قال مسؤول أمني يمني رفيع: إن المتمردين الحوثيين الشيعة وحلفاءهم سيطروا بعد ظهر الخميس على القصر الرئاسي في عدن، حيث استقر الرئيس عبد ربه منصور هادي، إثر فراره من صنعاء في فبراير، مؤكدا أن "عشرات من عناصر ميلشيا الحوثيين وصلوا على متن مصفحات وناقلات جند إلى قصر المعاشيق". ودارت معارك عنيفة بين مسلحي جماعة الحوثي والقوات الداعمة لها من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وبين اللجان الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي في قلب مدينة عدن جنوبي البلاد، بينما تسبب قصف الحوثيين للمناطق السكنية بمزيد من الخسائر بين السكان، فيما قال شهود ومسؤولون في ميناء عدن اليمني: إنه تم إنزال عشرات الجنود في الميناء بعد ساعات من تقدم المقاتلين الحوثيين صوب وسط المدينة الجنوبية، أمس، وأشارت أنباء إلى تقدم الحوثيين بشكل كبير نحو كريتر التي تبعد بحوالي خمسة كيلومترات عن القصر الرئاسي الذي كان يقيم فيه الرئيس هادي، والذي يبدو أنه هدف الحوثيين، بعد أن سيطروا بالكامل على حي خور مكسر الذي يضم جامعة عدن والمستشفى الحكومي الرئيسي ومقار البعثات الدبلوماسية والمطار، وأفاد سكان محليون بأن منطقة خور مكسر على خط ساحل أبين باتت تحت سيطرة الحوثيين. وكان سكان بمدينة عدن اليمنية قالوا: إن المقاتلين الحوثيين انسحبوا من مواقع في وسط المدينة الجنوبية الساحلية بعد ضربات جوية نفذها التحالف فجر أمس الخميس، وأضافوا: إن وحدة من الحوثيين ومقاتلين متحالفين معهم انسحبت بعدما كانت قد تقدمت في دبابات وعربات مصفحة بمنطقة خور مكسر بالمدينة قبل 24ساعة، لكنها لا تزال موجودة في أجزاء من المنطقة. وقال سكان: إن المقاتلين الحوثيين وحلفاءهم اشتبكوا مع مسلحين في منطقة كريتر آخر معقل كبير للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بمدينة عدن اليمنية، أمس الخميس. وتواصل القتال بين الطرفين في مديريات أخرى بالمنطقة، وقال سكان بمدينة عدن: إن عدداً من مقاتلي جماعة الحوثي انسحبوا من مواقع في وسط المدينة بعد ضربات جوية. وأكد شهود عيان لوكالة الأناضول، أن لجان المقاومة الشعبية التابعة لهادي، تمكنت من تكبيد مسلحي جماعة الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح بعد معارك ضارية في عدد من مديريات المحافظة. وأضاف سكان بعدن: إن وحدة من الحوثيين ومقاتلين متحالفين معهم انسحبت بعد ما كانت قد تقدمت في منطقة خور مكسر بالمدينة قبل 24 ساعة، لكنها لا تزال موجودة في أجزاء من المنطقة، بينما وصلت تعزيزات عسكرية للحوثيين إلى بلدة "المخا" في طريقها إلى عدن. وتواصلت الاشتباكات بين الطرفين في عدة أماكن بعدن وخاصة في عدة أحياء في مديريات "دار سعد" و"المنصورة" و"خور مكسر" (شمالي عدن). واستخدم الطرفان الأسلحة الرشاشة وقذائف آر بي جي. وتمكن أفراد المقاومة الشعبية الموالية لهادي من تدمير ثلاث دبابات تابعة لجماعة الحوثي، كما قتلوا عشرة من مسلحي الجماعة وقوات موالية للرئيس المخلوع صالح في معارك كر وفر بعدد من مديريات محافظة عدن. وأكدت مصادر محلية في عدن أن القوات الموالية لصالح وجماعة الحوثي استهدفت منازل للمدنيين في مناطق عدة من عدن، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة قذائف أطلقها الحوثيون. وفي مدينة المكلا الساحلية المطلة على بحر العرب والواقعة على بعد 500 كيلو متر إلى الشرق من عدن، قالت مصادر في الشرطة والإدارة المحلية: إن مقاتلين يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة اقتحموا السجن المركزي وحرروا 300 سجين، بعضهم من القاعدة. وأضافت المصادر: إن أحد السجناء المحررين يدعى خالد باطرفي الذي وصفوه بأنه شخصية بارزة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال سكان: إن جنودا موالين لهادي اشتبكوا، أمس الخميس، مع مقاتلين يشتبه بأنهم من القاعدة. من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله: إن مشكلة اليمن الرئيسية ليست المقاتلين الحوثيين الذين سيطروا على معظم البلاد، ولكن حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ إن قواته أفضل تدريباً وتسليحاً. وأضاف لرويترز: إنه لا يمكن أن يكون هناك دور في المستقبل لصالح أو عائلته في اليمن، في حين أن الحوثيين يمكن أن يلعبوا دورا فقط إذا ألقوا سلاحهم. وأضاف: إن مشكلة اليمن الرئيسية ليست المقاتلين الحوثيين الذين سيطروا على معظم البلاد، ولكن حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ إن قواته أفضل تدريباً وتسليحاً. وأكد وزير الخارجية اليمني: إنه لا يمكن أن يكون هناك دور في المستقبل لصالح أو عائلته في اليمن، في حين أن الحوثيين يمكن أن يلعبوا دورا فقط إذا ألقوا سلاحهم. واعترف محمد البخيتي عضو المكتب السياسي الحوثي بأن القتال في عدن وبعض المدن الأخرى ليس نتيجة لتقدم الحوثيين، وإنما بسبب قوات محلية موالية لصالح بينها الحرس الجمهوري تقصف القوات والمناطق السكنية الموالية للحكومة. وقال عبدالله: "بالنسبة للرئيس صالح وعائلته يجب ألا يكون لهم دور. هذه الآن هي النهاية بالنسبة لهم بعد ما فعلوه بشعبنا وبلادنا." وأضاف: إن الحوثيين الشيعة المتحالفين مع إيران يمكنهم المشاركة في أي حوار بمجرد أن يعودوا إلى معقلهم الشمالي حول صعدة ويسلموا أسلحتهم ويتحولوا إلى حزب سياسي محض.