مع بداية إجازة عيد الفطر تتجه بوصلة سفر بعض الأسر السعودية لعدد من المحطات المحلية والعربية والآسيوية والأوروبية لقضاء الإجازة، وفي هذا العام اختلف الوضع قليلاً عما سبقه من الأعوام، حيث تدنت إلى حد ما نسبة السعوديين الراغبين في السفر، نظراً لارتفاع أسعار التذاكر بشكل مفاجئ بنسبة تتراوح بين 100 % إلى 150 % من قبل بعض شركات الطيران العربية والأجنبية، وعدم استقرار الأوضاع في بعض الدول العربية السياحية، وقصر مدة إجازة عيد الفطر لهذا العام. وشهدت مكاتب السفر والسياحة المحلية مع بدء الإجازة حركة متسارعة في خدمات حجوزات الطيران والفنادق والشقق المفروشة، وتركزت أغلب حجوزات الأسر السعودية نحو دبي، وإسطنبول وبيروت، ما جعل بعض شركات الطيران نتيجة لكثرة الطلبات ترفع أسعارها, حيث بلغت تذكرة دبي (3000) ريال بعد أن كانت في حدود (2200 ريال)، وتركيا ارتفعت إلى نحو (3500 ريال)، وبيروت (2500 ريال). وكشف بعض مسئولي شركات ومكاتب السفر والسياحة والطيران عن ملامح ورغبات المسافرين السعوديين خلال إجازة عيد الفطر هذا العام على الرغم من قصرها، فوصفوها بالموسم الهام بالنسبة لهم كأحد أبرز الأنشطة الرئيسة حيث يكثر فيها شراء التذاكر وحجوزات الطيران الدولي لعدد من الوجهات الرئيسية، وفي هذا العام تصدرت دبي بنسبة تجاوزت 80 % من مجموع الأسر السعودية الراغبة في السفر ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفنادق والشقق المفروشة حتى وصل إلى حدود 30 % وتراوحت ما بين 600 ريال إلى 1500 ريال لليلة الواحدة، كذلك زادت نسبة الحجوزات إلى أبو ظبي لإمكانية الوصول من هناك عن طريق البر إلى دبي. وعربياً , أتت بيروت واسطنبول (للعوائل) والدار البيضاء (للعزاب) في قائمة المدن المرغوبة، أما محلياً فأتت المنطقة الشرقية ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، وأبها على التوالي، مع صعوبة إيجاد مقاعد شاغرة على الطيران الداخلي. أما أوروبياً فجاءت لندن وميونيخ وباريس في صدارة المدن الأوروبية رغم ارتفاع أسعار التذاكر بنسبة 35 % تجاوزت تذكرة لندن (5500 ريال). أما آسيوياً فالإقبال أقل من المعتاد في هذه الفترة، وتأتي كوالالمبور الماليزية الرغبة الأولى للأسر السعودية، تليها جاكرتا الإندونيسية وهونج كونج وغيرها، في حين ضعف الطلب بشكل واضح على وجهات سياحية رئيسة سابقة، كالقاهرة ودمشق وتونس بسبب عدم استقرار الأمور هناك منذ يوليو الماضي. وبحسب فهد الخالدي مسئول الحجوزات في (المؤيد للسفر والسياحة) فإن حجوزات العوائل السعودية لإجازة العيد لهذا العام، بدأت منذ يوليو الماضي تقريباً. وحالياً تشهد بعض المحطات زيادة بنسبة كبيرة كدبي، في حين تراوحت نسبة الزيادة في بعض الوجهات الأخرى مثل بيروت إلى 30 % (للعوائل والعزاب) في حين تراجعت نسبة المسافرين إلى القاهرة، ما عدا سفر بعض العاملين المصريين الذين يرغبون في قضاء العيد مع أهاليهم. وتؤكد مسئولة الحجز في (الطيار للسفر والسياحة) بالرياض عبير اليحيي،أن هناك زيادة في نسبة الحجوزات المتعلقة بالسفر إلى وجهات سياحية بارزة كدبيوبيروت وتركيا ولندن تحديداً خلال إجازة عيد الفطر الحالي، لكنها أقل من موسم عيد الفطر الماضي. وتضيف عبير: هناك إمكانية حالياً للحجز من خلال المتابعة اليومية لضمان المقاعد المطلوبة، لكن توجد صعوبة شديدة في الحصول على حجوزات بعد تاريخ 28 أغسطس الحالي، خاصة للمدن الرئيسية فهي كاملة المقاعد بالنسبة للعائلات السعودية كثيرة العدد. ارتفاع أسعار التذاكر ومن جانبه، يرى مدير (شركة العربية للسياحة والسفر) مصطفى رجب أن قرب موسم الصيف مع موسم عيد الفطر أسهم في تدني نسبة السعوديين الراغبين في السفر هذا العام "فالمسافر في أشهر الصيف القريبة قبل بداية شهر رمضان لا يرغب في السفر في هذه الإجازة، كذلك انتهاء العروض المخفضة وارتفاع أسعار التذاكر بنسبة تزيد على 50 % أدى إلى تدني طلبات السفر.. فتذكرة دبي على سبيل المثال تجاوزت 1300 ريال ذهاباً فقط في حين أن حجز العودة غير مؤكد". وكنا قد التقينا في أحد مكاتب السفر بنايف الراجح (موظف حكومي) فقال: "كل عام أرغب في قضاء إجازة العيد في إحدى دول الخليج القريبة حيث أشعر بفرحة العيد والاستمتاع مع العائلة لوجود وسائل الترفيه المتنوعة، إلا أن ما يكدر ذلك هو زيادة الأسعار المفاجئة وتراكم مشكلات الحجز وتأخير الرحلات على الخطوط السعودية، خاصة في رحلات العودة، حتى إنني الآن أرغب في السفر عن طريق شركات طيران أخرى". أما أحمد الملفي (موظف في مجموعة سامبا المالية) فله وجهة نظر مختلفة، حيث يقول: "نظراً لكثرة مشاكل الحجوزات وارتفاع الأسعار، وعدم وجود مقاعد شاغرة وقصر مدة الإجازة هذا العام، فإنني أفضل قضاء إجازة عيد الفطر المبارك في مدن المملكة التي تتميز بجوها الجميل كأبها والطائف". ومن جانبها، تقول المُدرسة أشواق العودة: "أرغب في قضاء العشر الأواخر بجانب الحرم المكي، لكنني للسنة الثانية لا أجد مقاعد شاغرة من الرياض لجدة في الفترة التي أرغبها بسبب مشاكل الحجوزات المعتادة وصعوبة الحصول على مقاعد مؤكدة للرياض، ما يجعلني أفضل عدم السفر". وقال الموظف محمد الضاوي: "ألغيت خطط السفر خارج المملكة لعائلتي بسبب الأوضاع غير المستقرة في القاهرة التي أفضلها عن غيرها من المدن لمناسبتها للسياحة العائلية وملائمة أسعارها، وقررت هذا العام قضاء الإجازة في الرياض مع أهلي".