قال شهود إن مئات الشبان تظاهروا مساء اليوم (الجمعة) في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية احتجاجاً على إعلان ميليشيا "أنصار الله" الشيعية التابعة ل "الحوثيين" سلسلة من الخطوات التي من شأنها أن تعزز سيطرتهم على البلاد. وفي صنعاء، أطلقت عناصر جماعة "الحوثيين" النار في الهواء وأوقفوا ستة ناشطين، بينهم صحافي في محطة تلفزيون محلية، أثناء محاولتهم تفريق تظاهرة في مكان قريب من الجامعة، بحسب شهود. وسارت تظاهرات مماثلة في الحديدة وتعز وعدن، حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد ب "انقلاب الحوثيين"، وفقاً لما ذكره عدد من السكان. وفي تعز، أكبر مدن اليمن، نصب متظاهرون خيمة أمام مقر حاكم المحافظة مشيرين إلى اعتصام للتنديد ب "الانقلاب". وفي "إعلان دستوري" صدر من القصر الرئاسي، قررت المليشيا الشيعية تشكيل مجلس وطني من 551 عضواً سيحل مكان البرلمان. وسيقوم المجلس الرئاسي لاحقاً بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لفترة انتقالية حددتها ميليشيا "أنصار الله" في الإعلان الرئاسي بسنتين. إلى ذلك، ارتفعت أصوات في الأوساط السياسية وبين الناشطين تدين خطوات "الحوثيين" الذين أعلنوا حل البرلمان وإقامة مجلس رئاسي لحكم البلاد. وقال محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور إن السلطات المحلية، في الإقليم الذي يضم محافظات لحج والضالع وأبين وعدن، "لن تتعامل مع الإعلان الدستوري" الذي وصفه بأنه "انقلاب على الشرعية الدستورية" . من جهته، أعلن "الحزب الوحدوي الناصري" رفضه الإعلان الدستوري. وقال محمد الصبري، القيادي في الحزب، إن "ما جرى تنصل من هذه الجماعة من كل الاتفاقات التي وقعت عليها مع شركاء العملية السياسية (...) إنه عمل غير شرعي وخطوة انقلابية"، مضيفاً أن "الحزب يدين كل أعمال الخطف والاعتقال". وأكد الصبري على "حق الناس في التظاهر والتعبير السلمي". على صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر أمني قوله إن محمد جابر عودة محافظ صعدة، معقل "الحوثيين"، نجا من محاولة لقتله بواسطة انفجار استهدف موكبه. وأعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيان بثته مواقع متطرفة مسؤوليته عن الهجوم. واليمن، حليف الولاياتالمتحدة في حربها ضد "القاعدة"، غارق في أزمة سياسية حادة منذ 22 كانون الثاني (يناير)، إثر استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته بعد يومين من سيطرة "الحوثيين" على مقر الرئاسة.