يحتضن إستاد البحرين الوطني اليوم (الثلثاء) قمة من نوع خاص، تجمع «منتخب الأحلام» الإماراتي ومنتخب الكويت ب«تاريخه وتخصصه» في دورات كأس الخليج لكرة القدم، وذلك في نصف نهائي «خليجي21» في المنامة. «الأزرق» الكويتي له حكاية خاصة مع هذه الدورة الخليجية التي يعشقها تماماً، وغالباً ما يأتي من خارج التوقعات، ليحرز الألقاب التي وصلت إلى عشرة، و«الأبيض» الإماراتي دخل «خليجي21» بشكل جديد، فنال النصيب الأكبر من الترشيحات التي أكدها في مبارياته الثلاث في الدور الأول التي حصد فيها العلامة كاملة. جاءت ألقاب منتخب الكويت صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة بتسع مرات، في حين نال المنتخب الإماراتي اللقب مرة واحدة على أرضه عام 2007. المنتخبان قدما العديد من النجوم، وحققا إنجازات تخطت المنطقة الخليجية، وأبرزها وصول الكويت إلى مونديال إسبانيا عام 1982 بوجود جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وغيرهما، والإمارات إلى مونديال إيطاليا 1990 بقيادة الخطر عدنان الطلياني. كان منتخب الإمارات في «خليجي21» محط إعجاب الجميع، ولم يخب الظن به بفوزه في مبارياته الثلاث على قطر (3-1) والبحرين (2-1) وعمان (2-صفر)، مقدماً أسماء جديدة وأسلوب جديد بقيادة «المهندس» مهدي علي صانع الإنجازات مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي. المنتخب الإماراتي كان مقنعاً حتى الآن، وأثبت انتظاماً في الأداء والتوازن بين الدفاع والهجوم، على رغم من الارتباك في بعض مراحل المباريات، وخصوصاً في الشوط الثاني أمام البحرين. يطلق الإماراتيون على منتخبهم الحالي تسمية «منتخب الأحلام»، القادر على إحراز اللقب الخليجي الثاني بقيادة مدرب قدير أثبت قدرات عالية في الأعوام الماضية مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي. فقد سبق أن قاد مهدي علي جيلاً ذهبياً من اللاعبين للفوز بلقب كأس آسيا للشباب 2008 في الدمام، والتأهل إلى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 عاماً في مصر، واحراز فضية أسياد 2010، قبل أن ينتقل إلى المنتخب الأولمبي مع المجموعة نفسها من اللاعبين تقريباً، ويحقق الإنجاز الأضخم في تاريخ الكرة الإماراتية (بعد المشاركة في مونديال 1990)، وذلك بالتأهل إلى أولمبياد لندن 2012. ويضم «الأبيض» العديد من النجوم الواعدين، أبرزهم علي مبخوت وعامر عبدالرحمن وحمدان الكمالي وإسماعيل الحمادي وعمر عبدالرحمن وأحمد خليل، فضلاً عن صاحب الخبرة إسماعيل مطر. وأعرب مهدي عن سعادته، لتحقيق فريقه الفوز في مبارياته الثلاث في الدور الأول، وأيضاً لعودة المهاجم أحمد خليل إلى طريق تسجيل الأهداف بعد أن سجل هدفي الفوز على عمان. وقال علي: «أنا سعيد بفوزنا الثالث، وبأداء جميع اللاعبين الذين شاركوا في المباريات الثلاث حتى الآن»، مضيفاً: «كما أنني سعيد جداً لأن أحمد خليل عاد إلى التسجيل، وسجل هدفين بعد فترة طويلة، فهو لاعب كبير، وله مستقبل كبير أيضاً». من جهته، لم يقنع منتخب الكويت كثيراً حتى الآن على رغم أتباعه تكتيكاً مختلفاً لكل مباراة، وهذا كان واضحاً تماماً أمام المنتخب السعودي باندفاعه على الهجوم في البداية، على رغم أن الأخير كان أكثر حاجة إلى التسجيل، لأنه لعب بفرصة واحدة وهو الفوز، في حين كان يكفي «الأزرق» التعادل للتأهل. بدأ منتخب الكويت بفوز على نظيره اليمني (2-صفر) منحه دفعة معنوية، على رغم تواضع إمكانات الأخير، ثم سقط أمام منتخب «أسود الرافدين» القوي (صفر-1)، فكانت المباراة الثالثة مع المنتخب السعودي في «دربي» الكرة الخليجية حاسمة، عرف كيف يخطف الفوز فيها؟ بهدف باكر لمهاجمه السريع يوسف ناصر. ويملك مدرب منتخب الكويت الصربي غوران توفيدزيتش، خيارات عدة في التشكيلة، بوجود نواف الخالدي (أفضل حارس في «خليجي20» في عدن)، والجناحين وليد علي وفهد العنزي (أفضل لاعبين في الدورة الماضية)، والمتألق بدر المطوع ويوسف ناصر ومساعد ندا ومحمد راشد وطلال نايف وغيرهم. ويأمل توفيدزيتش بالسير على خطى اليوغوسلافي (سابقاً) ليوبيسا بروشتش والتشيخي ميلان ماتشالا اللذين سبق لهما أن قادا «الأزرق» إلى أحراز لقب بطل كأس الخليج في مناسبتين متتاليتين، الأول عامي 1972 و1974 والثاني عامي 1996 و1998. وقاد توفيدزيتش (41 عاماً) منتخب الكويت إلى اللقب في النسخة الماضية في عدن أواخر 2010، حين تغلب على السعودية في المباراة النهائية بهدف لوليد علي بعد التمديد. ويقول مدرب الكويت: «اعتمدت أمام السعودية تكتيكاً مختلفاً عن المباراتين السابقتين أمام اليمن والعراق، لأن المنتخب السعودي يجيد الاستحواذ على الكرة، وهو يختلف عنهما، كما أنني عملت على عنصر المفاجأة أمامه». وتابع «يجب خوض المباراة المقبلة أمام منتخب الإمارات بتركيز عالٍ، لأنه خطر، ويمتلك لاعبين يجيدون التسجيل». المهاجم الكويتي بدر المطوع الذي اختير أفضل لاعب في المباراة مع السعودية، قال: «اللاعبون أدوا ما عليهم حتى الآن وتأهلوا من مجموعة صعبة، فالتأهل إلى نصف النهائي يعد إنجازاً بحد ذاته»، أما زميله يوسف ناصر فأوضح «المنتخب الكويتي دائماً يلعب برغبة الفوز بكأس الخليج، لكن المنتخب الإماراتي قوي، ولا يستهان به في نصف النهائي».