لا تعرفه انه بعيد عن الإعلام، لكن إذا تحدثت عن تاريخ محمد عبده ليس هو بل غيره من الأصوات السابقة والحالية قامة فنية موسيقية نحترمها لعطائها وتاريخها، سامي إحسان الموسيقي الذي نعرفه يقود فرقة الإذاعة ونسمع ألحانة تتناثر بين أصوات الفنانين ونحبها، برز في الستينات الميلادية عندما كان في فرقة النجوم لكنه لم يقف عند ذلك بل ساهم في تثقيف نفسه موسيقياً في دمشق، ليعود مكتملاً محصنا بالموسيقى، (مالي ومال الناس)، هو سامي أحسان الذي ننظر له كواحد من صانعي اللحن ومكتشفي الأصوات، لا يحتاج إلى مقدمة تطول لأنه الأقدر على الوصول فإلى اللقاء. @ يقال انك انتقلت من مكة إلى جدة بحثا عن الموسيقى؟ - أنا من مواليد مكةالمكرمة عام 1362ه ودرست بها حتى الكفاءة المتوسطة وانتقلت من مكة إلى جدة بحكم وظيفة والدي، وكنت أهوى الموسيقى والفن واسمعه باستمرار، لكن انتقالي لم يكن إلا بسبب انتقال وظيفة والدي هناك ولم يكن لي أي سبب في هذا الانتقال، ولكنها اتت ان استفيد من هذه التجربة الفريدة. @ رحلتك مع الموسيقى والآلات كيف كانت بدايتك معها؟ - لميولي الشديدة للموسيقى التحقت بعدد من المعاهد الموسيقية في الوطن العربي الخاصة والتي استفدت منها الكثير وتدرجت في العزف على آلة الكمان وتعلمتها على يد أساتذة في القانون في سوريا حيث كنت موظف في السفارة السعودية هناك من عام 1962حتى عام 1964م كانت هذه الفترة كلها العمل في السفارة صباحا ومساءا في المعهد العربي للموسيقى في دمشق وإستفدت من هذه التجربة والعمل هناك. @ في الستينات عدت إلى السعودية وتسلمت قسم الموسيقى، كيف حدث ذلك؟ - بعد عودتي للمملكة عملت في وزارة الإعلام وكان هناك أستاذ كبير عالمي استفدت منه كثيراً وتعلمت عنده الكمان حتى عام 1384ه تسلمت القسم الموسيقي بالإذاعة بالإضافة إلى قيادة الفرقة الموسيقية بالإذاعة وفي ذلك الوقت قمت بتكوين قسم موسيقي في جمعية الثقافة والفنون في نفس الفترة وهو أول قسم موسيقي وعملت فصولاً دراسية وكان ذلك في الثمانينيات للآلات الموسيقية مثل الكمان والأوكورديون والأورج وآلة التشيلو ولم يكن هناك بالجمعية موسيقيون وإستعنت بالإذاعة وأحضرت موسيقيين معلمين وكلهم أساتذة كبار في الموسيقى متعاقدين وتخرج عدد كبير من هذة الفصول وبرزوا على الساحة الفنية منهم محمد المغيص وطلال باغر ومدني عبادي وغازي أهدل. @ بعد التقاعد من الوظيفة ماذا تفعل حاليا وأنت تهوى الفن والموسيقى؟ تقاعدت من العمل قبل سبع سنوات ولم أتقاعد من الفن والموسيقى حيث مازلت متواصلاً مع الفن من بيتي كما ترى وأقوم بتعليم الموسيقى، للاجيال الجديدة التي تحب الفن، ودعني اقول: ان الجيل القادم سيكون على افضل وجه إذا اتيحت له الفرصة فلدينا موسيقيون مبهرون يصنعون العجاب في آلاتهم. @ أنت موسيقي في فرقة النجوم سابقا، حدثني عن بداية تعاونك كيف كانت مع الفنانين؟ - بدأت مع الفنان محمد عبده الستينات والسبعينات في أغنية أنت محبوبي وأغاني مسلسل بحر الأماني أما بالنسبة لطلال مداح فكان في أغاني مسلسل الأصيل ومنها انطلقت إلى الشهرة وصناعة الالحان للجميع، وقدمت للساحة الفنية الفنان عبدالمجيد عبدالله وذلك قبل ثلاثين سنة في أغنية سيد أهلي ومجموعة أغاني أخرى لكبار كتاب الكلمة من أمثال الأمير خالد الفيصل والأمير محمد عبدالله الفيصل والأستاذ إبراهيم خفاجي والأمير بدر بن عبد المحسن حيث زارني عبدالمجيد في بيتي ووجدت أن لديه الموهبة ولم يكن معروفا قبل ذلك وقدمته في برنامجي. @ مسرح التلفزيون استمر لفترة وتوقف ماهي الأسباب؟ - مسرح التلفزيون من أجمل البرامج التي قدمتها عندما كنت أعمل بالتلفزيون وقدمته لمدة عشرين عاما وكنت أعده وأبرز عدداً من الفنانين منهم عبادي الجوهر ومحمد عمر وعلي عبدالكريم وغيرهم بعد ذلك تركت البرنامج واستلمه آخرون لم يستطيعوا أن يكملوا المشوار لأنهم لم يعطوا البرنامج كما كنت أعطيه بشكل جدي، وآخر العنقود كان الفنان عباس إبراهيم الذي قدمته للساحة الفنية وأصبح من الأصوات المميزة. @ تغنت أنغام بأغاني محمد عبده، كيف تفسر ذلك؟ قمت بإعادة أغاني محمد عبده بصوت الفنانة أنغام بعد موافقة الأستاذ محمد عبده، فصوتها جميل وأداؤها اجمل وأحببت ان اسمع تلك الالحان بصوتها. @ هل تتذكر اول الالحان التي قدمتها؟ كان أول لحن قدمتة للفنانة التونسيه زهيرة سالم وسجلنا لها هنا في الإذاعة بتكليف من الدكتور بدر كريم بكلمات من المرحوم سعيد الهندي، ولم آخذ مقابل ألحاني أجراً بل أقدمها هدية للفنانين ماعدا الأعمال التي فيها تجارة كأغاني الأفراح فقط، وهنا أقول أن أبرز محطاتي في المملكة وخارجها مع محمد عبده وطلال مداح ووردة وعفاف راضي وسميه قيصر التي قدمتها للساحة الفنية واعتزلت بسبب الزواج. @ لكنك كنت تتباهي بالعمل مع الأطفال؟ - نعم فلي محطات مع الأطفال أنا والأستاذ إبراهيم خفاجي حيث قدمنا البوم كامل أخذناها من التيمات التي تقال للأطفال مثلا عندما يبدأ بالمشي نقول كلمات أخذنا هذا الكلام وكتب عليه الأستاذ إبراهيم كلام جديد ولحنته وكان ذلك قبل حوالي عشرين سنة وقدمناها هدية للإذاعة والتلفزيون السعودي وقدموها في وقتها، وهذه الاعمال ترسخ في الاذهان ويفتخر بها من قدمها، فلا باس ان نتباهى بها. @ مع أنك من الملحنين الكبار الذين لهم بصمتهم على الساحة الغنائية إلا أنك لم تأخذ نصيبك من الأضواء الإعلامية، لماذا انت مبتعد؟ - بالعكس أنا موجود بقوة ولكن إعلاميا لا أذهب لهم إلا إذا دعيت، ولكن هناك جيلاً أتى بعدي يحب أن يرى صورته يوميا في الجريدة وأنا لا أحب الظهور إلا إذا فيه عمل يحتاج الظهور فأنا قبلت دعوتك الكريمة لأقول أن هناك صوتاً جديداً فانتظروه. وهناك صوت سأقدمه من مصر الشقيقة وهذا يحسب لي ولمشواري في أن أقدم صوت من بلد الفن مصر الذين تعلمنا منهم كثيرا، ولكن نحن كذلك لنا ثقافتنا واصالتنا الفنية التي يجب ان نتفاخر بها، فاصبح لنا موقعنا الفني على مستوى الوطن العربي بفضل ما نحمله من تراث واصاله والمام.