منذ أن استولى نظام "الملالي" على السلطة في إيران عبر تلك الثورة التي أطاحت بشاه إيران، وما شهد ذلك من تحول كبير في إدارة الدولة الإيرانية وسياساتها، والتي اتخذت من مبدأ تصدير تلك الثورة عنواناً رئيسياً سيطر على كل مناحي الحياة وفلسفتها وتعاطيها مع كل توجهات هذه القيادة الثورية الشيعية لبسط العقيدة الصفوية، ومن هنا كان أحد أهم سهام تصدير هذه الثورة يتجه إلى دول منطقة الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة، والذي ترتب عليه نشوء هذه المواجهة غير المباشرة بين هذا التوجه الثوري الصفوي ودول الخليج، التي استطاعت مقاومة ومنع إيران من تصدير فكرها ومنهجها، إلا أن إيران لم تيأس إذ استخدمت منطلقاً آخر لزعزعة أمن واستقرار دول الخليج ودول المنطقة للوصول إلى أهدافها من خلال رعاية ودعم المنظمات والجماعات والأحزاب الإرهابية، التي تستهدف أمن دول المنطقة، ومن هنا استضافت ودعمت إيران قيادات تلك الأحزاب والمنظمات وأصبحت القاعدة والمرتكز الذي تنطلق منه تلك التنظيمات لتنفيذ هذه الإستراتيجية. المخطط الإيراني واضح.. حان وقت الحزم والحسم تدمير وتخريب وقال "د. يوسف الرميح" -أستاذ علم الجريمة والمنظمات الإرهابية-: لا شك أن المراقب للمنظمات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" وغيرها والتي تدعي أنها سلفية لها جذور راسخة في إيران، وقد أوجدت لهم أماكن آمنة للتحرك وآوتهم هم وأسرهم ومنحتهم قواعد لوجستية ينطلقون منها للتدمير والتخريب، مضيفاً أن الغريب هنا أن تلتقي المصالح الإرهابية التي تدعي السلفية الجهادية مع إيران الصفوية، إنه ليس حباً، بل زواج متعة موقت، وتقاطع مصالح هدفه الأول والأخير زعزعة أمن بلادنا واستقرارها، متسائلاً: ما هو الحب الذي يدفع قيادات القاعدة وداعش وغيرهم للبقاء في إيران وتلقي مساعدات منهم ودعم متعدد؟، مع الأخذ في الاعتبار العداء العقائدي التاريخي بينهم، مبيناً أنه يجمعهم كره بلاد الحرمين الشريفين والحقد على كل مظاهر التنمية فيها، مشيراً إلى أن من هذه المنطلقات نعرف حقيقة دامغة وواضحة وضوح الشمس أن كل من تلك المنظمات الإرهابية وإيران تفتقد إلى المبدأ ويدفعها الكُره والمصلحة وهذا ما دعا إيران الصفوية لأن تمد يد المساعدة لهذه المنظمات الإرهابية. وأضاف: لا يخفى على أحد وجود عدد من رموز هذه المنظمات الإرهابية وأسرهم في إيران، والتي أعطتهم المكان الآمن وقواعد للانطلاق خاصةً الحرب الإلكترونية بتجييش عدد من وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"الفيس بوك" و"اليوتيوب" لتنطلق من إيران بهذه الرموز المشوهة، ولتحاول أن تعبث بأمن المملكة وذلك بواسطة نشر أكاذيب وإشاعات وأقوال كاذبة وصور مختلقة وأفلام دعائية قذرة كلها في محاولة يائسة بأيدي أقزام القاعدة والنصرة وغيرهم، وبهذا جعلت إيران نفسها مكاناً لأن تنطلق منها كل أدوات ووسائل الشر ليس للمملكة فحسب، بل لجميع دول المنطقة لتخدم أهدافها الصفوية التوسعية، ومن تسلقها على أكتاف أقزام هذه المنظمات الإرهابية المتوحشة. المملكة هدف وأوضح "د.الرميح" أن أبسط دليل لذلك أننا لم نسمع أو نقرأ أو نشاهد أي تهديد أو عملية ضد إيران الصفوية، مع أن المنظمات الإرهابية تدعي أن عدوها الأول هم اليهود وإيران، وتستغرب من هذا عندما لا تجد أي حركة أو هجمة أو كتابة أو حتى خواطر ضد إيران، مضيفاً أن شغلهم الشاغل هو بلاد الحرمين الشريفين -حفظها الله-، متأسفاً أنه جعلت إيران الصفوية نفسها قاعدة لكل شاذ وعاق وفاسد ومنحرف، وهي بذلك تحكم على نفسها بالدمار؛ لأنه وإن طال الزمان فسينقلب السحر على الساحر، وستنقلب عليها تلك المنظمات الإرهابية، متسائلاً: كيف بعاقل أن يؤوي ثعابين سامة في منزله ثم يفكر أن ينام بأمن؟، ذاكراً أن هذه المنظمات الإرهابية التي تستوطن إيران الخبيثة ستكتوي منهم قريباً، وقد بدأنا نرى بوادر ذلك من عدد من الإرهابيين السعوديين بعدما انتهى دوره الفاسد والخبيث بحرب بلاده بلاد الحرمين فقد طردته إيران من بلادها فلم يعد صالحا لنشر أجندتها الخبيثة في المنطقة، بعد ما أدى رسالته ضمن الأجندة الإرهابية هناك، وكان مصيره الضرب والإعاقة والطرد، بل ولم تستقبله سوى بلاد الحرمين التي أساء لها وسعى جاهداً لتدمير أمنها واستقرارها، لكن يظل الوطن مثل الأم والأب فمهما عق الابن يجد الصدر الرحيم من الوالدين. نشر الفكر وأكد "د. الرميح" على أن إيران بهذه العملية القذرة وباستضافة هؤلاء المنحرفين فكرياً في أراضيها فإنها تحاول زعزعة أمن دول المنطقة كلها، وهدفها البعيد من ذلك إضعاف الحكومات القريبة لها ونشر فكرها وتواجدها كما هو حاصل في العراقوسورياولبنان واليمن، لتوجد منطقة كبرى لسيطرتها الفكرية والاقتصادية والسياسية، لتكون منطلق للسيطرة على العالم الإسلامي وكماشة للسيطرة على دول الشرق الأوسط خاصة، مضيفاً: "لا ننسى المآسي التي أوجدها حزب الشيطان في لبنان والذي تسبب في عدة حروب قتل من جرائها الآلاف من اللبنانيين الأبرياء ودورهم المشؤوم في سوريا، والذي تسبب في طول مدة المواجهة، وكذلك دورهم الخبيث في العراق والذي كان السبب الأول في إيجاد وخلق منظمة داعش الإرهابية"، مُشدداً على ضرورة عدم تصديق أن داعش تحارب إيران، بل في الحقيقة ما داعش إلاّ منظمة صفوية إيرانية في العقيدة والسلوك، هدفها كأهداف إيران التوسعية، وأجندتها تنطبق مع الأجندة الإيرانية الصفوية، والفرق أنهم أتوا بسنة مغرر بهم ليخدموا أهدافهم الخبيثة، مبيناً أنه أمّنت إيران مواقع للقاعدة في أراضيها، فالقاعدة والنصرة وداعش ليست إلاّ أدوات إيرانية هدفها ضمانة التوسع الإيراني في البلاد العربية، وحزب الله يتخذ لون والحوثيون يتخذون لون آخر، وداعش لون ثالث، والقاعدة لون رابع، ولكن الجذر والمبدأ والفكر واحد وهو خدمة إيران التوسعية وإن اختلفت المسميات والشعارات. كيانات صغيرة وأشار إلى أن خطر حزب الله والحوثيون يعادل خطر "القاعدة" و"داعش"، لكن هؤلاء السنة يخدمون المخطط الإيراني، كما أن هؤلاء صفويون يخدمون نفس المنهج والتوجه، والخطر هنا أن العدو المستتر الذي يتكلم بلغتنا وألسنتنا ويعيش بيننا أخطر من الحوثي وحزب الله وغيره، مضيفاً أنه في النهاية الأجندة واحدة وأهداف التوسع واحدة والإستراتيجية واحدة، بين إيران الأم الخبيثة وأولادها غير الشرعيين من الحوثيين وحزب الله والقاعدة وداعش والنصرة، مبيناً أن الهدف الاستراتيجي البعيد لإيران ليس فقط زعزعة أمن واستقرار المنطقة، بل صنع كيانات صغيرة هشة تدين بالولاء المطلق لإيران، وكذلك السيطرة على اقتصاديات الدول العربية، وأن يعود النفوذ الفارسي السابق إلى الواجهة، وأن ينشر الفكر الإيران المذهبي الصفوي لكي يكون هو الفكر المسيطر، ذاكراً أنه من المفارقات فقد أوجدت إيران لنفسها مكاناً لتكون أهم معاول الهدم للشرق كله، ولتكون المعول في يد من يريد هدم الأمة الإسلامية، حيث وفرت للأسف المكان والدعم اللوجستي والدعم الفكري فقط للتخريب والسيطرة على مقدرات الدول الغنية في المنطقة، من خلال زعزعة كياناتها وأنظمتها بأيدٍ إيرانية آثمة وملطخة بالدماء، بالاتفاق مع كل تنظيم خبيث ومنحرف. احتضان ورعاية وتحدث "فهد التويجري" -المدير العام المساعد لفرع الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم- قائلاً: إن أي متابع للأوضاع منذ عقود يعلم علماً يقينياً أن إيران راعية وحاضنة لكثير من الجماعات المتطرفة، يدل على ذلك التاريخ ويتحدث الواقع، فلو رجعنا إلى الحرب في أفغانستان في عام 2002م نجد أن إيران تمثل محطة تزود لكل متطرف، والمشاهد اليوم أن إيران تحتضن كثير من العناصر الإرهابية، كما أنها تدعم قوى متطرفة مادياً وعسكرياً ولوجستياً كالحزب القائم في لبنان والحزب الحوثي المتطرف في اليمن والمنشقين عن الحكومة الشرعية في البحرين، وكذلك القابعين في أوروبا ممن يحملون الفكر المتطرف، حيث تغذيهم وتدعمهم بشكل غير عادي وغير علني في كثير من الحالات، مضيفاً أن إيران دولة لا تمثل الإسلام الصحيح وإنما تمثل الفكر المنحرف المتطرف، وهذا يذكرنا بمقالة أسلافنا عندما قالوا أن خطر الصفويين لا يقل عن خطر الصهاينة، بل قد نقول أنهم أشد خطراً؛ لأنهم كالسوس الذي ينخر في جسد الأمة، مبيناً أن العدو الظاهر في عداوته قد نتقيه، ونحن نشّبه الإسلام بشجرة متماسكة لا تضرها الأعاصير ولا هبوب الريح مهما كانت قوتها بقد ما يضرها السوس الذي ينخر في وسطها، مشيراً إلى أن إيران هي السوس الذي ينخر في جسد الأمة الإسلامية، والأعداء كلهم بمثابة الرياح، والرياح لن تضرنا بقدر ما يضرنا السوس. فتنة وتكفير وأوضح "التويجري" أن ما تقدم ذكره دلَّ على أن الأحزاب مهما اختلفت في أفكارها قد تجتمع ضد الحق المتمثل بالإسلام الصحيح -أهل السنة والجماعة- الذي نجده في هذه البلاد، مضيفاً أن من المشاهد اجتماع الصفويون مع القاعدة والجامع لهم هو الثورة والفتنة والتكفير، وكما قال السلف أهل الأهواء يجمعهم السيف من خلال الخروج على الحكام وتكفيرهم وتكفير المجتمعات، وهذا ليس غريباً، فالتاريخ يعيد نفسه، وما أشبه الليلة بالبارحة، فلقد تحزب الأحزاب ضد النبي صلى الله عليه وسلم، مع اختلاف أفكارهم وعقائدهم، فاليهود وقريش وغطفان ومرة وبنو أسد كانوا في خندق واحد ضد النبي عليه الصلاة والسلام، متسائلاً: كيف يصدق بعض الناس كل ناعق ينادي بالجهاد عبر قناة أو موقع أو تغريدة أو أي وسيلة أخرى عبر هذه الجهات والشخصيات المجهولة والمنظمات التي تستمد دعوتها على أصل غير صحيح ولا علم مؤصل؟، لافتاً إلى أنه يجب أن لا نلدغ من جحر مرتين، فكما لدغنا من الحزب القائم في لبنان ومغامراته والذي صدقناه في فترة من الزمن، فينبغي أن لا نلدغ من الحزب الحوثي القائم في اليمن وشعاراته الموجهة ضد أمريكا وإسرائيل. شعارات خدّاعة وأكد "التويجري" على أن هذا الدور الإيراني المتمثل في احتضان كل المنظمات والجماعات التكفيرية ودعمها بكل ما تستطيع من أدوات الدعم الهدف منه الاجتماع ضد الدولة السنية السلفية -المملكة، والذي تقف أمام أطماعهم وأفكارهم في المنطقة، مضيفاً أنه لن يقف أمام هذا المد الصفوي إلاّ القوة والحزم، وهذا ما دل عليه التاريخ من أن أهل الأهواء لا ينفع معهم الحوار والإقناع؛ لأنهم يتلونون ويظهرون ما لا يبطنون، وهذا ما تفعله إيران مع المملكة منذ عقود، مبيناً أنه حان وقت الحزم والحسم ولنا أسوة في السلف الصالح المتمثل في الصحابة الكرام سواءً كان موقف أمير المؤمنين "علي بن أبي طالب" من المتطرفين أو من بعده، وأحسن من ذلك ما رسمه النبي صلى الله عليه وسلم لنا في كيفية التعامل مع هؤلاء وأمثالهم عندما قال: "لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، وهذا كناية عن شدة القتل مع أننا لو درسنا حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام وألفاظه لوجدناه رحيماً لطيفاً رقيقاً إلاّ مع هؤلاء؛ لأنهم بمثابة المرض الخبيث لا ينفع به علاج ولا يجدي به دواء إلاّ لاستئصال، ذاكراً أن إيران حاضنة الإرهاب فهي تسقيه وتغذيه وتنشره وتدعمه، ولابد أن من التركيز على مواجهة مصدره وكشفه وتعريته أمام الناس وإزالة قناعها. وأشار إلى أن ما تنادي به من شعارات للدفاع عن قضايا المسلمين إنما هي شعارات خدّاعة، الهدف منها التمويه والتلبيس، فعلى الكتّاب وأهل العلم والرأي أن يظُهروا للناس عدونا الحقيقي كما قال الله لنبيه: "هم العدو فاحذرهم"، مع أن المدينة في زمنه فيها يهود وأهل ديانات أخرى، فحّذر من المنافق وجعل العداوة فيهم، موضحاً أن إيران تمثل اليوم المنافق الأكبر، فهي تظهر الغيرة على الإسلام وفي نفس الوقت تطعن في خاصرته. الجماعات الإرهابية وجدت من إيران الدعم والمؤازرة انتشار المنظمات المشبوهة في المنطقة يعكس دور إيران في دعم الإرهاب