بحجم حضوره في فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، كان غيابه في «ليلة وفاء لرحلة عطاء» التي أقامها الفرع ل«فنان العرب» محمد عبده مساء أول من أمس. حضرت أغانيه العاطفية والوطنية، لكن «أبونورة» كان «غائباً». وقدمت الفرقة الموسيقية بعض أغانيه التي تناوب على أدائها كل من: سلمان جهام وحمد الرشيد وفهد بن محفوظ وطلال العمري ومحمد بن عبدالعزيز، إضافة إلى فواصل غنائية قدمت على بعض الآلات الموسيقية. فيما قال مشرف لجنة الموسيقى في فرع الجمعية سلمان جهام عن الفنان محمد عبده في كلمة ألقاها خلال الاحتفالية: «إنه فنان أصيل، غنى عن التعريف»، لافتاً إلى أنه يحمل لقب «فنان العرب» منذ ثمانينات القرن الميلادي الماضي. وذكر أنه «غنى مختلف الأطياف الموسيقية، فغنى اللون الحجازي من «مجس» و«مجرور»، كما أبدع في «السامري»، وترنّم في «فن الصوت». وأوضح عبدالمحسن الشبل الذي قدّم ورقة عن المُحتفَى به في الأمسية التي أدارها أحمد الملا، أن الفنان محمد عبده إضافة إلى أوبريتات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية «يعتبر من أكثر الفنانين غناءً للوطن، فتجاوزت وطنياته 200 أغانية بين القديم والجديد». ومن أغانية الوطنية: «الله أحد، وفوق هام السحب، ورسالة، ويالسعودي يالبطل، وأجل نحن الحجاز ونحن نجد، وأوقد النار، وحدثينا... وغيرها الكثير». وأضاف الشبل أنه «قبل انتهاء فترة السبعينات الميلادية، خاض الفنان محمد عبده تجربة الأغنية الطويلة مع «مهندس الكلمة» الأمير بدر بن عبدالمحسن، وذلك في أغنية «في أمان الله» و«الرسايل» التي قدّمها على مسارح القاهرة في صيف 1974. ثم قدّمها على مسرح التلفزيون بالرياض في عيد فطر 1394ه، وحققت هذه الأغنية نجاحاً منقطع النظير، ما شجع الفنان على تقديم أغنية «خطأ»، وهي أيضاً من كلمات البدر». ولفتت الورقة إلى أن هذا النجاح «أغرى كثيراً من الملحنين، مثل سامي إحسان الذي قدّم لمحمد عبده أغنيات عدة، مثل: «سهر» و«قلب تلوعه» والرائعة «أنت محبوبي» ثم «مالي ومال الناس» التي انتشرت بين الناس بطريقة غريبة»، مضيفاً «وجد محمد عبده نفسه في حاجة إلى القيام بالتلحين لنفسه على رغم ألحان طارق عبدالحكيم وعمر كدرس التي صقلت موهبته، لكنه خاض التجربة، وكانت أغنية «خلاص ضاعت أمانينا.. مدام الحلو ناسينا» قدمها محمد عبده على العود والإيقاع من دون أي توزيع موسيقي». وكان نجاح هذا اللحن «حافزاً له في خوض التلحين الذاتي أكثر وأكثر، فلحّن كلمات الشاعر «الغريب»، وهي أغنية «الرمش الطويل» في 1967، يومها سُجلت الأغنية على أسطوانة، وتم بيع 30 ألف نسخة، ما يدل على نجاح محمد عبده وانتشاره فنياً في جميع أرجاء السعودية في مختلف مناطقها ودول الخليج العربي المجاورة». وذكر أن صدى هذه الأغنية «وصل إلى لبنان، حتى إن مسارح بيروت والمناطق السياحية فيها أصبحت تقدم هذه الأغنية بمختلف الأصوات في صيف عامي 1968 و1969، لذلك جاء نجاح محمد عبده الأول بألحانه، بعد «الرمش الطويل» جاءت رائعة طارق عبدالحكيم «لنا الله» من كلمات الشاعر إبراهيم خفاجي 1967». وأشارت ورقة الشبل إلى أنه بعد الإرسال التلفزيوني في 1965، «أصبح مسرح التلفزيون هو المكان اللائق لتقديم الجديد بعد مسرح الإذاعة، وتعاون محمد عبده مع الأمير عبدالله الفيصل في رائعتهما «هلا يا بوشعر ثاير» من ألحان محمد عبده، وما كادت تبدأ فترة السبعينات إلا والفنان ينهي بكل نجاح المرحلة الأولى في تاريخ الأغنية السعودية الحديثة المرتبطة به لقيامه بتطوير الفن السعودي».