سيكون استاد الملك فهد الدولي في الرياض مسرحاً لمباراة قمة من نوع خاص بين المنتخبين السعودي «المضيف» والإمارات «حامل اللقب» عند الساعة التاسعة من مساء اليوم الأحد في الدور نصف النهائي لبطولة كأس الخليج ال 22 لكرة القدم. ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع الفائز من المباراة الثانية في نصف النهائي المقامة اليوم أيضاً بين منتخبي عمانوقطر في المباراة النهائية الأربعاء المقبل. ويتفوق المنتخب السعودي على نظيره الإماراتي في المواجهات التي جمعت بينهما في دورات كأس الخليج بواقع 11 فوزاً مقابل 4 خسارات، فيما تعادلا مرتين. ويعود اللقاء الأخير بين المنتخبين في الدورة إلى «خليجي 20» باليمن في 2010 عندما التقيا في نصف النهائي وفاز فيها «الأخضر» حينها بهدف نظيف، قبل أن يخسر في النهائي أمام الكويت. وباتت الفرصة سانحة أمام المنتخب السعودي لتحقيق انطلاقة جديدة قبل أقل من شهرين على مشاركته في كأس آسيا في أستراليا، إذ تفصله مباراة واحدة عن المباراة النهائية وفرصة إحراز اللقب الخليجي الرابع بعد أعوام 1994 و2002 و2003، لكي ينفرد بالتالي بالمركز الثاني في عدد الألقاب بعد الكويت حاملة الرقم القياسي «10 ألقاب»، حيث يتساوى حالياً مع العراق بثلاثة ألقاب لكل منهما. وبعد بداية متواضعة للأخضر السعودي بتعادله في المباراة الافتتاحية مع قطر (1-1)، والضغوط الهائلة التي تعرض لها اللاعبون والمدرب الإسباني لوبيز كارو والغياب الجماهيري الكبير، تبدلت الأمور كثيراً بالنسبة إلى صاحب الأرض بفوزه بسهولة على البحرين في المباراة الثانية بثلاثية نظيفة «منها هدفان لمدافعين بحرينيين عن طريق الخطأ»، ثم فوز بصعوبة على اليمن بهدف وحيد مع ازدياد كبير في الجماهير السعودية. وتحسن مستوى المنتخب السعودي تدريجياً في الدور الأول، وبات مدربه على دراية كاملة بإمكانات لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين، حيث تعرض إلى انتقادات فيما يتعلق بعدم إشراكه لاعبين جيدين على دكة الاحتياط أمثال وليد باخشوين الذي عاد ودفع به لاحقاً بعد المباراة الأولى، كما أنه راقب منتخب الإمارات جيداً في مبارياته الثلاث، ولا شك أنه جهز الخطة المناسبة والعناصر التي يمكنها مواجهته ومتابعة المشوار حتى المباراة النهائية على الأقل. ويبحث المنتخب السعودي عن إنجاز ما منذ أعوام للانطلاق منه إلى استعادة أمجاده إقليمياً وقارياً وكذلك في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، إذ إنه توج بطلاً لآسيا ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996 وخسر النهائي ثلاث مرات أخرى أعوام 1992 و2000 و2007، كما أنه مثَّل عرب آسيا في المونديال أربع مرات متتالية في 1994 بالولايات المتحدة حين بلغ الدور الثاني و1998 في فرنسا و2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2006 في ألمانيا. لكن يتعيَّن على أسامة هوساوي وسعود كريري وناصر الشمراني ونواف العابد وتيسير الجاسم ورفاقهم أن يحذروا من استعادة منتخب الإمارات مستواه الفني الذي أهَّله لإحراز اللقب الخليجي في الدورة السابقة، خصوصاً أن صانع الألعاب عمر عبدالرحمن استعاد جاهزيته التامة بعد الإصابة التي أبعدته نحو شهر، ويمكنه أن يلعب دوراً حاسماً بتمريراته الخطيرة مع وجود المهاجم علي مبخوت متصدر ترتيب الهدافين حتى الآن برصيد أربعة أهداف. وتُوِّجت الإمارات بطلة للدورة الخليجية في المنامة للمرة الثانية في تاريخها بعد فوزها على العراق بهدفين مقابل هدف بعد التمديد في المباراة النهائية، محققة فيها فوزها الخامس على التوالي بقيادة المدرب مهدي علي الذي يشرف على هذه المجموعة من اللاعبين منذ أعوام، وحقق معها إنجازات مهمة مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي قبل أن تسند إليه المهمة في المنتخب الأول، ويحقق أيضاً نجاهاً باهراً في «خليجي 21». وأحرز مهدي علي مع هذه المجموعة لقب كأس آسيا للشباب، ثم وصل معه إلى ربع نهائي كأس العالم للشباب أيضاً، وحقق ثاني أهم إنجاز لكرة القدم الإماراتية بقيادته إلى دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، حيث قدم عروضاً جيدة أيضاً، قبل أن يظهر كفاءته في دورة الخليج الماضية مع المنتخب الأول. وتحدى مهدي علي الضغوط في «خليجي 22»، إذ تعادلت الإمارات في المباراة الأولى مع عمان سلباً، ثم تحسن مستواها في المباراة الثانية فتقدمت على الكويت 2-0 قبل أن تخرج متعادلة 2-2، ما حتَّم عليها الدخول إلى مباراة القمة مع العراق في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول بشعار الفوز، وهو ما تحقق بهدفين لعلي مبخوت وعرض ممتع استعاد فيه «الأبيض» المستوى الذي كان عليه في «خليجي 21». وإذا كان على المنتخب السعودي أن يحسب حسابات كثيرة لخطورة بعض لاعبي الإمارات أمثال مبخوت وعمر عبدالرحمن وإسماعيل الحمادي وغيرهم، فإن على المدرب مهدي علي ولاعبي منتخب الإمارات أيضاً أن يدركوا أهمية الحضور الجماهيري الكبير المتوقع اليوم، والحماس الذي ارتفع منسوبه لدى لاعبي المنتخب السعودي لإحراز اللقب. يذكر أن الإمارات تبحث عن لقبها الثالث في دورات الخليج، إذ توجت للمرة الأولى عام 2007 على أرضها بقيادة إسماعيل مطر الموجود في التشكيلة الحالية، لكنه شارك في الشوط الثاني أمام عمان، ومن الممكن أن يزج به مهدي علي أمام السعودية للاستفادة من خبرته. وكان إسماعيل مطر صاحب هدف الفوز على السعودية في نصف نهائي «خليجي 18» عام 2007.