تواصَل تورُّط الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع في الدم اليمني؛ إذ اتهمهم سكان محليون في محافظة عدن (جنوب) بارتكاب مجازر بحق المدنيين في مناطق خور مكسر وكريتر والعريش في المدينة، في الوقت نفسه ذكر مصدر أن الحوثيين قتلوا 40 جندياً في محافظة الضالع (جنوب) بعد أن تركوا مواقعهم في اللواء 33 المدرَّع. واتهم سكان محليون وشهود عيان في عدن مليشيات الحوثي المسلحة والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين في مناطق خور مكسر والعريش وكريتر وحي السعادة. وأكد السكان لصحفيين ومندوبي وسائل إعلام أن عشرات المدنيين سقطوا ما بين قتيل وجريح بعد أن قصف الحوثيون منازلهم يومي أمس الأول «الأربعاء» وأمس «الخميس»، وأشاروا إلى شيوخ وأطفال ونساء بين القتلى والمصابين، فيما تحدث مصدر طبي عن امتلاء مشافي المدينة بالجرحى في ظل نقص الخدمات الطبية. في السياق ذاته؛ ذكرت مصادر عسكرية وطبية أن معارك دامية في محيط «قصر المعاشيق» الرئاسي في منطقة كريتر بعدن خلَّفت ما لا يقل عن 44 شخصاً، بينهم 18 مدنياً. و»قُتِلَ 20 متمرداً حوثياً في المعارك» بحسب مصدر عسكري، فيما أكد مصدر طبي مقتل 18 مدنياً و6 من عناصر اللجان الشعبية التي توالِي الرئيس عبدربه منصور هادي. وتعرَّض «قصر المعاشيق» لغارتين شنهما المتمردون الشهر الماضي بينما كان الرئيس هادي يسكنه قبل أن ينتقل إلى السعودية في ال 26 من الشهر نفسه مع بدء «عاصفة الحزم». وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت أمس في محيط القصر حينما حاول المتمردون التقدم نحوه والاستيلاء عليه. وواجه المتمردون مقاومة شديدة من «اللجان الشعبية» لمنعهم من اجتياح القصر، وقال أحد عناصر اللجان عصر أمس إن «المقاتلين استخدموا مدافع الدبابات» في الاشتباكات. ويقع المجمع الرئاسي على تلَّة بركانية مرتفعة قرب شاطئ البحر ولا يمكن الوصول إليه سوى عبر طريق كثيرة التعرجات. إلى ذلك؛ أورد موقع «المشهد اليمني» أمس أن المتمردين الحوثيين في عدن اجتاحوا قلعة صيرة التاريخية، فيما لفتت مصادر إلى تمكُّن المقاومة الشعبية من إخراج الحوثيين من بعض مواقع في منطقة خور مكسر التي كانوا اقتحموها مساء الأربعاء بالدبابات. وفي الضالع «جنوب»؛ دعا قائد اللواء 33 المدرع المنتشر في المحافظة، العميد عبدالله ضبعان، جنوده إلى إلقاء السلاح بسبب كثافة العمليات الجوية، بحسب مصدر عسكري. وأوضح المصدر أن «الجنود تركوا أماكنهم لكن الحوثيين طاردوهم وقتلوا 40 منهم بعد أن رفضوا تسليم أسلحتهم الشخصية». وأكد مصدر عسكري آخر أن «الجنود القتلى هم من تعز وإب والحديدة» المحافظات الواقعة في وسط البلاد التي «يعارض سكانها الحوثيين». من جهته؛ دعا وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، السكان إلى «تقديم الدعم للجان الشعبية لوقف تقدم الحوثيين». وقال ياسين، في تصريحات تليفزيونية أمس، إن «الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي أضعفت الحوثيين والقوات التابعة لصالح التي لم تستطع السيطرة على عدن».