بعد إصدار روايته الأخيرة «عازف الجيتار العجوز» عن دار الانتشار اللبناني 2014، بدأت تشير كثير من الأصابع إلى الروائي السعودي مظاهر اللاجامي، استهجاناً للا أخلاقية بطل الرواية، إضافة إلى التفاصيل الجسدية الموزّعة على عدة صفحات. هنا علينا الوقوف أولاً لمحاكمة رؤية القارئ الأدبية قبل توجيه النقد إلى العمل الأدبي بطرح سؤال مهم جداً: على ماذا تستند محاكمة القارئ العملَ الأدبي؟ هل هي الخلفية الأيديولوجية؟ أم الغور في عناصر النص، وتفكيك بنيتها لغوياً: بنيوياً، وتقنيّاً، وفكرياً؟ ربّما عليَّ القول- بدءاً – إن العمل الأدبي لا يحاكم محاكمة أخلاقية / أيديولوجية، فالعنصر الأدبي هو فنّي أولاً قبل كل شيء، والفن غير معقود بالأيديولوجيات والعقائد، بل هو مطلق في فضاء الورق والفكر والكلمات. ما يستهجنه بعضهم على الرواية يحسب لها لا عليها. فالروائي دخل في طور اللا متحدث عنه، المكبوت، الكلام الداخلي بين الإنسان ونفسه، الضائع في الذات والمخفي عنها، اقتحم دوامة سيكولوجية، وأبرزها بشكل علني في الرواية. فالعنف المكبوت، أو العنف البارد، هو الوجه الغاضب، أو «اللا أخلاقي» – رغم أن هذا الموضوع شائك نسبياً – البارز عند بطل الرواية. كما أن الهواجس المتكلم بها، والذكريات والتخيلات المعلّقة ذاتياً، المسرودة، في التفاصيل الجسدية، وصفٌ للحالات المتعددة، المسكوت عنها أثناء الممارسة. السؤال الآخر: هل مشكلة القارئ – المستهجن – مع النص أم مع الفعل الذي يتضمنه النص؟