تنظيم داعش يواصل ارتكاب الجرائم ليس بحق البشر وحسب بل وبحق الحجر أيضاً، وإذا كان إعلام هذا التنظيم يتهم الآخرين بالكفر والارتداد لتبرير جرائمه ضد البشر، فكيف يمكن لهذا التنظيم المشبوه أن يفسر تدميره الآثار في العراق، التي تشكل جزءاً من التراث الإنساني للبشرية؟ وإذا كنا نتوقع ما يمكن أن يكون تبرير هؤلاء الإرهابيين لتدمير التماثيل، فلماذا يجرف «داعش» الحجارة التي تؤرخ جزءاً من تاريخ البشرية؟ ولماذا يدمر المساجد كمسجد عمر بن الخطاب في الموصل، كما هدم جامعين أحدهما يعود للعصر العثماني وسط المدينة؟ كيف يمكن النظر إلى تدمير المساجد؟ ولماذا يدمر تنظيم يعتبر نفسه إسلامياً مساجد المسلمين؟ ولماذا تنهب آثار العراق وتدمر على يد هذا التنظيم؟ هل لإزالة المعالم التاريخية والدينية التي تؤكد على عروبة المنطقة وتجذرها في التاريخ؟ وهل هدم المساجد يهدف إلى إزالة أماكن عبادة العرب المسلمين لاستبداله بدور عبادة أخرى؟ في نفس اليوم الذي يدمر فيه داعش رموز العرب الدينية والتاريخية يقول قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إن داعش يحاول منع «اتحاد الشعوب الإسلامية في إيرانوالعراق وسوريا ولبنان». من الصعب فصل ممارسات تنظيم داعش عن الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، فيوماً بعد يوم يوغل هذا التنظيم في الحقد على الأمة العربية والإسلامية، ويثبت بكل ما يقوم به أنه تنظيم أوجد من أجل تحقيق الحلم الفارسي، فداعش يهدم ويدمر ويشرد العراقيين والسوريين ويهدد اللبنانيين، بينما تكمل جحافل فارس والمليشيات الطائفية تطهير الأرض العربية من سكانها، ورغم ادعاءات إيران بقتال داعش إلا أن كل الدلائل تؤكد أن هذا التنظيم المشبوه يخدم مصالح الفرس التوسعية. تناغم بين داعش وفارس لكنه على إيقاع القتل والتدمير ومحو التاريخ العربي الإسلامي وسياساته التي تجاهر بأنها تريد السيطرة على مقدرات العرب واحتلال أراضيهم لتحقيق الحلم الإمبراطوري القديم. فهل يعي العرب حجم الخطر الفارسي والدور الداعشي؟