قالت الكاتبة والمعارضة السورية ندى الخش إن سقوط تدمر في يد تنظيم «داعش» يعيد للأذهان سقوط الجولان السوري في يد إسرائيل عام 1976، وأشارت في حديث ل «الشرق» إلى أن نظام الأسد الأب دمَّر المجتمع السوري وسلَّم الجولان لإسرائيل، بينما يقوم نظام الابن بتدمير سوريا وتسليم مدنها وأراضيها لتنظيم داعش الإرهابي. وأضافت أن النظام يقاتل حتى النهاية في مواجهة الثوار السوريين، بينما ينسحب ويسلِّم المدن والأراضي السورية إلى داعش. - إيران منذ حكم الشاه محمد رضا بهلوي شكَّلت القطب الثاني في محاصرة محاولات النهوض والاستقلالية العربية في فترة المد القومي، والغرب تخلى ببساطة متناهية عن حليفه الشاه لصالح حكم الملالي، وذلك لإدراك الغرب أنه لا يمكن السيطرة على هذه المنطقة وشعوبها إلا بتمزيقها من الداخل، وهنا تلاقت المصالح الغربية مع أحلام الملالي بالسيطرة على المنطقة والغرب يعلم أنه لا يمكن للفرس أن ينجحوا في السيطرة ولكنهم يمكن لهم لعب دور تمزيق البنية الاجتماعية لغالبية شعوب المنطقة تحت شعار الثورة الإسلامية وفتوى ولاية الفقيه، إيران دخلت المنطقة العربية من خلال استغلال القضية المركزية عند العرب فلسطين، وهذا يفسر عدم إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب من قبل أمريكا لأنهم يريدون أن يؤدي دوره حتى النهاية، وكما أن ظهور تنظيم داعش المفاجئ الذي لا ينشط ولا يضرب سوى المناطق السنية في سوريا والعراق. - أظن أن كل الاحتمالات واردة والتقسيم هو الورقة الأخيرة التي يراهن عليها نظام الأسد، لا سيما وقد أدرك بعد مرور أكثر من عام على بداية الثورة عدم قدرته على إخمادها، فأصبح تركيزه على حماية العاصمة والمناطق التي تدين له بالولاء، وإصراره على السيطرة على منطقة القصير يدل على حرصه على بقاء التواصل ما بين الساحل والعاصمة، وأظن أن حجم العنف الذي يمارسه تجاه حواضن الثورة هدفه إيصالهم إلى قناعة أن هذه الطائفة لا يمكن التعايش معها، وبالتالي يصبح التقسيم مطلباً شعبياً للأغلبية في سوريا. - بات من الواضح أن النظام وداعش يتبادلان الأدوار في قتل السوريين ولم تحدث أي مواجهة فعلية بين الطرفين، وأبسط ما يقال إن «داعش» جزءٌ من النظام الأسدي وداعميه سواء إيران وروسيا أو أمريكا، «داعش» عبارة عن فيلم أمريكي هوليودي بامتياز، وإلا كيف نستطيع تفسير توسُّعه وتمدده رغم ما يقال عن الحرب ضده وحصاره، من أين تأتيه الأسلحة والمعدات الحربية؟ وأسئلة كثيرة أخرى يجب التوقف عندها بعد بدء التحالف الدولي شن هجمات على التنظيم منذ ثمانية أشهر. - لا أظن أن هنالك ما يسمى المجتمع الدولي في الوقت الحاضر، هنالك قوة مسيطرة هي أمريكا، وما تبقى من القوى العظمى الأخرى عبارة عن توابع، وسياسة أمريكا في منطقتنا محكومة بمصالحها ومصالح إسرائيل، وتفتيت المنطقة إلى دويلات دينية ومذهبية وطائفية مطلب إسرائيلي؛ بحيث تصبح هي الدولة الكبرى اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، ولذلك لا أظن أن أمريكا يمكن أن تتدخل إلا لتقرير حدود كل دولة، هذا ليس قدراً فقدرات المقاتلين على الأرض قد تستطيع فرض معادلة جديدة، وهذا حديث آخر، وأظن أن قرار الحل ليس بيد المؤسسات السياسية (النظام أو المعارضة) وعلى السوريين التوحد في مواجهة النظام وداعش ولأن سوريا باتت في خطر. ولم يعد أمام السوريين سوى الاستمرار في الثورة والكفاح المسلح، لا سيما إذا توفرت الإمكانية لذلك من بعض القوى العربية. - تركيا دولة إقليمية كبيرة وتطلعاتها نحو قيادة المنطقة واضحة، وكانت تراهن على السيطرة على سوريا من باب الاقتصاد، ولكنها يبدو أنها لم تكن تدرك عمق الارتباط بين نظام الأسد وإيران، ولها أطماعها المشروعة من وجهة نظرها في السيطرة على المنطقة ومنافسة المشروعين الإيراني والإسرائيلي، خصوصاً في ظل غياب دولة عربية حاملة لمشروع من هذا النوع، واليوم مع الأسف لا يوجد دولة عربية تحمل هذا المشروع وتنافس القوى الآنفة الذكر، ولا أرى دولة عربية مؤهلة لقيادة مشروع من هذا النوع في الوقت الراهن سوى المملكة العربية السعودية، خصوصاً بعد تسلم الملك سلمان مقاليد الحكم، وهناك بوادر لذلك نأمل أن تنجح، واستتباعاً أقول إن الموقف التركي من بداية الأحداث كان محكوماً بمصالحها من جهة، وبإمكاناتها من جهة أخرى، ولذلك كان يبدو صارماً إعلامياً وسياسياً، وواهياً على أرض الواقع، ونأمل أن لا يكون إخوتنا العرب كذلك، وحينها نكون كلنا لقمة سائغة بالتتالي.