واصلت المقاومة الشعبية في اليمن القتال ضد المتمردين الحوثيين على أكثر من جبهة أبرزها في عدن، فيما أقال الرئيس عبدربه منصور هادي 3 من قيادات الجيش والأمن الموالية للحوثيين وأحالهم إلى المحاكمة العسكرية. واندلعت «حرب شوارع» أمس في منطقة المعلا «وسط عدن» بعد أن دخل الحوثيون المنطقة فجراً معزَّزين بالمدرعات والآليات الثقيلة. ولدى دخولهم المعلا؛ احتل المتمردون مقر الإدارة المحلية ومكتب المحافظ بالتزامن مع قصفهم مناطق سكنية وإضرامهم النيران في عددٍ من المباني، بحسب مصادر ذكرت أن السكان وجَّهوا نداءات استغاثة مطالبين بوقف القصف المدفعي من قِبَل المتمردين. وأفاد مقاتل من اللجان الشعبية، يدعى هادي باشايع، بأن الحوثيين نشروا قناصة فوق أسطح مباني الإدارة المحلية، واستهدف هؤلاء المارة ومسلحي اللجان الشعبية. وردَّت المقاومة على احتلال مقر الإدارة المحلية بالتصدي لمسلحي الحوثي في شوارع المعلا، وتركزت المعارك في محيط ميناء عدن «رضيف البضائع» وحي القلوعة. وتحدث شهود عيان عن سقوط 4 أو 5 مدنيين قتلى جراء القصف العشوائي من دبابات الحوثيين علاوةً على 14 جريحاً. و»هناك أطفال بين الجرحى» بحسب مصدر طبي رفيع في «صحة عدن»، فيما أشار مصدر إلى نصب مقاتلي المقاومة كمائن في المدينة للمتمردين ما أسفر عن تدمير عدة عربات عسكرية وتفجير 3 دبابات على الأقل. وطال قصف الحوثيين بالهاون «تلفزيون عدن» الحكومي الموالي للشرعية الذي توقَّف إرساله عصر أمس إثر استهدافه قبل أن يعاود البث. وذكر مسؤول في القناة أن مبنى التلفزيون أصيب بأضرار «لكن ليس هناك إصابات». في غضون ذلك؛ أسفرت اشتباكات عنيفة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين «جنوب» عن سقوط عددٍ من القتلى في صفوف المتمردين يُقدَّر، وفق مصادر، ب 10 على الأقل. وذكرت المصادر أن المقاومة سيطرت على 3 مواقع عسكرية في لودر كانت تحت سيطرة الانقلابيين، في وقتٍ أورد موقع «عدن الغد» الإخباري أن القوات الموالية للحوثي وصالح تلقت ضربات عنيفة للغاية داخل مقر اللواء 115 في المدينة. ونقل الموقع عن مصادر محلية قولها إن مئات من مسلحي المقاومة «قبائل ولجان شعبية» شنوا فجر أمس «هجوماً واسعاً» على مواقع المتمردين. وبعد أسبوعٍ من سيطرة الانقلابيين على لودر؛ أعلن محافظ أبين، الخضر السعيدي، أمس «استعادة المقاومة الشعبية السيطرة التامة على المدينة وإجبار مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، المساندة لها على الانسحاب منها». وحدد السعيدي عدد القتلى في الاشتباكات بين الطرفين ب 7 من المقاومة و30 من الطرف الآخر «حوثيون وجنود موالون لصالح». وأوضح، في تصريحاتٍ صحفية أمس، أن «المقاومين للحوثيين شنوا هجمات مركَّزة على معسكر اللواء المرابط في المدينة ومواقع في الأطراف والوسط»، مشيراً إلى «استمرار الاشتباكات حتى ال 12 من ظهر أمس». وعلى مقربة من لودر، تعرضت تجمعات الحوثيين العسكرية في «عقبة ثرة» القريبة منها إلى ضربات جوية نفذها تحالف «عاصفة الحزم». و»باستعادة لودر وعقبة ثرة، تكون اللجان الشعبية قطعت طريق إمداد بين أبين وعدن كان المتمردون يستخدمونه لنقل أسلحة»، بحسب المحافظ السعيدي. وفي شبوة «جنوب شرق»؛ أفيد بسقوط أكثر من 10 قتلى في صفوف الحوثيين بعد اشتباكات مع القبائل في مديرية بيحان. وعلى الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء «وسط»؛ وقعت اشتباكات مسلحة فجر أمس بين الحوثيين ومقاتلين قبليين على مشارف مديرية ماهلية ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين. ووفقاً لمصادر؛ اندلعت الاشتباكات حينما حاول مسلحون حوثيون المرور بالقوة من نقطة استطلاعية نصبها قبليون على مشارف ماهلية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات. وقالت المصادر ذاتها إن المسلحين القبليين نصبوا نقطة الاستطلاع لمنع المتمردين من التسلل إلى محافظة مأرب، فيما ذكرت مصادر محسوبة على الحوثي لمواقع إخبارية يمنية أن مسلحي الجماعة مروا بالخطأ من المنطقة وأنهم كانوا في طريقهم إلى منطقة بيحان في شبوة لكنهم أخطأوا الطريق. وأشارت المصادر إلى مفاوضات تجري لتسليم الجرحى وجثث القتلى، في وقتٍ أورد موقع «المشهد اليمني» الإخباري أن عدد قتلى الحوثيين في ماهلية بلغ 6 فيما أصيب 7 آخرون من زملائهم. وفي تطورٍ لاحق أمس؛ أفاد سكان في المكلا، عاصمة محافظة حضرموت الواقعة «جنوب شرق»، بأن رجال قبائل مسلحين انتشروا في شوارع المدينة وطردوا مسلحي القاعدة «من أجزاء كثيرة منها» بعد 3 أيام من سيطرة التنظيم المتشدد عليها. وذكر السكان أن مقاتلي القبائل تعهدوا بإعادة الأمن إلى المكلا وأن مقاتلي القاعدة انسحبوا تماماً من المدينة، لكنَّ شهوداً أفادوا بأن المتشددين ظلّوا موجودين في بعض الأحياء. بدورها؛ دعت جماعة في المدينة تدعى «اللجنة الشعبية للأمن والدفاع» الأهالي والموظفين إلى الدفاع عن المستشفيات والمباني العامة لمنع تكرار نهبها. وقبل سيطرتهم على المكلا؛ خاض مقاتلو حلف قبائل حضرموت فجر أمس معارك ضد قوات مسلحة خارج المدينة ما أسفر عن مقتل 2 من الجنود ومقاتل من القبائل. وفي مكان آخر في حضرموت؛ أفاد أهالي بلدة القطن بوقوع انفجارات وإطلاق نار حينما تعرضت قاعدة عسكرية تضم قوات متحالفة مع الحوثيين من قِبَل من يُشتَبه في أنهم مقاتلون من القاعدة. من جهته، أصدر الرئيس الشرعي لليمن، عبدربه منصور هادي، أمس 3 قرارات بإقالة رئيس أركان القوات اليمنية المسلحة حسين خيران، ونائبه زكريا الشامي، وقائد قوات الأمن الخاصة اللواء عبدالرزاق المروني. ونصَّت القرارات، التي أوردتها مواقع إخبارية يمنية، على إحالة المقالين إلى المحاكمة العسكرية، في إشارةٍ إلى موقفٍ صارم من الرئاسة تجاه القادة العسكريين والأمنيين الرافضين لمساندة الشرعية الدستورية.