«الشيلة»، موروث شعبي قديم، وهو إنشاد بلحن بسيط بلا نكهات موسيقية، وخلف صوت «المؤدي» مجموعة ال «ردِّيدة» أو المذهبية «المذهبجية»، بيد أنها «طغت» على «الأغاني، والألحان الموسيقية» في السعودية في الآونة الأخيرة، بعد «تمرغ الأخيرة في الوحل» بفضل «عاهات» الوسط الفني، الذين أرهقوا آذاننا بالموسيقى، والكلمات المبتذلة الساقطة. وسأدعوكم إلى سؤال الفنان الكبير صاحب أغنية «ويلو يا سواد ليلو … لو معي يلعب بذيلو»! لعله يبرر سبب انتشار «فن الشيلات» على حساب الغناء الموسيقي، وسأجد مخالفاً لما أعتقده، ليقول إن السبب الحقيقي هو غلبة الحكم الديني، ومخافة أن يقع الناس في الحرام، فكان اتجاه الناس إلى «فن الشيلات»، فأرد عليه، إن الغناء الذي يصاحبه «معازف» حكمه مُختلف عليه بين علماء الدين، ولم يأتِ نص صريح لا من القرآن أو من السُّنَّة ب «تحريمه»، فقط قياسٌ أخذ به بعضهم، وآخرون أقروا بإباحته شرط أن تكون كلمات الأغنية «مؤدبة»!. لا أحد ينكر أن «الشيلة» الآن هي سيدة الساحة الفنية، وكل مَنْ هبَّ ودبَّ، بات يطرح الألبومات في السوق، وثمة أصواتٌ شجية برزت، وحققت انتشاراً واسعاً، كذلك الكلمات المستخدمة في «الشيلة» بدأت تتدرج لتصبح فناً «غزلياً» أجمل بكثير من الكلمات التي تؤديها الفنانة اللبنانية القديرة إليسا! «فأغنية الشيلة» بدأت خلفياتها من صوت العصافير، والريح، لتنتقل إلى صوت هلامي لا يُفهم، إلى إيقاع صوتي يكاد لا يُسمع، إلى إيقاعات موسيقية مثل «الدف، والطبلة»!. بقي القول: إن انتشار «الشيلة»، وإقبال الناس عليها، سببه غروب شمس الأغنية الموسيقية الجميلة ذات الأفكار، والمعاني السامية..! ومرشح وبقوة «فنان الشيلة»، وإن كان ملتزماً دينياً، لإضفاء ألحان الآلات الموسيقية على صوته ليبدو أجمل.. هذا ما وصل إليه بعضهم!