ذكر مصدر ل «الشرق» أن هناك حالات فرار ورحيل وهلع بين السكان في مناطق الزيدي شمال محافظة الرقة السورية بسبب المعارك التي تدور بين تنظيم «داعش» من جهة وميليشيات حزب العمال الكردستاني من جهة أخرى. وقال المصدر الذي تتحفظ «الشرق» على اسمه: إن أهالي المنطقة تركوا أرزاقهم وأراضيهم وموسم القمح الذي انتظروه، وفروا إلى جهات متفرقة بين مدينتي الحسكة والرقة وبعضهم اتجه نحو تركيا، وأكد المصدر أن العمليات العسكرية باتت أهدافها واضحة في تهجير العرب من سكان قرى شمال محافظة الرقة، وذلك لتسليمها لميليشيات حزب العمال الكردستاني (PPK) تمهيداً لقيام دولة للأكراد ممتدةً من عين العرب كوباني في الشمال الغربي وصولاً إلى كردستان العراق. وقال المصدر إن طائرات تابعة لنظام الأسد حلَّقت فوق مناطق الزيدي شمال الرقة وألقت بمنشورات تطلب من سكان القرى إخلاءها والنزوح إلى مناطق أخرى. وأوضح أن ذلك جاء بالتزامن مع حركة نزوح شهدتها مدينة «سلوك» شمال الرقة وذلك بعد قيام تنظيم «داعش» بترحيل عائلات مقاتليه نحو مدينة الرقة مما سبب الذعر بين السكان الذين نزحوا بدورهم إلى الرقة أيضاً وتركيا بمساعدة الجيش التركي الذي فتح لهم ثغرة للدخول. وقال المصدر إن تنظيم داعش يعيش حالة من التخبط في مدينة «تل أبيض» المجاورة بعد تقدم الجيش الحر والفصائل المشتركة، ما دفعه لاستقدام تعزيزات من محافظة الرقة إلى تل أبيض مشعلاً الحرائق لعرقلة تقدم القوات المشتركة. وأشار المصدر إلى أن داعش يقوم بانتهاكات خطيرة في مدينة الرقة وصادر أكثر من 250 منزلاً وأسكن عائلات مقاتليه فيها. وأكد أن الفصائل المشتركة، تمكنت يوم أمس، من استعادة السيطرة على نحو 8 قرى في محافظة الرقة، وعلى أربع قرى أخرى في محافظة الحسكة، كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، بعد اشتباكات عنيفة بين الوحدات الكردية وتنظيم داعش في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة كوباني داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وأفاد المصدر بأن القوات المشتركة استطاعت الدخول إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش»، خاصة بعد أن تمكنت من تحرير قرية الزيدي، بينما تواصل قوات بركان الفرات تقدمها باتجاه ريف بلدة تل أبيض، بهدف الإطباق على عناصر التنظيم من الجهتين. وقال: التطورات العسكرية إلى الآن تتجه إلى قاعدة سلوك، التي تعتبر بوابة سقوط «دولة البغدادي» في تل أبيض، شمال سوريا، فيما نجح المقاتلون الأكراد، في السيطرة على أربع قرى «البويدر، خربت الناقة، الغزالة والخالدية» ومزارع في محافظة الحسكة، وتحديداً في الريف الجنوبي الغربي لمدينة سري كانية، قرب الحدود الإدارية مع الرقة، وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل ثمانية من متطرفي داعش وثلاثة مقاتلين أكراد، بالإضافة إلى 65 شخصاً استشهدوا في مدينة الشدادي، جراء قصف للطيران الحربي بأربعة صواريخ على المدينة، استهدف أحدها سوق المدينة، بينما استهدفت الثلاثة الأخرى الشارع الواقع خلف السوق، وجل الشهداء مدنيون «22»، بينهم طفل على الأقل، والبقية عناصر من تنظيم داعش وعائلاتهم لقوا مصرعهم، في القصف ذاته.