أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا أمس الجمعة أن تنظيم «داعش» يرتكب «جرائم ضد الإنسانية» على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا. وفي أول تقريرٍ لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، عرضت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة صورة رهيبة عن تفاصيل ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة المتطرفين، ويشمل ذلك مجازر وقطع رؤوس وأخذ نساء سبايا وإرغامهن على الحمل. ويشير التقرير الذي أُعِدَّ تحت إشراف باولو سيرجيو بنييرو إلى «انتهاج المجموعة المسلحة سياسة عقوبات تمييزية مثل الضرائب أو الإرغام على تغيير الدين أو تدمير مواقع دينية أو الطرد المنهجي للأقليات». ويعتبر أن الهجمات «على نطاق واسع ومنهجي ضد المدنيين الأكراد وضد أقلية الأيزيديين تشكل جرائم ضد الإنسانية». ويتحدث التقرير الواقع في 20 صفحة عن قيام تنظيم «داعش» ب «قطع رؤوس ورجم رجال ونساء وأطفال في أماكن عامة في بلدات وقرى شمال شرق سوريا». و»تُعلَّق جثث الضحايا عموماً على صلبان لمدة 3 أيام كما توضع الرؤوس فوق أسلاك عامة لتكون بمثابة تحذير للسكان حول عواقب رفض الانصياع لسلطة المجموعة المسلحة»، بحسب التقرير. وروى أسرى سابقون للجنة أن أسوأ معاملة في مراكز الاعتقال يلقاها هؤلاء الذين يشتبه في انتمائهم إلى مجموعات مسلحة أخرى والصحفيون والأشخاص الذين عملوا مع الصحافة الأجنبية. وعن عمليات الاغتصاب، يذكر التقرير أنها تُرتكَب بحق نساء كاشفاً أن العائلات الخائفة تقوم بتزويج بناتها القاصرات على عجل خوفاً من أن يتم تزويجهن بالقوة لمقاتلي التنظيم المتطرف. ويشير التقرير أيضاً إلى أخذ نساء إيزيديات سبايا معتبراً ذلك «جريمة ضد الإنسانية». واللجنة المكلفة فقط بالتحقيق حول الوضع في سوريا لم تنظر فيما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف في العراق. أعدم تنظيم «داعش» قيادياً في صفوفه بقطع رأسه وصلبه بعد اتهامه باختلاس أموال وسرقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأورد المرصد في بيانٍ له أمس أن «تنظيم داعش أعدم قيادياً بارزاً فيه من الجنسية السورية وقام بصلبه وفصل رأسه عن جسده عند دوار الجرداق في مدينة الميادين» في محافظة دير الزور (شرق). وذكر المرصد أن التهمة التي أُعدِمَ على أساسها الرجل هي اختلاس أموال خاصة بالتنظيم. ووزَّع المرصد صورة لجثة دون رأس معلقة على خشبة على شكل صليب مع رأس مقطوع ملقى على الأرض. وكُتِبَت التهمة على ورقة كبيرة بيضاء بخط اليد وعُلِّقَت على الجثة. وبحسب النص المكتوب، فإن المقتول كان جندياً من جنود التنظيم يُدعَى «جليبيب أبو المنتظر». ولم يتسن التأكد من المنصب الذي كان يشغله المقتول في التنظيم، كما لم يُعرَف تاريخ تنفيذ الإعدام. وورد الخبر ذاته على حسابات ناشطين مناهضين لتنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد قبل أيام بأن «داعش» أعدم في محافظة الرقة (شمال) «قياديين بارزين في جبهة النصرة» انشقا عن الجبهة وانضما إليه. وذكر المرصد حينها أن التهمة الموجهة إليهما هي قتال التنظيم.