اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومرصد حقوقي ونشطاء معارضون أمس المقاتلين الاكراد باتباع منهج تهجير العرب من المناطق التي يسيطرون عليها بعد معارك ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في شمال شرقي سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان « 20 مواطناً على الأقل بينهم طفلان اثنان و5 مواطنات وصيدلي استشهدوا في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، واتهم الأهالي وحدات حماية الشعب الكردي بإعدام المواطنين رمياً بالرصاص في قرية أبوشاخات التي سيطرت عليها الوحدات الكردية خلال هجومها الأخير على القرية». ونقل عن «مصادر أهلية» تأكيدها «قيام الوحدات الكردية بهدم منازل وإحراقها في عدة قرى بريفي تل تمر ورأس العين بحجة موالاة أصحاب المنازل لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي هاجم المنطقة في ال 23 من شهر شباط (فبراير) الماضي من العام الحالي وسيطر خلالها على عشرات القرى قبل طرده من قبل الوحدات الكردية مدعمة بجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني». وكان موقع «كلنا شركاء» المعارض افاد إن أهالي القرى العربية في ريف الحسكة الغربي «يواجهون حملات تهجير جماعي من قراهم التي سيطرت عليها القوات الكردية بعد طرد تنظيم "داعش" من المنطقة، منذ بداية شهر أيار (مايو) الجاري، وازدادت وتيرتها بشكلٍ كبير خلال الأيام الماضية». وقال «اتحاد شباب الحسكة» إن القوات الكردية «تمكنت بمساندةٍ جوية من طيران التحالف الدولي من فرض سيطرتها على عشرات القرى في ناحيتي رأس العين وتل تمر في ريف الحسكة، فسيطرت على معظم مساحة جبل عبدالعزيز ومساحاتٍ واسعة من ريفي رأس العين الجنوبي والغربي، كما تم طرد التنظيم من بلدة الأغبيش المحاذية لبلدة تل تمر، أهم معاقل التنظيم في المنطقة». إلا أن سيطرة القوات الكردية، وفق الصفحة، أتبعت ب «إنذارات لسكان القرى العربية التي تقدمت إليها بمغادرة المنطقة، كما تمت مصادرة محاصيلهم الزراعية وحرق أخرى». وأشار الاتحاد إلى أن القوات الكردية «طلبت من سكان جبل عبدالعزيز الذي يتجاوز عدد سكانه المئة ألف نسمة بالرحيل، وأمهلتهم مدة 24 ساعة فقط لإخلاء قراهم، بداعي تحويل الجبل إلى منطقةٍ عسكرية، لصدّ محاولات تنظيم "داعش" تكرار الهجمات على المنطقة». من جهته، قال «المرصد» ان « 30 مدنياً قتلوا أثناء محاولتهم النزوح نحو الأراضي التركية من قرية نص تل القريبة من الحدود الإدارية مع الرقة». واتهمت مصادر كردية تنظيم «الدولة الإسلامية» بإطلاق النار على المواطنين العرب من أبناء القرية أثناء محاولتهم الفرار من القرية. وقال «الائتلاف» المعارض انه يحذر «حزبَ الاتحاد الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم من «الاستمرار في اعتداءاته المتكررة بحق المدنيين في محافظة الحسكة وريفها»، مؤكداً أن «سلوكه الإرهابي هذا ينسجم مع مخططات نظام الأسد الرامية لإثارة الفوضى ولا يختلف عملياً عن النهج الإرهابي الذي يتبعه نظام الأسد وتنظيم الدولة الإرهابيان في خلق حالة من الاقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع السوري، وتشجيع نمو التطرف الطائفي والعرقي في المنطقة». وتابع انه خلال الشهور الأخيرة «تكررت سلسلة من الجرائم والانتهاكات المدانة التي مارسها حزب الاتحاد الديموقراطي عبر جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية، فتم الاعتداء على حريات المواطنين العرب والكرد، ونفذت قواته حملات اعتقال وتهجير ممنهجة، وأجبرت الشباب على الهجرة تجنباً للخدمة الإلزامية في صفوفها، اضافة إلى ارتكابها جرائم الخطف، بخاصة ضد القاصرات، بهدف نشر الرعب ودفع العائلات للنزوح والهجرة، من دون أن نغفل احتكامها إلى القوة في التعامل مع المدنيين، وشروعها بمحاربة كتائب وألوية الجيش الحر وتشتيت جهوده وطعنه في الظهر في مناسبات عدة». ودعا «كتائب الجيش الحر وفصائل الثوار إلى الانتباه لمخططات النظام والميليشيات التابعة له، أو الموالية له، أو التي تعمل لمصلحته، ونشدد على ضرورة رص الصفوف على مختلف الجبهات». وكانت «جبهة النصرة» اعلنت قبل يومين وقوفها مع فصائل «الجيش الحر» ضد «تجاوزات» المقاتلين الاكراد في حلب شمالاً. وكان الاكراد أعلنوا تأسيس ادارات محلية في ثلاثة اقاليم في الجزيرة شرقاً وعين العرب وعفرين شمالاً. ويتهم معارضون «الاتحاد الديموقراطي» بالسعي الى «تطهير عرقي» لتهجير العرب وربط الأقاليم الثلاثة.