أكدت مجموعة من رائدات المشاريع الصغيرة في الأحساء على أن مشكلة الإيجارات وارتفاعها، وضعف عملية البيع والتسويق، وعملية توصيل ونقل المنتجات هي أهم المعوقات التي تعانيها المشاريع المنزلية بنسبة تفوق 50%، وناشدن الجهات المعنية بإتمام سياسة الدعم التي حفزتهن الدولة بها، من خلال مساعدتهن في فتح نوافذ بيع دائمة لهن، مؤكدات على أن المعارض السنوية التي تحرص الجمعيات الخيرية وغيرها على إقامتها لفتح المجال أمامهن للتعريف بمنتجاتهن وأنشطتهن، غير كافية على الإطلاق لإخراج مشاريعهن للنور، وأفدن بأنه حتى الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمشاريعهن ومنتجاتهن لم يعد نافعاً بما يكفي بعد زحمة المشاريع المطروحة والمسوِّقين لمنتجاتهم، وصعوبة توصيل الطلبيات للزبائن، مع عدم السماح للمرأة بقيادة السيارات، وطمع سائقي مشاوير النقل الخاص، مشيرات إلى أن أكثر المشاريع نجاحاً في التسويق عبر وسائل التواصل هي مشاريع الطهي التي باتت تركز على أطباق الضيافة الحديثة، التي أصبحت الشغل الشاغل للنساء، بينما لا تجد المشاريع الإبداعية صدى لإعلاناتها، وأضفن بأن معظمهن ملتحقات بدورات دعم المشاريع التي قُدِّمت لهن، التي تعلمنَ فيها كيفية إقامة المشاريع وإدارتها وتسويقها، إلا أن قليلاً للغاية من أصحاب تلك المشاريع من يمكنه إخراج مشروعه من المنزل ومن حجم العملاء الضيق إلى رحابة التعامل مع الجمهور من خلال فتح محلات خاصة، واقترحن إقامة سوق مركزي للمشاريع الصغيرة يضم مجموعة من المحلات الصغيرة بإيجارات رمزية أو معقولة. وأوضحت ريم العبد الله أن المشاريع الصغيرة تعتمد اعتماداً كلياً على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الفردية للتسويق لمنتجاتها، والتواصل مع الزبائن، وهذا أمر غير كافٍ على الإطلاق، مشيرة إلى فشل المعارض السنوية في التسويق الجيد للمشاريع الصغيرة، هذا من الناحية الإعلانية، فالمعارض الخاصة غير مربحة، بل إنها أحياناً لا تغطي قيمة تكاليف إيجار الركن ونقل المنتجات، ولا يمكن لصاحبة مشروع صغير أن تؤجِّر محلاً خاصاً بها وسط هذا الارتفاع في الإيجارات، وأكدت العبد الله على أن مشكلة ارتفاع الإيجارات تأتي على رأس قائمة المشكلات التي تعوق مشاريعهن وذلك بنسبة تفوق 50%. وفيما أكدت ريم على أن مشكلة ارتفاع الإيجارات تقع على رأس القائمة؛ ترى منى السعيد أن مشكلة نقل وإيصال المنتجات للزبائن لا تقل أهمية عن ارتفاع الإيجارات، خاصة مع عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وعدم توفير وسائل نقل خاص حكومي للنساء، مما يجعلهن صيداً سميناً لأصحاب سيارات مشاوير التوصيل الخاص، الذين يدفعهم الجشع والطمع لأخذ معظم الربح منهن جراء المبالغ الكبيرة التي يطلبونها قيمة للتوصيل، مشيرة إلى أن نسبة عائق توصيل الطلبات يتساوى مع مشكلة الإيجارات في النسبة 50%، مضيفة أن أفضل المشاريع الصغيرة نجاحاً وتسويقاً حتى عبر وسائل التواصل هي مشاريع الطهي، التي تركز على أطباق الضيافة الحديثة التي تشغل بال معظم السيدات، ومن مميزات مشاريع الطهي أن الزبون هو من يحرص على تسلمها بنفسه لارتباطه بمواعيد دعوات وضيافة معينة. وتشير نجلاء الحسن إلى أن ضعف التسويق وطريقة العرض والتخزين هي من المعوقات أيضاً؛ حيث تعمل في الإكسسوارات المنزلية وهي منتجات تحتاج مساحة وطريقة عرض معينة لجذب الزبون، وهذا ما لا تغطيه إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أن منتجاتها تحتاج مكاناً واسعاً لتخزينها مما يجعل حاجتها لمحل خاص بها أمراً ملحاً، كما أن عملية نقل هذه الإكسسوارات المنزلية وتوصيلها للزبون متعبة ومكلفة. وأضافت نوال مبارك أن بعض المشاريع الصغيرة لا يمكن عملها دون محل أو سيارة خاصة، والمشاريع الصغيرة في الأحساء تفتقر إلى الاثنين معاً. وناشدن الجهات المعنية بدعم المشاريع الصغيرة، كي يتغلبن على هذه العقبات.