حاول الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التقدم في وسط عدن أمس، في حين اغتنمت «القاعدة» الفرصة لاقتحام أحد السجون لتحرير أبرز قادتها في حضرموت المجاورة. وبات الحوثيون، المزودون دبابات هجومية ومدافع ثقيلة، على مسافة كيلومتر من القصر الرئاسي في حي كريتر ظهر أمس، لكن تقدمهم يواجه مقاومة من «اللجان الشعبية» الرديفة للجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي الموجود في السعودية، على ما أفاد شهود. ودارت المواجهات بين الطرفين غداة سيطرة المتمردين على خور مكسر، أحد الأحياء الرئيسية في المدينةالجنوبية. وقالت المصادر التي لم تعط أي حصيلة، إن ثلاث آليات تابعة للحوثيين تمكنت الأربعاء من الوصول الى مشارف القصر الرئاسي لفترة قصيرة، لكن «اللجان الشعبية» صدتها، كما شن طيران التحالف غارتين على خور مكسر مساء. وأضاف سكان أن مئات من «اللجان الشعبية» وصلوا من محافظة أبين الى عدن بقيادة عبد اللطيف السيد. وقتل 19 شخصاً بينهم ثمانية من الحوثيين خلال اقتحامهم الخور، وأكد شهود أن «الحوثيين تمكنوا من السيطرة على معظم الشوارع الرئيسية، مستخدمين الدبابات وقذائف صاروخية وأسلحة رشاشة». ونظراً إلى اشتداد المعارك، دعا وزير الخارجية رياض ياسين من السعودية السكان الى «تقديم الدعم للجان الشعبية لوقف تقدم الحوثيين». وأكد أن «المتمردين لم يستطيعوا السيطرة على عدن». الى ذلك، أعلن مسؤول أمني أن مسلحين من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» اقتحموا فجر أمس السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن حضرموت، وحرروا حوالى 300 سجين بينهم أحد قادة التنظيم البارزين. وقال المصدر إن «أحد أبرز قادة القاعدة خالد باطرفي الموقوف منذ أكثر من أربعة أعوام، هو من بين نحو 300 سجين تمكنوا من الفرار اثر اقتحام السجن». وأضاف أن اشتباكات دارت في السجن أسفرت عن قتل حارسين وخمسة من السجناء. يذكر أن باطرفي من أبرز قادة «القاعدة» في أبين التي سيطر عليها التنظيم لمدة عام بين 2011 و2012. وبالإضافة إلى السجن، هاجم مسلحو التنظيم الميناء والقصر الرئاسي ومقار الإدارة المحلية والأمن والاستخبارات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية. وتابعت أن مسلحي «القاعدة» سيطروا من دون مقاومة على مقر إذاعة محلية، ما أدى الى توقف البث. وتحظى «القاعدة» بوجود قوي في جنوب اليمن وشرقه، خصوصاً في محافظة حضرموت. من جهة أخرى، قال مصدر عسكري إن قائد اللواء 33 المدرع المنتشر في محافظة الضالع العميد عبد الله ضبعان، دعا جنوده إلى إلقاء السلاح بسبب كثافة الغارات الجوية. واللواء موال للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأضاف أن «الجنود تركوا أماكنهم لكن الحوثيين طاردوهم وقتلوا أربعين منهم بعد أن رفضوا تسليم أسلحتهم الشخصية». وأكد مصدر عسكري آخر أن «الجنود القتلى هم من تعز وإب والحديدة» الواقعة في وسط البلاد والتي «يعارض سكانُها الحوثيين». على الصعيد الديبلوماسي تجري دول الخليج مفاوضات صعبة مع روسيا حول مشروع قرار في الأممالمتحدة يفرض عقوبات وحظراً على بيع الأسلحة الى اليمن، على ما أفاد ديبلوماسيون. ويدعو مشروع القرار إلى إعادة إطلاق الحوار السياسي الذي انهار بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء. وتجري دول مجلس التعاون الخليجي الست مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى الأردن حول مشروع القرار. ولا تسعى الدول الخليجية الى استصدار قرار يدعم العمل العسكري الذي تقوده السعودية التي تؤكد أنه شرعي نظراً لأنه جرى بناء على طلب الرئيس هادي. لكن ديبلوماسياً في مجلس الأمن، طلب عدم كشف اسمه، أكد أن «دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج الآن إلى بذل جهود كبيرة جداً لإقناع الروس». قالت مصادر عسكرية وطبية إن ما لا يقل عن 44 شخصاً بينهم 18 مدنياً قتلوا الخميس في عدن حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المتمردين الشيعة والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى. وقال مصدر عسكري إن «عشرين متمرداً حوثياً قتلوا في المعارك»، في حين أكد مصدر طبي «مقتل 18 مدنياً وستة من عناصر اللجان الشعبية» الرديفة للجيش الموالي للرئيس هادي.