على رغم انطلاقتها عام 2003، لم يعرف الجمهور فرقة «كايروكي» التي تعتبر من أوئل فرق الروك المصرية التي تؤدي أغنياتها باللهجة المصرية، إلا في «ثورة يناير» من خلال أغنيتي «صوت الحرية» و «مطلوب زعيم». «السكة شمال» آخر الألبومات التي أنتجتها «كايروكي»، مقتبسة العنوان من «واقع المصريين المر» كما يقول مغني الفرقة أمير عيد، ومن الحالة التي يعيشها المواطن المصري في بلاده والأسلوب ال «شمال» الذي يضطر لسلوكه حتى يحقق مصالحه التي لا تتحقق بالأساليب الطبيعية. وعلى رغم أن بعض الأغنيات كانت تغازل بعض الثوار داخل السجون وخارجها، أكد عيد أن هدف الألبوم ليس سياسياً. وعبّر عن سعادته للصدى الإيجابي الذي تلقاه بعد انتشار الألبوم، موضحاً أن نجاحه «انتصار لجيل الشباب». تضم الفرقة 5 فنانين هم أمير عيد، آدم الألفي، شريف هواري، تامر هاشم، وشريف مصطفى. يؤدي كل دوره من الغناء والتأليف الموسيقي والكلمات إلى العزف على الغيتار والطبلة. واستطاعت أن تحجز مكاناً لها لدى جمهور عريض من الشباب يرى في أعمالها صوتاً معبراً عن أحلامه وأفكاره. الانطلاقة الحقيقية للفرقة واكبت «ثورة يناير» بالأغنية الشهيرة «صوت الحرية» التي صوّرت في ميدان التحرير واحتوت على لقطات من الأيام الأولى لبدء الثورة. وسرعان ما تناقلها الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل يوم واحد من تنحي مبارك، وارتبطت بذكرى احتفالات الثورة. آدم الألفي من مؤسسي الفرقة والناطق الإعلامي باسمها تحدث إلى «الحياة» عن بداية الفرقة لمناسبة صدور «السكّة شمال». وقال: «كنا أصدقاء نسكن جميعاً في منطقة المعادي في القاهرة، وفكرنا في إنشاء فرقة تعبر عن صوت الشباب وتحاول أن تقدم لوناً جديداً يعبر عن هذه الفئة. وبالفعل تعلمنا الموسيقى والغناء معاً منذ 2003». وأضاف: «ربما تعرّف الجمهور إلينا من خلال عملنا في الإعلانات، لكن الانطلاقة الحقيقية لنا كانت مع أغنية «صوت الحرية» التي حققت لنا شهرة واسعة في كل ميادين مصر، بل وخارجها أيضاً». وقال: «أردنا أن نقدم لوناً جديداً يعبر عن الشباب وحقوقه في الحرية والكرامة، والمساواة، والعدالة الاجتماعية. وهو ما بدأنا به ونستمر عليه، فالناس ملّت من أغاني الحب والفراق والخيانة»، موضحاً أن الفرقة لا تُصنّف فرقة سياسية، بل هي «غنائية تناقش الأوضاع الاجتماعية في مصر». ويؤكد أمير عيد استمرار نهج «كايروكي» الفني في أسلوبها وطابعها الغنائي، مهما تغيرت الأحداث حولها. وأشار إلى أن «الفرقة لم يكن هدفها العمل على جني الأرباح والمنافسة من أجل الشهرة والمال، كان لكل منا عمله الخاص به لكسب رزقه. أما الموسيقى والغناء فكانت الرسالة التي نعمل من أجلها». ولفت عيد إلى أن «كاريوكي» رفضت كثير من عروض شركات الإنتاج الموسيقية في مصر، لإنتاج أعمالها، تخوفاً من تدخلها في الكلمات والأسلوب من أجل جني الأرباح. واستبعد عيد سعي الفرقة لاستقطاب جماهير مختلفة إلى جانب جمهور الفرقة من الشباب، كالكبار مثلاً، قائلاً: «المعادلة أبسط من أن نسعى إلى جمهور معين، المسألة أننا نغني ما نشعر به». ونفى تعرض الفرقة للتضييق ومحاولة إلغاء حفلاتها لأسباب سياسية أو منعها من الغناء، منذ نشأتها، «باستثناء بعض التهديدات التي وقعت في عهد نظام الرئيس حسني مبارك». وأبدى تخوفه على حرية الفن في مصر في المستقبل، «فالفِرق التي تنتقد الأوضاع بشكل سلمي، تخاف عادة من الأنظمة الجديدة». ورأى أن مستقبل الغناء سيكون بيد الشباب، بعد التغييرات التي طاولت مصر إبان «ثورة يناير»، وهو ما لم ينتبه إليه بعد القائمون على صناعة الموسيقى.