباً من حملة تطهير عرقي ترتكبها ضدهم قوات كردية»، وأن أكثر من عشر قرى تم تدميرها وسرقة الحبوب والأغذية منها، ومنع أهاليها من الزراعة والسكن، ثم حرقها وتجريفها على يد قوات كردية دخلت هذه المناطق بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها. وأوضح المصدر ل«الشرق» أن مليشيات كردية ارتكبت انتهاكات بحق عشرات الآلاف من المواطنين العرب في محيط منطقة تل أبيض، وشملت الانتهاكات استخدام المدنيين دروعاً بشرية، وإحراق القرى، وارتكاب مجازر، وتهجيراً قسرياً، إثر حملة انتقام جماعي ضدهم، إذ يتهمهم الأكراد وحلفاؤهم بالتعاطف مع تنظيم داعش وإيواء مقاتليه. حيث لجأ معظم المدنيين الفارين من هجمات وحدات حماية الشعب الكردية إلى منطقة تقع إلى الجنوب من جبل عبدالعزيز في محافظة الحسكة، وبعضهم فرّ إلى تركيا. وقال المصدر إن المليشيات الكردية هجّرت أهلنا وأحرقت المحاصيل الزراعية وارتكبت جرائم بحق العرب والتركمان في تلك المنطقة، بذريعة محاربة تنظيم «داعش» ومن يدعمه. وذكر المصدر أن بعض المجازر راحت ضحيتها عائلات بأكملها، وزعمت قوات الحماية الكردية أن أفراد هذه العائلات ينتمون إلى تنظيم «داعش»، متهماً القوات الكردية بنفس الممارسات التي يقوم بها تنظيم «داعش». وأفاد بأن المليشيات الكردية تمكنت يوم أمس من السيطرة على كامل بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي، بعد تقدمها نحو مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». وقال إن قوات حماية الشعب الكردية تمكنت من التقدم نحو مدينة تل أبيض في الرقة بعد سيطرتها على 12 قرية شرق المدينة وغربها، وسط نزوح آلاف بسبب احتدام المعارك. وأضاف أن التقدم جاء بعد اشتباكات ليلية مع مقاتلي «داعش»، وأوضح أن القوات الكردية أصبحت على بُعد سبعة كيلومترات شرق تل أبيض، حيث عزز تنظيم «داعش» من دفاعاته بحفر خنادق لمقاتليه وتفخيخ بعض الطرق والجسور، وسط توقعات بأن تصل المعارك إلى قلب المدينة في فترة وجيزة. وقال إن تل أبيض بدت شبه خالية من سكانها، وأشار إلى أن حالة النزوح تعود أيضاً إلى غارات التحالف الكثيفة وتعرض المدينة لعملية تهجير سابقة من قِبل تنظيم «داعش». وأشار إلى أن القوات الكردية تحجز آلافاً من العرب فيما تسميه مناطق أمنية، وتمنع أعداداً أخرى من العودة إلى قراهم، وأنها تسمح للأكراد بالسكن في منازل العرب، مما يشير إلى أن الأكراد يمارسون سياسة التطهير العرقي ضد العرب في بلادهم، وأن الأكراد يتوقعون مكافأة لهم نظير تضحياتهم في مواجهة تنظيم «داعش» في كل من العراقوسوريا، بغية تحقيق وحدة جغرافية بين تجمعاتهم، كخطوة أولى على طريق مشروع إعلان إقليم شمال سوريا وتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة.