بمجرد إعلان الحوثيين أمس حل البرلمان اليمني وتشكيل مجلسين وطني ورئاسي لسد الفراغ في السلطة، خرجت تظاهرات غاضبة ترفض هذه الإجراءات في عدة مدن منها تعز والحديدة وعدن، فيما أفيد عن عودة المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى صنعاء بعد ساعات من مغادرته لها. في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام عن مجلس شباب الثورة اليمنية رفضه «الإعلان الدستوري الصادر من قِبَل الحوثيين»، واتهمهم ب «اغتصاب السلطة». ووصف المجلس، في بيانٍ نشرته وسائل الإعلام مساء أمس، ما أقدم عليه الحوثي ب «الخطوة الهستيرية التي تحمل استهتاراً واضحاً بتاريخ الشعب اليمني ونضالاته وطموحاته»، مستنكراً ما سمَّاه «اعتداءً على حق الشعب اليمني في اختيار حكامه ومصادرة حرياتهم ومستقبلهم». ودعا المجلس جميع اليمنيين إلى «الوقوف صفاً واحداً ضد العربدة الحوثية ومقاومة سلطة هيمنة الميليشيات». وكان الحوثيون أعلنوا عصر أمس حل البرلمان وتشكيل مجلس وطني مؤقت بديل على أن يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية «مدتها سنتان» مجلس رئاسي مؤلف من 5 أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني. وتلا ممثلٌ للحوثيين بياناً أمام تجمعٍ داخل القصر الرئاسي في صنعاء قال فيه «يُكلِّف مجلس الرئاسة من يراه من أعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية». وحضر بعض الزعماء السياسيين إعلان البيان، وكان بين الحضور وزيرا الدفاع والداخلية السابقان في إشارةٍ إلى أن البيان مدعوم من القوات المسلحة، لكن مصادر ذكرت أن وزير الدفاع، محمود الصبيحي، أُجبِرَ على الحضور. ويمر اليمن باضطراب سياسي شديد منذ استقالة الرئيس، عبد ربه منصور هادي، وحكومة خالد بحاح قبل أكثر من أسبوعين بعد استيلاء الحوثيين على قصر الرئاسة وتحديد إقامة رئيس الدولة في إطار سعيهم لتشديد قبضتهم السياسية. وفي مدن تعز «جنوبصنعاء» والحديدة «شمالاً» وعدن«جنوباً»، أفيد عن اندلاع تظاهرات عقب «الإعلان الدستوري» للتنديد بالخطوات الحوثية ورفضاً لما سمَّوه «شرعنة الانقلاب الذي بدأ يوم 21 سبتمبر الماضي باجتياح العاصمة واستُكمِلَ في 19 يناير بدخول قصر الرئاسة»، وشارك جنوبيون موالون للحراك الانفصالي في تظاهرات عدن. وفي حضرموت «شرق»، بدت السلطات المحلية غير متقبلة ل «الإعلان الدستوري»، وأشارت مصادر إلى رفضها التعامل معه. في هذه الأثناء، نقلت مصادر عن قيادة محافظة مأرب «رفضها التام للإعلان الدستوري» و«الانقلاب» ودعوتها مجلس التعاون الخليجي إلى «منع انزلاق اليمن للهاوية». وكان وزراء الخارجية في دول المجلس أعلنوا قبل أسبوعين رفضهم الانقلاب من قِبَل الحوثيين على مؤسسات الدولة اليمنية ممثلةً في الرئيس هادي ورئيس الوزراء بحاح. خارجياً، رفضت واشنطن النقلة الأخيرة في المشهد اليمني. واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيانٍ لها مساء أمس، أن إعلان الحوثيين «أحادي» و«لم يلتزم بالتوصل إلى حل توافقي». إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة عن عودة المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر للعاصمة صنعاء بعد ساعاتٍ على مغادرته لها، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف اتفاق السلم والشراكة الوطنية (سبتمبر 2014) في البلاد إلى التغلب على الجمود الراهن في العملية السياسية واستكمال تنفيذ عملية الانتقال السلمي الديمقراطي وترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتبارها تعكس تطلعات اليمنيين لإقامة دولة ديمقراطية.