مضى نصف الربع الأول من العام الجاري، بإظهار العديد من الأحداث المفاجئة لمتابعي المسلسل الاقتصادي، وخصوصا «الحلقة النفطية»، التي جاءت مخالفة للقاعدة الدرامية، وذلك بتواجد عدة أبطال يؤثرون على مجريات سيناريو «السوق النفطية» في العالم، لتعطي إيحاء بأن هناك الكثير من الصراعات في الجزء الثاني من الربع الجاري. وارتفع سعر مزيج برنت متجاوزا 118 دولارا أمس الخميس، لمخاوف من تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط وبعد تراجع مفاجئ في المخزونات الأمريكية، لكن الارتفاع كان محدودا بسبب مخاوف من تأجيل حزمة إنقاذ ثانية لليونان. وارتفعت الأسعار لأعلى مستوى في ستة أشهر، بعدما أعلنت إيران تحقيق تقدم في برنامجها النووي يتضمن الكشف عن أجهزة طرد مركزي جديدة قادرة على تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر وهي خطوة قد تؤدي لتصاعد التوتر مع الغرب. في هذه الأثناء، واصل تجار النفط التركيز على التطورات المحيطة باحتمال تعطل صادرات النفط الإيراني، مما يدفع حركة السوق النفطية للاضطراب، بدء من الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام إيرانية بأن البلاد توقفت عن تصدير النفط لستة بلدان من منطقة اليورو ردا على عقوبات من الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، ومع ذلك، ارتفعت المكاسب بعد أن نفت وزارة النفط الإيرانية وكذلك الدولة تقارير وسائل الإعلام. وقال سفير إيران لدى روسيا محمود رضا سجادي: إن خطط قطع إمدادات النفط الإيرانية لأوروبا، ستفيد الجمهورية التي اعتمدت بدرجة كبيرة في الفترة الماضية على واردات الوقود بسبب طاقتها التكريرية المحدودة. وهون مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي كاريل دي جوشت أمس من الأثر المحتمل لوقف إمدادات النفط الإيرانية قائلا: إن هذا التهديد لن يمنع أوروبا عن معارضة امتلاك طهران لأسلحة نووية. وأضاف أن أوروبا ستتكيف مع أثر أي تحرك إيراني، وأن أوروبا ملزمة بمنع برنامج التسلح النووي الإيراني، كما أفاد مسؤول أمريكي أن إدارة الرئيس باراك أوباما تضغط على الاتحاد الأوروبي وعلى (سويفت) وهي منظمة عالمية تسهل معظم التحويلات المالية العالمية بين الدول، لطرد البنوك الإيرانية من شبكتها في خطوة جديدة لحرمان إيران من الأموال. وتعد إيران ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم، بعد السعودية وروسيا، وقد ساعد هذا التهديد في تعطل كبير في الإمدادات من الجمهورية الإيرانية في دعم أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، وتعززت أسعار برنت بسبب المخاوف حول الإمدادات من جنوب السودان، بعد أن استولت السودان على 2.4 ملايين برميل من النفط الخام بسبب النزاع المستمر على قضايا الدفع. وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي أنهى عقودا من الحرب الأهلية، ولكن البلدين بقيا على خلاف بشأن قضايا عديدة بما في ذلك الديون والنفط والقتال على طول الحدود، كما توقف أيضا إنتاج النفط من حقل المسيلة في اليمن، الذي يعد أكبر حقل في البلاد، بعد إضراب العمال حول قضايا الأجور.