لاحظ مختصون في مجال السياحة والسفر في الكويت عدم تأثر أسعار تذاكر الطيران بتراجع أسعار النفط إلى نحو 50 % منذ النصف الثاني من عام 2014. وقال هؤلاء في لقاءات متفرقة إن عوامل عدة «حيدت» تأثير تراجع أسعار النفط على أسعار تذاكر الطيران التي ترتبط معها بعلاقة طردية (تراجع سعر برميل النفط الكويتي من حوالي 115 دولارا في يونيو الماضي إلى نحو 60 دولارا حاليا). وأوضح عدد من مسؤولي الحجوزات لدى مكاتب السياحة والسفر أن الطلب العالي على شراء تذاكر الطيران وبلوغه أعلى المستويات خلال فترة الصيف التي تعد موسما تشغيليا مرتفعا من كل عام بالنسبة للمكاتب السياحية وشركات الطيران على حد سواء قد يكون أحد تلك العوامل. وفي الوقت ذاته تساءل هؤلاء عن عدم استجابة أسعار التذاكر إلى التراجع الحاصل في أسعار النفط وأسعار وقود الطائرات كنتيجة اقتصادية طبيعية، مشيرين إلى أن بعض شركات الطيران لجأت في أوقات سابقة إلى رفع أسعار تذاكر الطيران لتواكب الارتفاعات في أسعار النفط وتغطي التكلفة المترتبة عليها. وعن مدى الإقبال العام على حجز تذاكر السفر خلال فترة الصيف الحالية بينوا أن الغالبية العظمى من المسافرين يفضلون السفر بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، أي مع منتصف شهر يوليو المقبل وحتى مطلع سبتمبر المقبل مع بداية العام الدراسي الجديد كما أن إسطنبول ودبي هما الوجهتان الأكثر قصدا من قبل الكويتيين. من جانبه قال مسؤول الحجوزات لدى أحد مكاتب السياحة والسفر محمد التسابحجي إن حجوزات السفر تركزت بصورة رئيسة بين تركيا في الرحلات طويلة المدى أي أكثر من 12 يوما ودبي للرحلات قصيرة المدى لأقل من ذلك، لافتا إلى أن عددا غير قليل من المسافرين يقصدون وجهات أخرى في أوروبا مثل لندن وفرنسا والنمسا وشرق آسيا مثل ماليزيا وتايلند. وأضاف التسابحجي أن أسعار التذاكر إلى تركيا خلال فترة ما قبل شهر رمضان تتراوح بين 150 و170 دينارا كويتيا وتتضاعف الأسعار خلال الفترة ما بعد شهر رمضان أي مع بداية عيد الفطر لتصل إلى مستوى 320 دينارا مع الأخذ في الاعتبار قيام شركات الطيران التركية والمحلية بزيادة رحلاتها اليومية إلى إسطنبول لمواكبة الطلب العالي خلال موسم الصيف. وعن مدى وعي المسافرين في التخطيط المبكر للسفر وإجراء الحجوزات قبل مدة كافية من موعد رحلاتهم، أوضح أن هناك شريحة كبيرة من المسافرين يقومون بترتيبات السفر قبل مدة ليست قصيرة، سعيا نحو الحصول على أفضل الأسعار والعروض فيما تبقى شريحة أخرى من المسافرين لا تعتد كثيرا بالتخطيط المبكر للسفر، وهي التي تتأثر من الارتفاع الموسمي للأسعار. ومن جهته، قال المدير العام لإحدى شركات السياحة والسفر هاني أنس أن الإقبال من العائلات على السفر يتزايد خلال موسم الصيف الأمر الذي يدفع شركات ومكاتب السياحة والسفر إلى إعداد العروض والرحلات السياحية التي تناسب هذه الشريحة من المسافرين. وأضاف أنس أن رحلات المجموعات (قروبات) ما زالت تشهد إقبالا واسعا من قبل العائلات، إذ يتميز هذا النوع من الرحلات بالأسعار التنافسية وتنوع برامج الرحلة وأنشطتها كأن يضم مسار الرحلة زيارة أكثر من مدينة في أكثر من بلد علاوة على توفير خدمات النقل ووجود مرشد سياحي (غالبا يكون كويتي الجنسية أو ممن يجيد العربية). وحول السياحة الدينية في شهر رمضان قال مسؤول الحجوزات لدى أحد مكاتب السياحة والسفر محمد أحمد إن الثلث الأول من شهر رمضان المبارك يشهد إقبالا من المسافرين الراغبين بقضاء هذا النوع من السياحة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة «حيث تكون أسعار التذاكر والإقامة أقل نسبيا مقارنة بالعشر الأواخر من شهر رمضان».