احتدم الخلاف داخل الأوساط السياسية في مصر حول مقترح تسمية رئيس توافقي للبلاد، خاصة مع طرح اسم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى كرئيس توافقي. وزاد من هذا الاحتدام إعلان جماعة الإخوان المسلمين أنها تريد رئيساً غير محسوب على التيار الإسلامى، وهو ما دفع الكثيرين إلى الربط بين إعلانها والأنباء المتزايدة عن الدفع بنبيل العربي في الاستحقاق المقبل. فيما قالت حركات ثورية إنها ترفض فكرة المرشح التوافقي، واعتبر عددٌ من مرشحي الرئاسة أنها تآمر على مصر ووصاية على الشعب الذى له حق الاختيار. وحذر المرشح الرئاسي المحتمل «عبدالمنعم أبو الفتوح» من مؤامرة على الانتخابات الرئاسية، وانتقد المساعي التي تقوم بها بعض القوى السياسية والأحزاب لطرح ما يسمى ب «الرئيس التوافقي». وقال إن الرئيس التوافقي هو الرئيس الذي ينتخبه الشعب وليس من يتم الدفع به من قِبَل مؤسسات ينبغي أن تظل بعيدة عن الصراعات الحزبية، مؤكدا ضرورة اليقظة مع قدوم الانتخابات الرئاسية لأن هناك محاولات للالتفاف على نزاهتها، وفق رؤيته. وطالب أبو الفتوح، في تصريحات خاصة ل «الشرق»، المواطنين بالخروج إلى اللجان الانتخابية فى الانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس بعد ثورة 25 يناير، وتمنى ارتفاع نسبة التصويت إلى 90 % من الناخبين للحفاظ على العملية الانتخابية وعدم السماح بالعبث بها تحت أى مسمى. من جانبه، حذر المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل من فكرة «الرئيس التوافقي»، واصفاً، في تصريحات ل «الشرق»، الفكرة بالخطر الكبير على البلاد لأنها، حسب اعتقاده، ستؤدي إلى ضياع مكتسبات الثورة، وقال: «الرئيس التوافقى إذا عمل على إرضاء الخارج فسيكون ذلك على حساب مصر ومصالحها وثورتها». وتابع أبو اسماعيل: «التوافق يتم بين قوى سياسية متكافئة وبدون إكراه أو تدخل من سلطة ضاغطة داخليا وخارجيا، أما غير ذلك فسيصبح هذا الرئيس الذي يتحدثون عنه رئيسا تآمريا كارثيا وليس توافقيا أصلا، لأنه لو أرضى الخارج فسيكون ذلك على حساب الداخل وستكون إمكانياتنا أضعف ما يكون رغم امتلاكنا مقومات كبيرة».فيما أكد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وآخر رئيس وزراء في عهد النظام السابق أحمد شفيق أن رئيس مصر المقبل يجب ألا يختاره مجموعة من المجتمعين فى غرفة مغلقة، لافتا إلى ضرورة أن يختار الشعب رئيسه بنفسه فى انتخابات تنافسية حرة وشفافة وتخضع لكل الضمانات الدستورية.وأوضح شفيق أنه تابع باستخفاف التسريبات المتداولة حول سعي قوى سياسية للتوافق على اسم مرشح لانتخابات الرئاسة، واعتبرها محاولة من بعض الأطراف غير السياسية لتسويق أسماء وضرب منطق الانتخابات وأساس الديمقراطية، ووصف تلك التصريحات بأنها تمثل عملا مخجلا وعارا لا يقوى أحد أن ينسبه لنفسه. واعتبر شفيق مصطلح الرئيس التوافقى «مهانة» تجعل من الانتخابات الرئاسية عملا أقرب إلى الاستفتاء غير التنافسى. من جهته، قال المرشح المحتمل لرئاسة مصر الدكتور محمد سليم العوا إن صندوق الاقتراع هو الفيصل في اختيار رئيس الجمهورية القادم مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، موضحا أن دعم الإخوان المسلمين لمرشح بعينه لرئاسة الجمهورية لا يمثل كلمة الفصل وإن كان يتيح لهذا المرشح فرصا أكبر.