تنتظر البحرين منذ 42 عاما لقبها الأول في دورات كأس الخليج لكرة القدم، وتحديدا منذ النسخة الأولى على أرضها عام 1970، وقد تكون الفرصة مثالية في استضافتها النسخة الحادية والعشرين من 5 إلى 18 الجاري للانضمام إلى ركب الدول المتوجة. يبدأ صاحب الأرض مشواره اليوم بمواجهة منتخب عمان بطل «خليجي 19» على الاستاد الوطني ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي يلتقي فيها اليوم أيضا منتخبا الإمارات وقطر. وحسب ما أعلن الاتحاد البحريني أواخر أكتوبر الماضي، فإن اختيار كالديرون (52 عاما) جاء لعدة أسباب، أهمها معرفته وخبرته بالكرة الخليجية، خاصة وقد سبق له قيادة المنتخب السعودي لكرة القدم وقاده إلى نهائيات كأس العالم 2006 وأيضا قيادة المنتخب العماني عام 2007، كما أشرف على نادي الاتحاد السعودي وقاده إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2009، وبعدها أشرف على نادي الهلال السعودي عام 2010 خلفا للبلجيكي إريك غيرتيس. تغيرت وجوه كثيرة في صفوف المنتخب البحريني، ولم تعد نجاعته الفنية كما كانت قبل أعوام حين فرض ذاته واحدا من أفضل المنتخبات الخليجية والآسيوية، لكن اكتساب بعض اللاعبين الجدد الخبرة الكافية مؤخرا، وإقامة البطولة على أرضه وبين جمهوره، وإسناد المهمة إلى مدرب عالم بخبايا الكرة الخليجية، قد يثمر لقبا طال انتظاره. لكنه خرج من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، خلافا لنظيره العماني المستمر في منافسات الدور الرابع الحاسم. يعول كالديرون على مجموعة تشكل مزيجا من لاعبي الخبرة والشباب، وأبرز اللاعبين أصحاب الخبرة محمد سالمين ومحمد حسين وعبدالله المرزوقي وحسين بابا وسيد محمد جعفر وفوزي عايش وجيسي جون وإسماعيل عبداللطيف وعبدالله عمر، إلى جانب اللاعبين الصاعدين سامي الحسيني وعيسى غالب وسيد ضياء سعيد وعبدالوهاب علي وعبدالوهاب المالود وعبدالله يوسف وراشد الحوطي وداوود سعد ومحمود العجيمي. البداية ستكون صعبة جدا بمواجهة منتخب عماني متجدد يعيش استقرارا فنيا بقيادة المدرب الفرنسي بول لوغوين مدد له الاتحاد العماني عقده قبل ثلاثة أيام إلى عام 2016. منتخب عمان الذي تأخر دورتين قبل الانضمام إلى دورات الخليج في النسخة الثالثة في الكويت عام 1974، عانى كثيرا قبل أن يمحو في الألفية الجديدة آثارا عميقة طبعتها الأعوام الأولى، فتحول من «المنتخب الأضعف» إلى «المنتخب الأمتع» وبلغ نهائي الدورة السابعة عشرة في قطر عام 2004 قبل أن يخسر بصعوبة أمام أصحاب الأرض، ثم اغتنم الفرصة على أرضه في النسخة التاسعة عشرة عام 2009 وتوج للمرة الأولى. ضخ لوغوين دماء جديدة وبدأ عهدا جديدا مع المنتخب العماني، إذ اعتمد على الإحلال التدريجي للاعبين، واستطاع أن يعود سريعا بعد كبوة «خليجي 20»، ليبرز في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم حيث تأهل إلى الدور الرابع الحاسم على حساب المنتخب السعودي، ويملك حاليا 5 نقاط في مجموعته التي تضم أيضا اليابان وأستراليا والأردن والعراق. وتلقى المنتخب العماني ضربة موجعة بعدم تحرير ويغان الإنجليزي الحارس علي الحبسي، أفضل حارس في دورات الخليج أربع مرات متتالية بين 2003 و2009. يعول المدرب الفرنسي على فوزي بشير وأحمد حديد وعماد الحوسني وإسماعيل العجمي وأحمد مبارك كانو وحسن مظفر وجمعة درويش ومحمد الشيبة والمهاجم الشاب عبدالعزيز المقبالي، ولا شك أنه سيفتقد جهود الظهير محمد ربيع المعتزل. ثاني مباريات البطولة تتجه الأنظار مبكرا في «خليجي 21» في البحرين إلى قمة من نوع خاص بين منتخب الإمارات المتطور ونظيره القطري المتحفز اليوم السبت ضمن منافسات المجموعة الأولى على الاستاد الوطني. المنتخبان دخلا في الأعوام الأخيرة على خط المنافسة بقوة على ألقاب دورات الخليج التي بقيت لحقبة من الزمن حكرا على منتخبات الكويت والعراق والسعودية، باستثناء اختراق قطري عام 1992 بلقب أول على أرضه، التي كانت سندا أيضا في اللقب الثاني في 2004. وبات المنتخب القطري يتمتع بالخبرة الكافية التي تساعده لأن يكون من المرشحين بقوة على اللقب، كما استعاد نجومه الكبار مستواهم المعروف وفي مقدمتهم خلفان إبراهيم أفضل لاعب في آسيا عام 2006، فضلا عن لاعبي الارتكاز وسام رزق وطلال البلوشي، والمهاجم السريع يوسف أحمد، وعاد هدافه سيباستيان سوريا إلى مستواه وخطورته بتصدره قائمة هدافي الدوري برصيد 9 أهداف في 12 مباراة. في المقابل، ينتظر عشاق كرة القدم في المنطقة الخليجية دخول منتخب الإمارات غمار المنافسة لتحديد مدى التطور الذي طرأ على مستواه منذ أن تسلم مهدي علي مهمة الإشراف الفني عليه قادما من نجاحات لافتة مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي. وتعلق الإمارات آمالا كبيرة على منتخبها الحالي الذي يطلق عليه تسمية «فريق الأحلام»، لإحراز اللقب الثاني في تاريخها بعد عام 2007 في «خليجي 18» في أبوظبي. تولى مهدي علي المهمة في المنتخب الأول في أغسطس الماضي خلفا لمواطنه عبدالله مسفر الذي حل بديلا مؤقتا للسلوفيني ستريشكو كاتانيتش بعد أن فشل في قيادة «الأبيض» إلى الدور الرابع الحاسم في تصفيات مونديال 2014. وإلى جانب مبخوت، يعول المدرب على المخضرم إسماعيل مطر وسعيد الكثيري وأحمد خليل، والحارس علي خصيف الذي سيلعب أساسيا في البطولة للمرة الأولى بعد استبعاد ماجد ناصر بسبب الإيقاف، وكذلك يبرز في الدفاع حمدان الكمالي وفي الوسط عمر عبدالرحمن أحد أبرز صناع اللعب في الإمارات حاليا.