عزا الباحث خالد اليوسف، تراجع الرواية السعودية في النشر إلى أسباب كثيرة، منها القراءات النقدية، موضحاً أنها كشفت خلل الكتابة لدى بعض الشباب المتحمسين، إضافة إلى تراجع اهتمام دور النشر العربية بإصلاح المشكلات الكتابية لدى بعض المؤلفين الشباب مقابل المادة. وقال اليوسف في حديث ل«الشرق»: إنّ هذا التراجع كان متوقّعاً، وربما يشهد في السنوات المقبلة تراجعاً أكبر، نتيجة ضعف المبيعات في هذا الجنس الأدبي. وأضاف أنه في تتبعه لحركة النشر والتأليف في السعودية خلال العام 1435ه، لاحظ ميل بعض الشعراء المعروفين إلى إصدار عملين أدبيين أحدهما كتب عليه (شعر) والآخر (نصوص)، مثل أحمد الملا وإبراهيم زولي. وبين أنّ حركة التأليف والنشر الأدبي في السعودية أنجزت في العام المنصرم 409 كتب طبعت داخل المملكة وخارجها، أقل ب 4 كتب عن العام الماضي. وضمت قائمة الكتب، بحسب إحصاءات اليوسف، الأدب العربي (8 إصدارات)، الأدب العربي- ببليوجرافيا (إصدار واحد)، الأدب العربي- تاريخ ونقد (10 إصدارات)، الأدب العربي- السيرة الذاتية (4 إصدارات)، الأدب العربي- مقالات (7 إصدارات)، الأدب العربي- نصوص (67 إصداراً)، الرواية (79 إصداراً)، كما ضمت القائمة رواية واحدة مترجمة، و10 إصدارات في تاريخ الرواية ونقدها، فيما طبع في الشعر 109 دواوين، و25 كتاباً في تاريخ ونقد الشعر، و73 مجموعة قصصية، و7 كتب في تاريخ القصة ونقدها، و3 إصدارات في المسرح، ومثلها في تاريخ المسرح ونقده. وقال اليوسف إنه لاحظ أيضاً في تتبعه لحركة التأليف والنشر والطباعة في السعودية، أنّ نتائج حركة التأليف والنشر والطباعة للكتاب الأدبي مبهجة، وأن المتغيرات الحياتية والثقافية لم تزد هذه الحركة إلا تصاعداً ونمواً لدى المؤلفين والناشرين؛ حيث تجاوزت الدور والمؤسسات التي اهتمت بطباعة وإصدار الكتاب السعودي، 80 داراً ومؤسسة، بخلاف النشر على حساب المؤلف بشكل مباشر، كما أثبتت الشراكة في نشر الكتاب الأدبي بين الأندية الأدبية وعدد من الناشرين أنها عملية محفزة على الانتشار، وقادرة على إلغاء الحواجز، مشيراً إلى أن هذه الخطوة إيجابية في حراك الأندية الأدبية. وذكر أنّ نادي الباحة الأدبي كان الأبرز هذا العام بإصداره 14 كتاباً أدبياً، وبعده نادي أبها الأدبي الذي أصدر 13 كتاباً، ثم نادي المنطقة الشرقية الأدبي ب 12 كتاباً، فنادي الرياض الأدبي ب 11 كتاباً، ثم ناديا مكة وجازان ب 10 إصدارات لكل منهما. وفي مقابل ذلك، أوضح اليوسف، أن مشروع النشر في عدد من الأندية الأدبية ما زال يقع في آخر اهتمامهم وعملهم الأدبي والثقافي، مثل أندية تبوك والجوف والقصيم، التي لم تصدر أي كتاب أدبي خلال العام الماضي. وبين أن هناك عدداً من الأسماء الرائدة في مجالها، ما زال الإصرار والعطاء ديدنها بإصدارها كلّ عام كتاباً أو كتابين مثل محمد المنصور الشقحاء الذي أصدر مجموعتين قصصيتين في هذا العام لتصل عدد مجموعاته القصصية إلى 18 مجموعة قصصية، والشاعر والناقد سعد البواردي، الذي أصدر 4 كتب جديدة، والروائي القاص مقبول العلوي بإصداره روايتين ومجموعة قصصية. وختم اليوسف حديثه ل «الشرق» بقوله: أصدر 40 كاتباً وكاتبة، 40 كتاباً، كل منهم كتاب، وتربّع الباحث والكاتب علي إبراهيم الدرورة على قائمة المؤلفين السعوديين بإصداره العام الماضي 30 كتاباً أدبياً، فيما تصدرت مؤسسة الانتشار العربي ودار المفردات للنشر والتوزيع الدور الناشرة في عدد الإصدارات، أما الدار المحلية التي تصدرت الحركة النشطة في عدد الإصدارات للأعوام الماضية فهي دار الكفاح للنشر والتوزيع في الدمام؛ إذ تجاوزت إصداراتها 200 عنوان أدبي سعودي وعربي.